المغرب يعود للاتحاد الأفريقي بأكثر من ثلثي الأعضاء
بدأت، صباح اليوم الاثنين، في العاصمة الإثيوبية
أديس أبابا فعاليات القمة الأفريقية الـ28. وعلى رأس تلك الفعاليات عودة المغرب للمنظمة،
والتي أثير حولها الكثير من الجدل خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد تصريحات مغربية بشأن
تعنت رئيسة المفوضية الحالية دلاميني زوما، والتي تنتهي ولايتها اليوم بانتخاب رئيس
جديد.
ووجه الملك محمد السادس الدعوة لحضور مأدبة
عشاء أقامها، مساء أمس الأحد، بمقر إقامته في أحد فنادق العاصمة الإثيوبية أديس أبابا،
إلى 47 دولة أفريقية، وحضر منها 42 بلدا، زعيما أو رئيس وزراء أو ممثل وفد؛ لكن قاطعت
المأدبة 5 دول أفريقية، بالإضافة إلى دلاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وقال عبدالله البقالي المتحدث باسم حزب
الاستقلال المغربي ورئيس النقابة المغربية للصحفيين في تصريح لـ"سبوتنيك"،
"إن رجوع المغرب للاتحاد الإفريقي، عودة إلى حضنه وبيته، وتتويج مسيرة طويلة جداً،
من جهود التعاون والتجارة بين المغرب والعديد من البلدان الإفريقية، ويمكن أن نذّكر
أن المغرب أصبح، اليوم، رقم 3 في حجم الاستثمارات داخل إفريقيا، ورقم 1 من الدول الإفريقية
المستثمرة داخل إفريقياً، وبالتالي هذا المستوى الكبير من التطور في العلاقات التجارية
بين المغرب والعديد من الدول الإفريقية، كان يوجب على المغرب أن يعود إلى بيته، الاتحاد
الإفريقي".
وعن الدول التي صوتت بعدم رغبتها في عودة
المغرب، وموقف رئيسة منظمة الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايتها دلاميني زوما، قال البقالي
"بالنسبة لرفض بعض الدول، هذا طبيعي، فهناك حلف مناهض للمغرب، ولكن المملكة حصلت
على موافقة أكثر من 40 دولة من أعضاء الاتحاد الإفريقي، والرئيسة الحالية للمنظمة زوما
ضد مصالح للمغرب منذ البداية، ولم ننتظر منها إلا أن تبقى على استراتيجيتها مع خصوم
المغرب، ولن يؤثر ذلك على قرار عودة المملكة، فهي حصلت على أصوات أكثر من ثلثي الأعضاء،
في حين أن القانون يطلب فقط نصف الأعضاء لإقرار دخولها للمنظمة الإفريقية".
وعن العلاقة بين المغرب وجارتها موريتانيا
خاصة بعد امتناع الرئيس الموريتاني عن حضور حفل عشاء الملك محمد السادس وإرسال وزير
خارجيته، قال البقالي "حسب المعطيات المتوفرة لا يوجد أي تصعيد بين موريتانيا
والمغرب، سحابة صيف ومرت، وفي العموم العلاقات ليست جيدة، ولكنها أيضاً ليست سيئة على
كل حال، ولا أعرف الظروف التي حالت دون حضور الرئيس الموريتاني البارحة حفل العشاء
الذي أقامه الملك محمد السادس، على شرف رؤساء الدول الإفريقية، ونرجو أن يكون السبب
خيراً".
وعن مطالبة برلمانيين فرنسيين الرئاسة الفرنسية ووزارة الخارجية ورئاسة الحكومة
بإعلان انسحاب باريس من الخلاف بين الجزائر والمغرب، قال البقالي "فرنسا حليف
استراتيجي للمغرب، ومثلها إسبانيا كذلك، وغالباً ما نلاحظ أن القضية المغربية تتحول
إلى قضية سياسية داخل فرنسا أو إسبانيا، ونحن لا نعتمد على مواقف أشخاص، ولكننا نعتمد
السياسة الخارجية الفرنسية الرسمية، التي هي إلى جانب المغرب في الدفاع عن حقوقه المشروعة".