حكومكي ما حكموكي ..برضو المصري مصري ..والمملوك مملوكي
حكموكي ما حموكي
برضه المصري مصري .. والمملوك مملوكي
أوعي تباتي حزينة .. يا حرة يا زينة
لو ربطوا ايدينا .. بكرة نحرروكي
من السلطان والوالي والعهد المملوكي
بهذه الكلمات المبدعة للشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي و الحان إبراهيم رجب، جاء تتر نهاية مسلسل "علي الزيبق "و الذي يعد احد أنجح أعمال السير الشعبية في تاريخ الدرما المصرية ، ولكن ما هي أصل قصة المماليك في مصر و كيف وصل مجموعة من العبيد لحكم الشعب الذي أشتراهم بأمواله
بدأ هذا النظام مع نهاية حكم الدولة العباسية بمجموعات صغيرة في قصر الخليفة ضمن حاشيته بغرض حماية خصوصياته ,إذ كانوا أهل ثقة ,فليس لهم عصبية يعملون لحسابها ,فقد كانت المؤامرات تسود المناخ العام للحكم خلال دهاليز و أروقة القصر , فمازالت جيوب الأمويين تعمل و تدبر ,فالدولة الأموية في الأندلس قوية شبحها مازال يهدد الدولة العباسية و لها عملاء و جواسيس في كل مكان , و الأعاجم و الفرس في المشرق يدبرون ,و العرب لهم مطالبهم في الحكم , و أيضاً الهاشميون و أواصر القربي التي تربطهم بالعباسيين يكيدون و يعتقدون أن لهم نصيباً في الخلافة .
و مع هذا الجو الزاخر بالمؤامرات و الدس و الكيد بدأت تزداد أهمية المماليك و يتعاظم دورهم و وصلوا إلي أعلي المراتب فكان الخليفة يعتمد علي تزويد و دعم البلاط بحاشيته من شباب المماليك ,و كان الولاة في الولايات المختلفة و النواب يقلدون الخليفة العباسي بدعم بلاطهم بحرس خاص من المماليك رمز الأبهة و العظمة ,و مع الوقت أصبحت هذه الحراسات ميلشيات
و تطورت المليشات إلي جيوش صغيرة , إلي أن جاء الأيوبيون فأستخدم الناصر صلاح الدين الأيوبي المماليك في الحروب بأعداد كبيرة ,فقد أشترى إثنى عشر ألف من المماليك الجراكسة و الأتراك دربهم علي كل فنون القتال و الفنون الحربية الأخرى , حتي صاروا أشد الجنود بأساً و أقداماً و شجاعة و بطشاً ,إلي أن جاء الملك الصالح نجم الدين أيوب في منتصف القرن الثالث عشر , و وضع المقاييس لأختيار المماليك و جعل من جزيرة الروضة المكان المخصص لتدريبهم .
و بعد حكم الأيوبيين آلت مصر إلي سيطرة الموالي من هؤلاء المماليك و تصرفوا في أحوال الدولة علي أهوائهم ثم لم يلبثوا أن أختاروا السلاطين من بينهم ,و استمروا في شراء مزيد من المماليك ,فتضاعف عددهم و تمت لهم العصيبة التي ساعدت علي تنفيذ أحكامهم و التغلب علي سواهم .
النظام بطبيعته يقوم بحماية نفسة بقوة عسكرية يتم اختيارها من المماليك الجدد من اللشباب الغر من سوق النخاسين من مناطق أواسط آسيا و مناطق أخرى متفرقة , حيث يباع هؤلاء الأطفال بيع الأرقاء من أهلهم لظروف فقر أو قحط أو لظروف اعتداء و إغارة قبائل علي قبائل أخرى تستحل معه كل ما تحصل عليه من مكاسب من القبائل المهرومة .
و كانت مقاييس الأختيار تخضع لمعايير و مواصفات علي رأسها حداثة السن و الذكاء و الملاحة و قوة النظر و حسن التصرف و قبل كل شئ اللياقة الجسمانية المتكاملة و قوة التحمل الفائقة و العزيمة و الطموح , و كان يتسم في هؤلاء الأطفال الولاء و الأمانة لأنهم سيكونوا مسئولين عن حماية النظام بما فيه الحكام سواء كان خليفة أو سلطاناً أو والياً ,إذا أنهم أدوات حمايه النظام من خلال تواجدهم في السلطة .