حكايات الثورة ... ثورة القاهرة الأولي ضد المحتل الفرنسي
لم تكن ثورة الخامس والعشرين من يناير هي الأولي في تاريخ الشعب المصري، فهو شعب ثائر ضد كل ظلم مر عليه، وخصيصاً ضد المحتل الأجنبي الذي يعتدي علي ثوابته وقيمه.
الحملة الفرنسية القادمة من وراء البحر بحداثة أسلحتها إستطاعت أن تنتصر علي المصريين في عدة مواقع، بعد أن لاقت مقاومة شرسة للغاية.
استقر المقام بنابليون بونابرت بالقاهرة واستطاع أن يفرض سيطرة عسكرية علي العاصمة، وبدأت إجراءات متعسفة ضد الشعب المصري تمثلت في فرض ضرائب باهظة علي جموع المواطنين.
أدرك المصريون أن الفرنسيون ما هو إلا عدو غاصب محتل عكس ما حاول نابليون إظهاره، فقد نشر بين العامة أنه أشهر إسلامه، وقابل شيوخ الأزهر الشريف ذوي المكان بين العامة، وحاول التقرب منهم إلا أنهم رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً، وتمثل رفضه بموقف الشيخ عبد الله الشرقاوي الذي قام بنزع شارة الثورة الفرنسية من فوق كتفه لما حاول نابليون أن يضعها، ورماها أرضاً، واعتذر نابليون عن هذا الموقف.
في عام 1798 م زادت الضرائب، وصادر الفرنسيون الأراضى الخاصه بالأوقاف التي تنفق علي الأعمال الخيرية، وبدأ الإعداد للثورة من ساحة المسجد الأزهر، وحمل الشيخ عبد الله الشرقاوي "البيرق النبوي" وهو علم أخضر كبير، وامتطي حصانه، وتجمع الناس حوله، وكان مجاورين الأزهر يجمعوا الناس عقب الصلوات من المساجد.
بالقرب من الأزهر تجمعت الثورة حيث يقع بين القاضى ممثل الدوله العثمانيه الذى رفض مقابلة نابليون ، وجاء "ديبوي" حاكم القاهره الفرنسى إلي القدوم بفرقه من الجنود لإستطلاع أمر هذا الحشد وما كان من الثوار إلا رمى "ديبوى"بسهم قتله فى الحال .
عاد "نابليون" للقاهره مره ثانيه نظراً لازدياد الحشد فى كل أرجاء المدينة ونصب المدافع فوق التلال والهضاب والقلعه وأمر بضرب حى الأزهر، ودخل الجنود إلي باحات الجامع الأزهر بخيولهم، وآثار هذا الغضب فى نفوس المصريين فراح العلماء يطلبون من نابليون احترام حرمة الجامع الأزهر وإخلاءه من الجنود وخيولهم، وزادت ثورة الشعب ضد الفرنساويين.
استطاع نابليون أن يخمد ثورة القاهرة الأولي بعد أن قبض علي مجموعة من مشايخ الأزهر الشريف، وتم الحكم على ستة منهم بالإعدام، واقتيدوا إلى القلعة، حيث ضربت أعناقهم ثم دفنت أجسادهم بأماكن مجهولة
من أهم نتائج ثورة القاهرة الأولي هي إحياء آمال المصريين في طرد المحتل الفرنسي الذي ظهر عدوانه وإجرامه، وسقط عنه قناع التخلق بأخلاق الدين، وظهر زيف حرصه علي مصالح المصريين، وكانت ثورة القاهرة الأولي هي شرارة رحيل المحتل الفرنسي عن أرض الكنانة.