خبراء يكشفون أسباب حظر 7 دول إسلامية من السفر لأمريكا.. ويؤكدون: قرار يؤدي لأزمات دبلوماسية
أثار قرار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، بمنع حاملي تأشيرات الهجرة من سبع دول إسلامية وهي سوريا وإيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن من السفر إلى الولايات المتحدة، استياء هذه الدول، معلنين المعاملة بالمثل، فيما أكد بعض المختصين في الشأن الدولي أن هذا القرار له تابعيات جثيمة تتمثل في التأثير على العلاقات بين أمريكا والدول العربية.
فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع قرارًا يسمى "حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة" كان من بين وعوده الانتخابية، يتمثل في تعليق دخول اللاجئين بالكامل إلى بلاده لمدة 120 يوماً على الأقل واللاجئين السوريين إلى أجل غير مسمى.
ردود الأفعال على هذا القرار
وعلى أثر هذا القرار احتج العشرات من الأمريكيين في مطارات الولايات المتحدة، رافعين لافتات تضمنت "مرحباً بكم في بلدنا" في إشارة إلى المسلمين واللاجئين، ولافتات أخرى "نحن سعداء بوجودكم في أمريكا".
طرد الأمريكيين من العراق
ودعت فصائل شيعية عراقية، لحظر دخول الرعايا الأمريكيين العراق، وطرد الأمريكيين ردًا على قرار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، بمنع إصدار تصاريح الهجرة للعراق.
إيران ترد بمبدأ المعاملة بالمثل
في سياق متصل قالت السلطات الإيرانية، إنه ستطبق مبدأ المعاملة بالمثل، ردا على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤكدة في بيان بثه التلفزيون الرسمي اليوم، أن "جمهورية إيران الإسلامية... التي تحترم الشعب الأمريكي، ومن أجل الدفاع عن حقوق مواطنيها، قررت تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بعد القرار المهين للولايات المتحدة المتعلق بالرعايا الإيرانيين، وما لم يرفع هذا التدبير".
غضب السودان من القرار
من جانبها عبرت الخارجية السودانية في بيان لها عن "الأسف" لإدراج السودانيين في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلقة: أنه "لمن المؤسف حقا أن القرار جاء متزامنا مع انجاز البلدين لخطوة تاريخية مهمة برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية الأمريكية عن السودان".
ما أسباب القرار؟
في ضوء ما سبق قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن قرار "ترامب"، بمنع بعض دول المسلمين من دخول أمريكا ليس مفاجأة، لأنه صرح أكثر من مرة أثناء خطاباته قبل الفوز بالرئاسة بأنه ضد الإرهابيين وعندما تولى الرئاسة طبق ما كان صرح به، بالقضاء على الإرهاب.
وأضاف "اللاوندي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن السبع دول التي اختارهم "ترامب"، لأنهم منابع الإرهاب وليس لهذه البلدان رقابة على من يسافر منها، إنما باقي البلدان العربية الأخرى لم تمنع لأن هناك رقابة جيدة من قبل الجهات المسئولة في الدولة، متابعًا أن هذا القرار من وجهة نظر ترامب هو الأمن على بلاده من "الإرهاب"، فهو يحارب المسلمين المتطرفين وليس ضد المسلمين بشكل عام، فهو ضد من يستخدم الإسلام استخداما خاطئًا.
القرار والأزمات الدبلوماسية
وبسؤاله عن تابعيات هذا القرار، أشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن هذا القرار سوف يتسبب في أزمات سياسية ودبلوماسية بين الدول وبعضها لاسيما وأن إيران من ضمن هذه البلدان وهي فصيل قوي في النطقة، مما يؤدي إلى اشعال الفتنة والحرائق في دول عربية كثيرة.
و اندلع حريق بمسجد في ولاية "تكساس" الأمريكية، ما أدى لتدميره، أمس السبت عقب قرار الرئيس الأمريكي، بمنع سبع دول عربية من دخول أمريكا.
توسيع الفجوة بين العرب وأمريكا
وقالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، إن هذا القرار سيكون بمثابة نواه لتوسيع الفجوة بين العرب والولايات المتحدة المتهمة دائما باضطهادها العرب، لاسيما المسلمين منهم الذين عانوا هذا الأمر الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، وهو ما يؤكد أن سياسة ترامب الجديدة ستكون امتدادًا لسياسة بوش التي تسببت في أزمات بالغة للشرق الأوسط بأكمله.
وأضافت "بكر"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن قرار "ترامب" غير مدروس من الناحية السياسية وهو ما سيؤثر على علاقة الولايات المتحدة الأمريكية ببعض الدول التي لديها مصالح معها كـ"سوريا والعراق"، المتحالفة معهم في حربها على داعش.
وأشارت استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، إلى أن هذه القرارات ستؤثر أيضًا على الرأي العام داخل الولايات المتحدة، حيث تتصاعد الأصوات المعارضة لسياسة ترامب الجديدة والتي يصفها البعض منهم بالعنصرية، وظهر ذلك جليًا في المطالب التي ظهرت مؤخرًا بإنفصال ولايات "كاليفورانيا" عن أمريكا.