بعد دعواه لتحرير المرأة .. الندم يصيب قاسم أمين
أفكاره
كان قاسم يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي لإقامة المجتمع المصري الصالح وتخرج أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوما كبيرا فاتهمه مهاجميه بالدعوة للانحلال.
كان قاسم يهتم بالأسلوب والفعل ولايهمه المظهر كما أشار في كتابات متعددة عن المرأة بأنه ليس من المهم أن تكون محجبة إنما المهم في طريقة مشيتها وبتصرفاتها.
مولده ونشأته
ولد عام 1863 بالأسكندرية لأب تركى عثمانى وأم مصرية من صعيد مصر ، و اتم تعليمه الابتدائى بمدرسة رأس التين الإبتدائية ، مدرسة الأرستقراطية من أبناء الأتراك والشراكسة والأثرياء ، ثم انتقلت الأسرة للإقامة بالقاهرة بحى الحلمية ، والتحق بالمدرسة الخديوية (الثانوية العامة حاليا ) ودخل القسم الفرنسى بها ، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة الحقوق وحصل على الليسانس سنة 1881م وكان أول خريجيها .
التدرج المهنى
وقد وكان أول متخرج وعمل بعد تخرجه بفترة قصيرة بالمحاماة ثم سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا وانضم لجامعة مونبلييه وبعد دراسة دامت أربع سنوات أنهى دراسته القانونية بتفوق عام 1885، وأثناء دراسته بفرنسا جدد صلاته مع جمال الدين الأفغاني ومدرسته حيث كان المترجم الخاص بالإمام محمد عبده في باريس.
عاد قاسم من فرنسا بعد أن قضى فيها أربع سنوات يدرس بها المجتمع الفرنسي، واطلع على ما أنتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع أدبية واجتماعية، وراقت له الحرية السياسية التي ينعم بها أولاد الثورة الفرنسية والتي تسمح لكل كاتب أن يقول مايشاء حيث يشاء، فأقام مبدأ الحرية والتقدم على أسس من الثقافة المسلمة وكان من المؤيدين للإمام محمد عبده في الإصلاح، ورأى أن الكثير من العادات الشائعة لم يكن أساسها الدين الإسلامي، وكتب في جريدة المؤيد 19 مقالا عن العلل الاجتماعية في مصر ورد على الكونت داركور الذي كتب عن المصريين وجرح كرامتهم وقوميتهم وطعن بالدين الإسلامي في كتاب ألفه عام 1894 بعنوان "المصريون"، وبحث في العلل الاجتماعية التي تعتري المجتمع المصري بأسلوب المصلح المشفق، وقد أيد قاسم أمين بعض آراء كارتور لاحقا في كتابه تحرير المرأة، وقضى أربع سنوات وهو يكتب في المؤيد عن المواضيع التي أطلق عليها "أسباب ونتائج" أو "حكم ومواعظ".
رجل الاصلاح الاجتماعى
يعتبر قاسم أمين من أشهر رجال الاصلاح الاجتماعى فى عصر النهضة العربية ، أثناء دراسته بفرنسا جدد صلاته مع "جمال الدين الافغانى" ومدرسته حيث كان "المرتجم" الخاص بالأمام "محمد عبده" فى باريس .
و إشتهر بمعالجة قضايا مجتمعه آنذاك وخاصة قضية تحرير المرأة داعياً إلى تعليمها وتحريرها من الظلم الإجتماعي الذي كانت تعيشه ، فدعى إلى تحريرها وتعليمها ومشاركتها الرجل في الحياة العامة على قدم المساواة ، غير ان اراءه لم تلقى استحسان بل هجوما شديدا و كان على رأس المهاجمين الزعيم الاقتصادى طلعت حرب ، و رجال الدين و المحافظون ، فتولى قاسم امين الرد عليهم بكتاباته .
ندم قاسم أمين
حيث قال " لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى إقتفاء أثر الترك بل الإفرنج في ( تحرير نسائهم ) وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق الحجاب وإشراك المرأة في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم ولكن … أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس فلقد تتبعت خطوات النساء من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة إحترام الناس لهن وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات فرأيت من فساد أخلاق الرجال وأخلاقهن بكل أسف ما جعلني أحمد الله ما خذل دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتي … رأيتهم مامرت بهم إمرأة او فتاة إلا تطاولوا عليها بألسنة البذاءة , وما وجدت زحاماً فمرت به إمرأة إلا تعرضوا لها بالأيدي والألسن "
اهم كتبه
كتاب "المصريون" الذى اصدره باللعة لفرنسية سنة 1894 ليرد به على هجوم الدوق الفرنسى "داركور" على مصر والمصريين .
كما اصدر كتابه "تحرير المرأة" سنة 1899م وهو الكتاب الذي أثار جدلا حول العديد من القضايا التي تخص المرأة ، ثم اعقبه بكتاب "المرأة الجديدة" عام 1900 الذى اهداه لصديقه سعد باشا زغلول داعيا فيه الى تشريع حقوق المرأة .
وفاته
فارق الحياة في منزله بالقاهرة 23 أبريل عام 1908م وهو في الخامسة والأربعين عاما ورثاه عدد من الشعراء مثل حافظ إبراهيم وخليل مطران وعلي الجارم، وندبه الزعيمان سعد زغلول باشا وفتحي زغلول.