"خبراء" يتوقعون عودة التفاؤل الحذر إلى أسواق عمليات الدمج والاستحواذ بنهاية 2017
415 مليار دولار أمريكي حجم عمليات الدمج والاستحواذ في قطاع التكنولوجيا بحلول عام 2018
عمليات الدمج والاستحواذ العالمية
تصل إلى ذروتها في 2018 بمبلغ 3 تريليونات دولار
تحسن نشاط الطرح العام بنسبة
25% بعد ضعف أدائها في عام 2016
كشفت توقعات أداء الصفقات -على المدى القصيرحالة
عدم يقين بسبب عوامل جيوسياسية ولكنه اظهرت مزيداً من التفاؤل خلال السنوات القادمة،
وذلك وفقاً لنشرة التوقعات الثانية الصادرة عن شركة المحاماة العالمية، بيكر ماكينزي
حول الصفقات العالمية.
بعد عام من حالة عدم اليقين السياسي، تتوقع
نشرة التوقعات المعدة بالاشتراك مع "أكسفورد إيكونوميكس"بحدوث تحسن في نشاط
الصفقات على مدى السنوات الأربع المقبلة بسبب الانتعاش التدريجي في معدل النمو الاقتصادي
العالمي خلال السنوات المقبلة إذ انه من المتوقع أن يرتفع إجمالي الناتج المحلي إلى
نسبة 2.6%في عام 2017 والى نسبة 2.8% في العام 2018، و نظرا لتراجع التهديدات حول
استقرار الاقتصاد العالمي واستعادة صانعي الصفقات لثقتهم في السوق، فهذا من شأنه أن
يحول المستثمرين من حالة التخوف إلى الرغبة في الاستثمار.
وتستند هذه النشرة، إلى التوقعات حول قيام مسؤولي الاتحاد الأوروبي
والمملكة المتحدة بأحراز تقدماً في توطيد علاقة جديدة خلال عام 2017و كذلك التوقعات
بشأن قيام الإدارة الأمريكية الجديدة باتخاذ موقفاً واقعياً نحو السياسة التجارية والهجرة
الدولي كما ستضع خططاً لتوفير الحوافز المالية.
كما توقعت النشرة أيضا استمرار الصين فى
إدارة تحولها إلى اقتصاد ناضج، وكذلك استمرار الانتعاش الاقتصادي في منطقة اليورو بالإضافة
إلى استمرار الأسواق المالية في تحقيق مستويات قياسية جديدة وارتفاع ثقة المستثمرين.
ومن جانبه قال "بول رولينسون"،
رئيس مجلس الإدارة العالمي لشركة "بيكر ماكينزي": "نحن لا نزال نشهد
حالة من عدم الاستقرار ولكن أنشطة الصفقات تلوح في الأفق وستتبلور قريباً حيث تشير
الميزانيات العمومية القوية للشركات والتمويل منخفض التكلفة والنمو المعتدل في الأسواق
والقطاعات الرئيسية إلى انتعاش عمليات الاندماج والاستحواذ على المدى المنظور في العام
2017بعد فترة من الحذر في الربع الأولتليها توقعات بالنمو في عام 2018."
توقعات عمليات الدمج والاستحواذ
تباطأت عمليات الدمج والاستحواذ وأنشطة
الطرح العام في عام 2016 بشكل حاد وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي حيث أدت
التقلبات في سوق الأسهم في الولايات المتحدة والمخاوف المتزايدة بشأن التباطؤ الاقتصادي
في الصين وكذلك انخفاض أسعار النفط والسلع إلى جعل صانعي الصفقات أكثر حذرًا ثم تفاقمت
هذه المخاوف بعد تصويت المملكة المتحدة على مغادرة الاتحاد الأوروبي و في أعقاب الانتخابات
الرئاسية في الولايات المتحدة.
وعلّق "مايكل دي فرانكو"، الرئيس
العالمي لعمليات الدمج والاستحواذ في "بيكر ماكينزي": " نتوقع أن تستمر
حالة عدم اليقين خلال الربع الأول من العام الحالى (على الأقل)، وكذلك تشير توقعات
النشرة إلى انخفاض طفيف في عقد الصفقات خلال
2017 لتصل قيمة الصفقات إلى 2.5 تريليون دولار أمريكي بعد أن كانت 2.8 تريليون
خلال عام 2016 ويعود ذلك إلى أن ترقب المستثمرون لوضوح الرؤية حول علاقة المملكة المتحدة
بالاتحاد الأوروبي وتأثير سياسات الادارة الامريكية الجديدة على التجارة والاستثمار."
ومن جانبه، اشار "ويل سيفرايت"،
شريك في "بيكر ماكينزي. حبيب الملا" في دولة الإمارات العربية المتحدة بقسم
الشركات وعمليات الدمج والإستحواذ: "اثرت حالة عدم الاستقرار بشكل ملحوظاً على
الصفقات خلالعام 2016 إلا ان أنشطة الدمج والاستحواذ
في الشرق الأوسط تبدو على أعتاب انتعاش كبير لا سيما في دولة الإمارات العربية المتحدة،
حيث تبرز العوامل الاقتصادي-مثل نمو إجمالي الناتج المحلي المتوقعالأساسية- كعامل جاذبللمستثمرين."
و على الرغم من انتعاش أسواق الأسهم عقب
الانتخابات الأميركية إلا أن النشرة أظهرت توقعات حذرة حول الإفراط في التفاؤل إزاء
تحقيق انتعاش كبير في أنشطة عقد الصفقات نظرا لحالة عدم اليقين التي ستسود عام
2017.
