"السواح" يعلن خوضه انتخابات الرئاسة: ترشحي رسالة إلى الدولة أن الشباب قادر (حوار)
حوار: كريم شعبان - أحمد الليموني - تصوير: أحمد علي
السيسي بطل قومي.. ولكن حكومته تفتقد للرؤية
وجود السيسي بمفرده يقتل الحياة السياسية
إدارة الحكومة والإعلام الخاطئة تفقد السيسى شعبيته
"الصحة" على رأس أولوياتي.. وأسعى لعدالة صحية في المجتمع
سياستي الخارجية تتسم بالتوازن والعمل على حسن الجوار.. والأمن القومي خط أحمر
خطة كاملة لتطوير المنظومة الأمنية على كل المستويات
قرار عودة الإخوان بيد الشعب
انزعجت من عدم دخول الشباب التشكيلات الوزارية
الدولة عجوزة وأسعى إلى إعادة شبابها وترميمها
تيران وصنافير مصرية 100%.. والقوات المسلحة لم تكن قوات احتلال على مر التاريخ
في خطوة جريئة، قرر باسم أشرف عبد العزيز، الشهير بـ"باسم السواح"، الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2018، ليكون أول المعلنين بشكل رسمي عن خوض التجربة؛ وذلك بعد دراسة جيدة للأوضاع الاقتصادية والسياسية، والاطلاع على أسباب عزوف البعض عن المشاركة في العملية السياسية.
وقال السواح، إن الشباب هم القدوة والمُعلم ولكنهم لم يحصلوا على فرصة حقيقية في تولي المناصب القيادية في مفاصل الدولة المختلفة، حتى مع اهتمام الدولة بهذا القطاع الكبير واختيار العام الماضي ليكون عام الشباب والاهتمام من جانب الرئاسة من خلال البرنامج الرئاسي للتأهيل والتدريب، مؤكدًا أن هذا هو الدافع الرئيسي لإعلان ترشحه للرئاسة، وإيمانه المطلق بأن الشباب قادر على إنجاز المهام وخدمة الوطن، وإحداث التغيير المرجو والمطلوب.
"السواح" طبيب متخصص في جراحات الأسنان، يبلغ من العمر 39 عامًا، ولد بالقاهرة، وتعلم في المدارس الحكومية، حصل على ماجستير إدارة مستشفيات من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ودبلوم الجودة من جامعة جورج ماسون الأمريكية، والبورد الألماني في جراحات زراعة الأسنان والعظام، ودخل إلى عالم السياسة في عام 1999 عندما كان أمين مساعد اتحاد طب أسنان جامعة القاهرة، وفي عام 2009 أسس "المجلس المصري للأطباء"؛ لتغيير الوضع الصحي في مصر إيمانًا منه بأن التغيير الجذري أفضل من الإصلاح، ومن ثم طرح فكرة حزب صحة المصريين وهو أول حزب في مصر يهتم بالشؤون الصحية على غرار حزب الخضر في ألمانيا والذي يهتم بـ"البيئة"، وأسس حركة أطلق عليها "حركة إنسان" وهي حركة اجتماعية تهدف في المقام الأول إلى خدمة الإنسان دون تميز، وتردد اسمه بقوة في الأسماء المطروحة بالتعديل الوزاري المرتقب، لتولي منصب وزير الصحة.
التقت "الفجر" بالدكتور باسم السواح، للإطلاع منه على أهم نقاط برنامجه الرئاسي الذي من المقرر الإعلان عنه، والوقوف على رؤيته للأوضاع الداخلية والخارجية، وكيفية إدارته البلاد حال وصوله إلى كرسي الرئاسة، وكان لنا هذا الحوار:
س: ما هي رسالتك من هذا الترشح؟.
ج: رسالتي هي أن هناك شباب قادر على تحمل المسؤولية الوطنية، وإحداث التغيير المنشود الذي نسعى إليه مع بناء الوطن، والسعي إلى رفعته من خلال ضخ دماء جديدة قادرة على الانجاز معتمدًا على حماس وطاقة الشباب، موضحًا أن الدولة عجوزة وأسعى إلى إعادة شبابها وترميمها.
