أسمع كلامك أصدقك.. الحكومة تدعم الشباب بـ"التصريحات الصحفية".. وحلم التمكين يتبخر (تقرير)

"هدفنا توسيع إنطلاق الشباب في العمل العام.. وكل وزير ياخد شباب معاه في وزارته"، توصيات بمثابة الأوامر أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الوطني للشباب لتعمل الحكومة على حلم تمكين الشباب بتدريبهم في وزارتهم حتى يصبحوا قادرين على تولي المناصب القيادية في إطار ما يسعى له "السيسي" بتمكين الشباب لعلمه بقدر أهميتهم في تشكيل مصر الجديدة.
تمكين الشباب و"السيسي"
وهو ما أكده أيضًا خلال لقائه مجموعة من دارسي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب عندما قال إنه طالب المسؤولين عن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، باختيار 90 شاباً وفتاة بشفافية ونزاهة وتدريبهم لمدة عامين ليتولوا بعض المناصب الهامة بالدولة، إنه عقب اجتياز الشباب التأهيل الجديد سيتولوا مناصب وزارية أو محافظين، موضحاً أنه هذا سيكون جزء من تمكين الشباب من المناصب بالدولة.
69% من المصريين "شباب"
ويبدو أن مجلس النواب أيضًا على علم بأهمية الشباب وهو ما إتضح من المهندس محمد فرج عامر عضو مجلس النواب، إن مصر تملك استثمارا بشريا واعدا، مشيرًا إلى أن نسبة الشباب في مصر 69%، وستتجاوز 74% في السنوات العشر المقبلة، موضحًا أن قانون "تمكين الشباب" هو الأهم في الفترة المقبلة ضمن مناقشات مجلس النواب.
وأكد أن المشروع الرئاسي الخاص بصرف 200 مليار جنيه للشباب بفوائد 5%، تمهيد لبداية جديدة بين الدولة والشباب، وأن الدولة تقوم ببناء 140 ألف شقة للشباب، وبرنامج لتخريج قيادة 3000 شبابية سنويا.
الحكومة تتجاهل التوصيات
ولكن يبدو أن مؤسسة الرئاسة والبرلمان يسلكان خطوات جادة نحو "تمكين الشباب، ولكن الحكومة لا تنفذ التوصيات التي صدرت عن الرئيس عبدالفتاح السيسي في عدة مناسبات، والتي كانت من بينها مرافقة الشباب للوزراء في الوزرات للتعلم من خبراتهم، وهو حدث فقط في وزارة التربية والتعليم عندما عين الدكتور الهلالي الشربيني، الدكتور علاء عيد مدير عام الشئون القانونية بالديوان والذي يعتمد عليه الوزير بشكل كبير خلال التحقيقات الخاصة بالوقائع داخل المنظومة التعليمية، وكذلك الاعتماد عليه في شئون الضبطية القضائية هو وفريقه الذي يضم أيضا عدد من الشباب، وكذلك تعيين وليد ماهر وهو شاب لا يتعدى 35 عاما، مديرا عاما لإدارة المجالس النيابية والمتخصصة في التعاون مع نواب مجلس الشعب.
دعم بالتصريحات الصحفية
ولكن باقي الوزراء، نجد أنهم اكتفوا بالتصريحات الصحفية وحسب، وكان آخرهم اليوم، عندما قالت وزيرة التعاون الدولى الدكتورة سحر نصر إن تحقيق معدلات عالية من النمو الاقتصادى وتوفير فرص العمل يتحقق من خلال الاستخدام الأمثل لرأس المال البشرى من شباب مصر، وهو ما يتطلب التحول من الاقتصاد الذى يعتمد على الكفاءة إلى اقتصاد مبنى على مزيد من الابتكار والأفكار الجديدة الرائدة لزيادة الإنتاج.
وأضافت نصر- فى مقال نشرته بصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية- أن الشباب يُعد الجوهر والمحرك الرئيسى للنمو فى مصر، فالغالبية العظمى من سكانها الذى يزيد عددهم عن 92 مليون نسمة يبلغ متوسط أعمارهم 23 سنة مقارنةً بـ37 سنة فى الولايات المتحدة الأمريكية و46 سنة فى ألمانيا.
وأكدت نصر أن الحكومة ملتزمة بشكل جاد بإشراك الشباب كقوة دافعة للتغيير وإتاحة الظروف المناسبة لتمكينهم. وتعد جميع العناصر الأساسية المتمثلة فى حجم السوق الواعد وكتلة شبابية مؤهلة والتزام الحكومة بدعم رواد الأعمال الواعدين، مؤشرات دالة على إيمان مصر بقدرات شبابها وتطلعها لمستقبل أكثر ازدهارا لمصر.
ولكن في الواقع لم نجدد وزير التعاون الدولي تسعى إلى تعيين عدد من الشباب في وزارتها على سبيل المثال، ولكنها دائمًا تكتفي بالتصريحات الصحفية دون وجود تطبيق لها على أرض الواقع.
وهو ما وقع فيه، الدكتور خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، عندما طالب بضرورة إعطاء فرصة للشباب لكي يأخذ أدوارًا حيوية في المجتمع ويظهر بشكل أكبر، قائلا: "الشباب زهق من فكرة جلوسه في الصفوف، بينما العواجيز إللي زينا هم اللي بيتكلموا دائمًا"، ولكن لم يقم بأي إجراءات على أرض الواقع.
وهو ما تكرر مع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، عندما أكد دور الشباب في بناء الوطن وحمايته وضرورة التمكين للشباب في جميع المجالات, مؤكدا علي أهمية حمايتهم من الأفكار المتطرفة من خلال نشر الخطاب الديني المعتدل والوسطي وحمايتهم ممن يسعون لبث الشك لدي الشباب وإشاعة الإحباط بنشر الشائعات، ولم يحل أزمة تجديد الخطاب الديني حتى الان.