"الشماع" يقود حملة لإعادة مسلة "الكونكورد" إلى مصر (صور)
ميدان "الكونكورد" يقع في قلب باريس وتحديدًا بنهاية شارع الشانزليزيه، صممه جيمس موت عام ١٧٥٥م، وأُطلق عليه ميدان لويس الخامس، وفي عام ١٧٩٣ م أُعدم فيه لويس السادس عشر بعد الثورة الفرنسية وسُمي ميدان الثورة ويبدو أن الأحداث المرتبطة بميدان الكونكورد لا تنتهي ففي عام ١٨٣١ م قام محمد علي باشا بإهداء فرنسا مسلة ضخمة تقديرًا منه لمجهودات الفرنسيين في كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة.
حكاية مسلة رعمسو الثاني
وعن المسلة التي أهداها محمد علي باشا إلى فرنسا، قال "بسام الشماع" وهو أحد المهتمين بالآثار المصرية القديمة، وله العديد من المؤلفات في التاريخ، إن المسلة هي لرمسيس الثاني مأخوذة من أمام "صرح الملك" في معبد الأقصر، كانت علي يمين الداخل إلى الصرح، والثانية على اليسار لازالت موجودة بمكانها بالمعبد، قد تم إعادة تشييد المسلة بميدان الكونكورد بحضور 200 ألف باريسي.
الفرنسيون أهانوا المصريين القدماء
وأضاف "الشماع" أن الفرنسيون عاملوا مسلة "رعمسو الثاني" وهو الملك الذي نعرفه باسم "رمسيس الثاني" بما لا يليق بها، فقد أهينت مسلة المصريين القدماء لما وضع الفرنسيون نموذجًا لكأس العالم عليها عندما فازت به فرنسا، وكأنها مجرد قاعدة لكأس، كما تسلقها "آلان روبير" حتي قمتها منتهكاً بقدميه قدس الأقداس لدي المصريين القدماء، وهو ما لا يجرؤ أحد عليه الآن، فهل يقبل الفرنسيون مثلاً أن يتسلق أحد الرياضيين المصريين كنيسة "نوتردام"، أو مقبرة العظماء بباريس.
وأشار إلى أن المسلة موضوعة في قلب ميدان ذو أجواء غير مناسبة لطبيعتها، مما يؤثر كثيرًا في بنيتها، فهي تعاني الكثير من التشققات وتأثرت بالتوث المحيط بها بميدان كونكورد.
حملة الشماع لإعادة مسلة الكونكورد
ودشن "الشماع" حملة لإعادة مسلة "رمسيس الثاني" إلى موطنها وقد تطوع عدد من مصريين في الحملة منهم "نيفين" بإلتقاط صور للشقوق التي أصابت المسلة، ثم قامت بناء على طلب "الشماع" بمخاطبة هيئة اليونسكو مطالبًا إياها بإعادة مسلة "رعمسو الثانى" أو رمسيس الثاني من ميدان الكونكورد بباريس إلى موطنها الأصلي في مصر.
رد "اليونسكو" مرفوض
وكان الخطاب قد تم إرساله 23 يناير الجاري، وتلقى "الشماع" الرد من "اليونسكو" يوم 26 يناير، والذي جاء كالتالي "نقر إستلامنا للبريد يوم 23 يناير الماضي بخصوص مسلة ميدان الكونكورد ونشكرك، كن متأكدًا أن اليونسكو تشارك بفاعليه فى الحفاظ على الحضارة المصرية، ونتابع باهتمام كبير مع فرنسا الحفاظ على مسلة ميدان الكونكورد التى تقع فى محيط مسجل ضمن التراث العالمى تقبل تحياتنا".
وأشار "الشماع" إلى أن هذا الرد الدبلوماسي مرفوض، ولا بديل عن استرجاع المسلة المصرية إلى بلدها ومكانها الأصلي.