وفكرة الترشح جاءت من باب أن الشباب قادر على مواجهة كافة التحديات، والقضاء على فكرة أن الشباب "سنه صغير" وبالتالي غير قادر على إدارة البلاد، وليس لديه الخبرة الكافية، موضحًا أنه يسعى إلى طرح نماذج مشرفة من الشباب قادرة على قيادة دولة بحجم مصر، مبديًا انزعاجه من عدم دخول الشباب التشكيلات الوزارية.
ورأى السواح، ضرورة أن نساهم في خلق مناخ ديمقراطي يكون في الجهة المقابلة لرئيس الجمهورية، سواء كان ذلك أحزاب سياسية أو شخصيات عامة، تكون قادرة على المنافسة، مشيرًا إلى أن وجود الرئيس بمفرده في الانتخابات الرئاسية يقتل الحياة السياسية في مصر، بالإضافة إلى المساعدة في خلق حياة سياسية وحزبية تليق بمكانة مصر؛ تساعد وتشارك الرئيس في مهام عمله، مشيرًا إلى أن إدارة الحكومة والإعلام الخاطئة تفقد السيسى شعبيته.
س: ما هي ملامح برنامجك الرئاسي ؟.
ج: البرنامج الرئاسي بشكل مختصر، قائم على فكرة المشاركة المجتمعية، عن طريق تلقي كافة الأفكار والأطروحات من شرائح المجتمع المختلفة، ومن ثم الاختيار من بينها والعمل على تنفيذها، وبذلك يكون المجتمع جزءًا من البرنامج الرئاسي، موضحًا أنه يرحب بأي شخصية تقدم أفكارًا في البرنامج دون أن يكون لها أي توجه سياسي.
أما المشروع القومي الذي أتبناه خلال برنامجي الرئاسي يحمل شعار "بناء الإنسان قبل بناء البنيان"، وأن هذا العنصر سيكون الأساس في عملية التنمية التي سنسعى إليها خلال فترة الرئاسة، وبالتالي فالمشروعات القومية لن تبنى إلا بعد بناء الإنسان، وفي الفترة الأخيرة من عمر الوطن أصبح الإنسان المصري في حاجة إلى إعادة بناء وتطوير وتنمية فكره وتصحيح سلوكه؛ لكي نحقق التنمية المطلوبة ونرفع من معدلات نموه الاقتصادي والاجتماعي.
الصحة:
وعن خطته لتطوير المنظومة الصحية في مصر، قال السواح: ليس هناك تنمية اقتصادية أو اجتماعية إلا بعد تواجد التنمية الصحية، وبالتالي فالاهتمام بصحة الإنسان على رأس أولوياتنا، ولا يخفى على أحد أن الوضع الصحي في مصر أقل من السيئ، مشيرًا إلى أن فكرة زيادة أسعار الأدوية "جريمة" في حق المواطن المصري، وأن هناك تجربة صحية في لبنان قادها الوزير الحالي وائل أبو عافور، وهو إداري وليس طبيب، حيث نجح في تقليل فاتورة الدولة التي تدفعها إلى شركات الأدوية من مليار و360 مليون دولار، إلى مليار دولار فقط، وتم تخفيض 40% من سعر الأدوية.
وأشار السواح إلى أن خطته في مجال الصحة، ستشمل إعداد ملف لكل مواطن يتضمن حالته الصحية، والأمراض التي يعاني منها، وعدد الأدوية التي يحصل عليها وأنواعها؛ وبالتالي يمكننا حصر الأمراض الشائعة بالنسبة للمصريين، والأدوية المطلوبة، ما ينتج عنه مواجهة جشع شركات الأدوية، كما ستشمل خطته تحقيق مبدأ العدالة الصحية عن طريق التغطية الشاملة للخدمة الصحية، بمعنى أنه يحق لكل المواطنين تلقي العلاج بدون أية صعوبات في تحمل تكلفة العلاج ودون تفرقة بين غني وفقير.
التعليم:
وفيما يخص التعليم قال: لابد من تطوير المناهج التعليمية وفقًا لمتطلبات سوق العمل؛ فكثير من الخريجين يعملون في مهن غير التخصصات التي درسوها، مشيرًا إلى أن هناك خطأ في خريطة استثمار البشر في مصر، وأن هناك رؤية وطنية سيتم وضعها لتطوير التعليم والمعلم في وقتٍ واحد.
