٣ مغازلات سعودية لمصر.. هل تعيد التقارب بين القاهرة والرياض؟

عقب تصاعد الخلاف السياسي بين مصر والسعودية خلال الفترة الماضية، غازل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مصر من خلال بعض التصريحات في مهرجان "الجنادرية"، وهو ما وصفه بعض المراقبين في الشأن السياسي، بأنها مبادرة للصلح بين البلدين وبداية صفحة جديدة بعدما ايقنت المملكة دور مصر في المنطقة.
الإثناء بدور مصر في مهرجان الثقافة والتراث السعودي "الجنادرية"
غزل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مصر، اليوم الخميس، على هامش المشاركة المصرية المتميزة في مهرجان الثقافة والتراث السعودي "الجنادرية"، وذلك خلال تفقده أروقة الجناح المصري بالمهرجان، حيث تحل مصر ضيف شرف على الجنادرية هذا العام.
وأبدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إعجابه بمحتويات الجناح المصري قائلا: "مصر قامت مرة أخرى.. مصر عادت من جديد".
"الداخلية السعودية" تشيد بالسلطات المصرية
وفي الثالث من يناير الماضي، أشاد المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، بتمكن الجهات المختصة في مصر من ضبط أفراد شبكة إجرامية قامت بالتخطيط لتهريب سبعة ملايين من أقراص الإمفيتامين والأقراص الخاضعة لتنظيم التداول الطبي إلى المملكة العربية السعودية، بتمريرها عبر الأراضي المصرية.
رسالة من سلمان للسيسي
وفي التاسع عشر من أكتوبر الماضي، قالت صحيفة "الأخبار اللبنانية"، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تسلم رسالة من الملك سلمان، تتضمن نقاطًا عدة، أبرزها التأكيد على العلاقات المصرية السعودية الوثيقة، وعدم تأثر العلاقات المصرية الخليجية بالتقارب الخليجي التركي خلال الفترة الحالية.
جاءت تلك الرسالة في أعقاب زيارة سريعة لوفد سعودي رفيع المستوى للقاهرة، برئاسة مستشار الديوان الملكي السعودي، سعود بن عبدالله.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري مطلع، قوله إن مستشار سلمان أبلغ السيسي أن السعودية ستسعى إلى احتواء الخلاف بين القاهرة وأنقرة على نحو أكبر خلال الفترة المقبلة، مع الالتزام الكامل بجميع التعهدات المتفق عليها اقتصاديًا.
وبدأت بوادر الخلاف السياسي بين مصر والسعودية، تظهر عقب تصويت مصر في مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع القرار الروسي حول الوضع في سوريا، الذي لم يلق تأييدًا إلا من أربع دول.
واستخدمت موسكو "الفيتو" ضد مشروع القرار الفرنسي حول حلب بمجلس الأمن، يدعو لوقف القتال والغارات الجوية على المدينة، كما يدعو إلى هدنة ووصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق في سوريا، قبل أن تفشل بتمرير مشروع قرار آخر قدمته لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، لكنه لم يطالب بوقف الغارات الجوي.
وفي سياق ما سبق ترصد "الفجر"، آراء بعض الخبراء في الشأن السياسي والدولي حول مغازلة السعودية إلى مصر في الآونة الأخيرة.
نافعة: إشادة الملك سلمان لمصر كلمات مجاملة في الاحتفالات العامة
قال الدكتور حسن نافعة، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن إشادة خادم الحرمين بدور مصر في بعض المجالات ليست رسالة بتعافي العلاقات "المصرية- السعودية"، وإنما ربما تكون كلمات مجاملة في الاحتفالات العامة، ومن الممكن أن تكون بداية لبدء صفحة جديدة بين البلدين.
وأضاف "حسن"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن لهذه اللحظة لم تحل مشكلة جزيرتي "تيران وصنافير"، وأيضا الاتفاقيات التي تمت بين "مصر والسعودية" لم تنفذ بعض، إذن العلاقات بين البلدين تراوح مكانها وتحتاج لدفعة قوية أكبر من المغازلة والمداعبات عبر التصريحات.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن السعودية تعلم جيدًا أن مصر في موقف قوة، لاستغنائها عن التمويلات السعودية التي تضغط مصر عليها، فمن الممكن أن تبدء بالصلح مع مصر.
بدء السعودية بالتصالح مع مصر أمرًا ليس مستبعد من أجل صالحها
وأكد الدكتور محي الدين، المحلل السياسي والبرلماني السابق، أن ليس هناك خلاف قوي بين البلدين يؤدي لمرحلة القطيع أو عدم التعاون، نظرًا لأهمية العلاقات بين البلدين في المنطقة، فعملية بدء السعودية بالصلح ليس أمرًا مستبعد من أجل صالحها أولاً.
وأوضح "محي الدين"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن الأزمة التي نشبت بين الطرافين "مصر-السعودية"، كانت سوء تقدير من السلطات المصرية والسعودية معا لعدم القراءة الجيدة للتاريخ فيما يخص جزيرتي "تيران وصنافير"، والأمر حاليًا في يد القضاء والسعودية بدورها تحترم القوانين الداخلية لمصر.
وأشار المحلل السياسي والبرلماني السابق، إلى أن المملكة السعودية تعلم دور مصر جيد الاستيراتيجي والجغرافي في المنطقة، خاصة في مواجهة إيران التي امتدت يديها في المنطقة وتحول أن تزرع الفتن بها، وتحاول النيل من السعودية، فعملية البدء بالصلح أكيد من أولى خطوات السعودية مع مصر لعدم توسع الفجوة واشتعال الحرب في المنطقة.