خان الخليلي تحفة العصور
لا يستطيع زائر القاهرة أن يتجاهله، فسواء كنت قادماً من الصعيد أو من بحري أو من بلاد الخليج ، أو من أوروبا، فلابد لك من أن تزور خان الخليلي فهو ماركة مسجلة تتصدر قائمة الأماكن المفضلة لزوار القاهرة من شتى بقاع العالم، خصيصاً النساء وبالتحديد حسناوات أوروبا، وأميركا، فهو المزار السياحي الشعبي الأنيق، والمدهش، والعجيب الذي يشتهر بحوارية الحلزونية التي تنقل زواره إلي عالم ألف ليلة و ليلة الأسطوري.
سوقاً ومتحفاً
ما يجعل خان الخليلي هدفاً لزوار القاهرة أنه في مجملة عبارة عن سوق رائجة للتحف، والمجوهرات داخل دروبه المتشبعه وهذا ما يدلنا لماذا تغرم النساء بالتجول في طرقاته وحواريه، وهو يجمع ما بين عراقة القديم وتكنولوجيا الحديث فتوجد أحدث ما أنتجه العصر مع أقدم الصناعات والمنحوتات اليدوية التي أبدعها لفنان المصري البسيط .
أبرز منتجاته والتي تحظى بشغف زواره سواء كانوا عرباً من بلاد شبه الجزيرة العربية أو أوروبيين أو أمريكان .. الأيقونات، والتماثيل، والمشغولات الفنية من سجاجيد مزركشة بالرسومات النادرة، وجميع هذه المنتجات مستوحاه من مختلف الطرز الفنية للحضارات التي مرت علي مصر أبتداء من الحضارة الفرعونية، والرومانية، ومرورا بالقبطية، وإنتهاء بالحضارة الإسلامية.
نشأة وتاريخ
خان الخليلي هو
عبارة عن مجموعة متناسقة ومتعانقة من الحواري والممرات والدروب والأزقة التي تشبة
بمحلاتها الصغيرة والمتلاصقة والأنيقة لوحة تشكيلية فاتنة تجمع بين الدقة الهندسية
الحديثة، وغرابة العالم الأسطوري القديم.
لم ينشأ خان الخليلي فجأة أو برز من العدم وإنما له تاريخ ونشأة متميزة، فقد كان هذا المكان ضمن الرقعة الإستراتيجية التي إحتوت علي قلب الدولة الفاطمية فهو يقع في ظهر القصر الغربي الصغير، ذو الأبواب المتعددة، والذي كان مخصصاً لأقامة الخليفة المعز لدين الله الفاطمى، وسكنة بعد المعز الخلفاء الفاطميين، وأولادهم، ولما اقتنص صلاح الدين الايوبي سلطنة مصر أخذه، و اخرج من كانوا الخليفة الفاطمي وأهله، وأولادة، فأسكنهم دار المظفر بحارة برجوان التي كانت تعرف بدار الضيافة، وبعد ذلك أعطي هذا القصر لأمراء دولته، ثم في عهد الأمير "جهاركس الخليلي" قام ببناء خانه، والخان هو مكان للتبادل التجاري وفي بعض الأحيان كان يُطلق عليه وكالة أو فندق، وقد عُرف الخان بإسمه فسمي بـ "خان الخليلي" ، ولا تزال إلي الآن دروب خان الخليلي تحمل فخامة الفاطميين التي تتجسد في واجهات مبانيهم التي بني معظمها علي طراز العمارة الفاطمية، وكذلك احتوي الشارع علي مباني من العصور المتتالية الأيوبية، والمملوكية، والعثمانية.
ويقع الشارع ما بين
جامع الحسين، وشارع الخليفة المعز لدين الله الفاطمى .