الإعلام:
أما بخصوص الإعلام، أكد السواح على أن خطته قائمة على فكرة تشجيع الإعلام التنموي الهادف غير الموالي للسلطة، وسأعمل على أن يكون الإعلام سلطة رابعة بحق، وعلى النقيض سأقضي على الإعلام المروج للشائعات والفتنة، أما ماسبيرو سيتم إعادة هيكلته مع خصخصته بهدف استفادة الدولة منه.
العشوائيات:
أدرج السواح ضمن برنامجه الرئاسي، خطة لتطوير العشوائيات تقوم على تفريع المناطق العشوائية من سكانها على مدار 10 سنوات، يتم تطبيقها من الرئيس الحالي، مضيفا: الجزائر حلت موضوع العشوائيات في عامين، بعد أن تم وضع هدف محدد، متابعًا: سوف نعمل على تنمية المدن، بالإضافة إلى إنشاء مدن جديدة متكاملة بعيدًا عن التكدس الذي تعاني منه مصر.
السياسة الخارجية:
السياسة الخارجية ستقوم على 3 محاور أساسية، وهي "1. حسن الجوار مع الدول، 2. عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، 3. تنفيذ رؤيتنا بما لا يضر بمصالحنا الوطنية.
وعن العلاقات "المصرية – الإسرائيلية"، قال السواح: مصر تحترم كافة الاتفاقيات الدولية والمعاهدات التي تم توقيعها، بما لا يمس المصلحة الوطنية أو العربية، والقضية الفلسطينية هي قضيتنا وقضية العرب جميعًا.
وعن العلاقات مع إيران وتركيا وقطر، قال السواح: ستكون قائمة على الندية وحسن الجوار ما لم تتعرض البلاد إلى الأذى، والسياسة الخارجية قائمة على التوازنات والمصلحة، مشيرًا إلى أنه قد تتغير أنظمة هذه الدول وبالتالي تتغير طريقة التعامل مع مصر، مؤكدًا أن السياسة الخارجية ليس لها ثوابت.
وعن تيران وصنافير، قال السواح إنها جزر مصرية 100%، ونحترم أحكام القضاء المصري، مشيدًا بجملة المحكمة بأن القوات المسلحة لم تكن قوات محتلة منذ مينا موحد القطرين حتى الآن، ويجب غلق الموضوع نهائيًا.
التعامل الأمني:
أوضح السواح أن التعامل الأمني لابد أن يقوم على الوعي باعتباره جزء من التفكير، بالإضافة إلى الاحترام المتبادل بين المواطن وضابط الشرطة، وكافة العاملين بالقطاع الأمني، وإعادة تأهيل القائمين على العمل الأمني في مصر بما يواكب التطورات، وذلك على يد خبراء متخصصين، بما يحافظ على هيبة الدولة وتنفيذ القانون بصارمة.
وعن سيناء قال إنه سيتم العمل على تعمير سيناء، والبحث عن حلول جديدة بعيدًا عن التفكير الأمني البحت، حتى لا نخلق انقسامات جديدة في المجتمع المصري، مشيرًا إلى ضرورة مقابلة الرصاصة بالفكر حتى لا نخلق روح دم في المجتمع المصري، رافضًا التعامل مع أزمة شمال سيناء من منظور أمني فقط، موضحًا أن توفير تعليم جيد وصحة وعدالة اجتماعية يقضي على فكرة الإرهاب من الأساس.
وعن تعامله مع جماعة الإخوان المسلمين، والمحبوسين، أعلن السواح أنه سيتم الإفراج عن الشباب المحبوسين ما لم يكونوا متورطين في أي أعمال عنف أو إرهاب، مشيرًا إلى أنهم مصريين وسيتم التعامل معهم وفقًا للقانون إذا كانوا متورطين في أي عمل من شأنه المساس بالأمن القومي المصري، غير ذلك سينخرط في العمل المجتمعي كمواطن مصري.
وأوضح السواح أنه في حال أرادت جماعة الإخوان المسلمين العودة إلى الحياة السياسية، عليها استفتاء الشعب أولًا؛ حتى تكون الكلمة له، مختتمًا: الكلمة للشعب في النهاية.