دور المرأة في المجتمعات المصرية القديمة
كان للمرأة المصرية مكانة رفيعة في المجتمع المصري القديم، باعتبارها الشريك الوحيد للرجل في حياته الدينية والدنيوية طبقا لنظرية الخلق ونشأة الكون الموجودة في المبادئ الدينية الفرعونية، من حيث المساواة القانونية الكاملة وارتباط الرجل بالمرأة لأول مرة بالرباط المقدس من خلال عقود الزواج الأبدية، وكانت تبدو هذه المكانة عصرية بشكل مفاجئ وذلك عند مقارنتها بالمكانة التي شغلتها المرأة في معظم المجتمعات المعاصرة آنذاك، وحتى في العصور السابقة.
وعلى الرغم من أنه تقليديا يحظى الرجال والنساء في مصر بامتيازات مختلفة في المجتمع، فإنه من الجلى عدم وجود عوائق لا يمكن حلها فى طريق من أراد الخروج عن هذا النمط. كان المصريين فى هذا الوقت لا يعترفون بالمرأة ككائن مساو للرجل بل كتكملة له، ولكن بالرغم من هذا كله، فقد استفادت المصريات من الموقف اللواتي وضعن فيها فى بعض المجتمعات، ولقد عبرت الديانة المصرية القديمة والأخلاق عن هذا الرأي ويتضح هذا الاحترام تماما في الدين كما في الأخلاق، ولكن كان من الصعب تحديد درجة مطابقتها في حياة المصريين اليومية.
ويعد ذلك بطبيعة الحال بعيدًا جدًا عن وضع المرأة في المجتمع اليوناني وأثينا القديمة، حيث تعتبر فيه المرأة قاصرة قانونيًا مدى الحياة، ومن جانب آخر لا يتردد المصري في تقديم المرأة كطائشة وغريبة الأطوار، ولا يمكن الاعتماد عليها.
وذكر "ديموستينى" أحد كبار الخطباء والسياسين الإغريق، في القرن الرابع قبل الميلاد عن المرأة اليونانية: "إن لنا محظيات يجلبن لنا السرور، وبنات هوى يقدمن لنا متعه الجسد، وأخيرا فإن لنا زوجات ينجبن لنا الأبناء، ويعتنين بشئون بيوتنا".
حق المرأة في التعليم.
كان للمرأة في مصر القديمة الحق في التعليم ابتداء من سن الرابعة، وكانت تتلقى العلم من خلال مدارس ذات نظام صارم، والتي كانت تركز على مبادئ الحساب والرياضيات والهندسة والعلوم، بالإضافة إلى تعليم أصول اللغة الهيروغيلفية واللغة الهيراطيقية الدارجة للاستعمال اليومي، وفي النهاية كانت تمنح الفتاة مثلها مثل الصبي لقب كاتبة، مع السماح لهن بإمكانية التخصص العلمي في أى من فروع المعرفة.