لوحة كانوب أم حجر رشيد
من المعروف أن البيان الرسمى تم نقشه علي لوحة حجرية في عصر "بطليموس الخامس" و الذي أطلق عليه (حجر رشيد) هو الأشهر و أنه كان من أهم أسباب فك طلاسم الكتابة و الرموز الهيروغليفية
لوحة كانوب
و لكن لدينا خبر تاريخي مهم يحمل صفة المفاجأة , انطلقت من منطقة "كوم الحصن" بمحافظة البحيرة و التي كانت و مازالت مكاناً و مستقراً لثقافة مصرية قديمة لها ثقلها الحضاري و هي "لوحة كانوب" التي سميت كذلك بمناسبة اجتماع العشيرة أو المجموعة الكهنوتية للمصريين في كانوب , وقد عقد الاجتماع تكريما للملك، ولإبلاغه بأن الأهالي والمعابد بخير وفي حالة طيبة.
وعلاوة على العطلات والاحتفالات، اقترحت أثناء اللقاء إضافة المجموعة الخامسة من الكهنة مقترح، وامتدح الملك عندما حاز المقترح القبول , ونظرت هذه المجموعة الخامسة المقترحة في أمر إضافة يوم كل أربعة أشهر من التقويم المصري، ولكن المقترح قوبل بالرفض.
مواصفات الحجر
ففي النصف الثانى من القرن التاسع عشر الميلادي تم أكتشاف لوحة من الحجر الجيري عالي الجودة ترجع إلي عام 239 قبل الميلاد و عليها أسم الملك البطلمى "بطليموس الثالث يورجيتيس" , اللوحة وجدت في حالة حفظ رائعة و بعد تنظيفها و الأهتمام بها تم دراسة المناظر و الكلمات المنقوشة علي جانب واحد منها , أعلى اللوحة التي تأخذ الشكل شبة المستدير , تم نقش منظر لقرص الشمس المجنح , يتدلى من الشمس ثعبان كوبرا , تحت هذا المنظر يوجد نقش لعدد من الأرباب و الربات الأسطوريين و الأسطوريات ذوى الصبغة المصرية القديمة ثم نجد تحت هذا المنظر عدداً من السطور المنقوشة مقسمة إلي 26 سطراً من الرموز الهيروغليفية و تليها 20 سطراً من الكتابات الديموطيقية ( لغة العامة و الشعب و هي كتابة سريعة و مختصرةمنبثقة من الهيروغليفية ) , و أخيراً النص الأكبر باللغة اليونانية و الذي يصل عدد سطوره إلي 64 سطراً .
حقائق أثبتها الحجر
حيث أتى هذا النص بحقيقتين
الأولى " أن الملك أصدر أوامره بأن يتم نقش هذا البيان علي حجر أو صفائح من البرونز باللغتين الهيروغليفية و اليونانية و تعرض للعامة بالمعابد "
و هذه الجملة في النص هي إثبات واضح لحقيقة تاريخية كانت غائبة و هي أنه يوجد هناك أكثر من حجر واحد و نص واحد مترجم و مفسر بالطرق الثلاثة المكتوبة و المنقوشة , لذا من الممكن أن نجزم بأنه يوجد عدد أخر من اللوحات و الصفائح التي لم تكتشف بعد مدفونة فيأرضية المعابد و لم يتم الكشف عنها .
الثانية " هي حقيقة علمية مهمة جداً , تحمل عبق الثقافة المصرية القديمة الذي تأثر به البطالمة و العالم أجمع , و هو علم الفلك و التقاويم السنوية , حيث تم و لأول مرة ذكر عدد أيام السنة بالتحديد و هو 365 يوماً "
و بالتالي تصبح لوحة "كوم الحصن" أقدم دليل أثراُ و نصاً يذكر و يحصي عدد الأيام في التقويم الشمسي في التاريخ بهذه الدقة .
هذا الأحصاء الذي أثر في مستقبل العالم استحضر علم الفلك المصري القديم و كيفية وضع المصري القديم خطته الزراعية و مواسم نثر البذور و الحرث و الإنبات و الحصاد و الفيضان و تخصيب التربة بالطمى الغنى , و تقسيم العام إلي مواسم .
و بذلك و مما تقدم يقر بعض علماء الأثار أن لوحة " كوم الحصن" تعتبر أهم من "حجر رشيد" من حيث المعلومات التاريخية و التأثير الحضاري .