يتوقع التقرير- بمجرد ظهور قدر أكبر من
الوضوح في الأفق- حدوث انتعاشاً في عمليات الدمج والاستحواذ العالمية لتصل إلى ذروتها
بمبلغ 3 تريليونات دولار أمريكي في العام 2018 (أقل من مستوى الذروة في الولايات المتحدة
البالغ 3.4 تريليون دولار أمريكي حسب التوقعات السابقة) ومن ثم ستتباطأ أنشطة عقد الصفقات
تدريجيا في العام 2019، حيث ستنخفض إلى حوالى 2.8 تريليون دولار أمريكي في ذلك العامالى
2.3 تريليون دولار أمريكي في العام 2020، نظراً لزيادة تكلفة التمويل العالمي وستبدأ
التوقعات بالانخفاض.
توقعات أنشطة الاكتتاب العام
تتوقع النشرة ارتفاعاً طفيفاً في أنشطة
الاكتتابات العامةخلال 2017 بعد تباطؤ في العام
2016 وسترتد مجدداً في العام 2018 و2019 نظراً
لأن الشركات التي أرجأت إدراجها في الأسواق ستعود إلى أسواق الطرح العام من جديد.
وتشير التوقعات بارتفاع نشاط الاكتتابات
العامة العالمية من 133 مليار دولار أمريكي في العام 2016 إلى 167 مليار دولار أمريكي
في عام 2017 ثم تبلغ ذروتها لتصل إلى 275 مليار دولار أمريكي في كل من عامي 2018 و
2019.
وقال "كوين فانهارينتس"، الرئيس
العالمي لأسواق رأس المال في "بيكر ماكينزي": "إن تحسن معنويات السوق
وتطلع عدد من الدول إلى إدراج شركات حكومية بهدف جمع رؤوس اموال وتحديداً في أوروبا الوسطى والشرقية ورابطة الدول
المستقلة والشرق الأوسط وأفريقيا، سيؤدى إلى
توفير بيئة اقتصادية أكثر اعتدالا في عام 2017 مع توقعات بحدوث انتعاش خلال النصف الثاني
من 2018."
وأضاف السيد"زاهي يونس"،شريك
في قسم أسواق رأس المال وعمليات الدمج والاستحواذ في الشركة الزميلة لبيكر ماكنزي في
المملكة العربية السعودية: "يوجد حالياً بعض التردد تجاه أنشطة الاكتتاب العام
لحين توافر السيولة النقدية وتحسن ثقة المستثمرين ولذلك فنحن لانزال نرى على المدى
القصيرحالة منعدم الوضوح في الأسواق و خصوصا في ظل استمرار انخفاض أسعار النفط ومع ذلك -على المدى المتوسط- سيكون لإصلاحات الحكومة
السعودية التي تنطوي على عدد من عمليات الخصخصة إلى جانب رغبة هيئة السوق المالية في
زيادة عدد الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية، تأثيرا إيجابيا على نشاط الاكتتابات
العامة في المملكة".
أداء القطاعات
سيحتل قطاع التكنولوجيا مركزا رئيسيا في
الصفقات العالمية حيث انه من المتوقع أن يصل حجم عمليات الدمج والاستحواذ إلى 415 مليار
دولار أمريكي بحلول عام 2018 - وهو أعلى مستوى منذ العام 2000وبالمثل فإننا نتوقع ارتفاعا
في نشاط الاكتتابات العامةو سيتصدرها عملية طرح "سناب شات" للاكتتاب العام.
وأضاف السيد "فانهارينتس" قائلاً:
"في حال تكللت عمليات الاكتتاب على "سناب شات" بالنجاح، فهي ستكون أكبر
عملية لشركة تكنولوجيا مدرجة في الولايات المتحدة بعد مجموعة علي بابا في العام
2014."
وسيشهد قطاع الرعاية الصحية وخصوصاً الصفقات
في مجال التكنولوجيا الحيوية والأدوية أيضا عودة قوية له وسط الابتكارات وفي ظل قيود
تنظيمية أقل محتملة في الولايات المتحدة وزيادة دور مقدمي الخدمات الصحية من القطاع
الخاص في تقديم خدمات الصحة العامة.
ستنخفض الصفقات في القطاعات المالية والسلع
الاستهلاكية قليلا في العام 2017 قبل أن تستعيد عافيتها مجدداً في العام 2018. وفيما
يتعلق بقطاع التمويل، من المرجح أن تساهم الابتكارات الفنية والاندماجات في القطاع
المصرفي في أوروبا الى تعزيز عمليات الدمج والاستحواذ، في حين سيواصل قطاع السلع الاستهلاكية
جني ثمار تكلفة الطاقة المنخفضة والنمو الملفت في حجم الإنفاق الاستهلاكي. كما ستشهد
الصفقات في قطاع الطاقة انتعاشاً معتدلاً ونتيجة لانخفاض أسعار النفط المتواصل خلال السنوات القليلة القادمة، حيث سترتفع
أسعار النفط تدريجيا على الرغم من احتمال أن يشهد العام 2017 ادراج شركة أرامكو السعودية
العملاقة في ما يمكن وصفه بأضخم عملية اكتتاب في التاريخ.
توقعات إيجابية
وخلص "دي فرانكو" إلى القول:
"بالإضافة الى تجدد السوق واستعادة ثقة المستثمرين، سيكونلنشاط الصفقات القدرة
على استعادة عافيته في السنوات المقبلة بسبب الاحتياطيات النقدية الضخمة المدرجة في
ميزانيات الشركات والمستويات السعرية شبه المتقاربة و تمويل عمليات الاستثمارات الخاصةوفي
حالة عدمحدوثتقلبات في السوق تؤثر على الثقة، فسيقبل المستثمرينعلى عمليات الاستحواذ
بقوة وجرأة أكثر."