كازاخستان تحدد أولوياتها في مجلس الأمن
أعلن الرئيس الكازاخستاني
نورسلطان نزاربايف أن بلاده سوف تصب جهودها خلال عضويتها المؤقتة في مجلس الأمن الدولي
على الوقاية من الحرب العالمية وإزالة أخطار الحرب الماثلة.
وفي كلمة وجهها
إلى أعضاء مجلس الأمن الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني أكد نزاربايف أن بلاده في هذا
الاتجاه، سوف تبذل كل ما في وسعها من أجل الحد من المواجهة على المستويين الدولي والإقليمي.
وأضاف: "نحن
على قناعة تامة بأن التخلي عن الحروب كوسيلة لتسوية المشاكل الإقليمية، يمثل القضية
المركزية لبقاء الإنسانية في القرن الـ21. وانطلاقا من ذلك، تعتزم كازاخستان المطالبة
بتنفيذ بيان "العالم في القرن الـ21" الصادر عني شخصيا ويحدد الخطوات المشتركة
المطلوبة لفض النزاعات ووقف العنف".
"كما نعتزم
خلال عضوية بلادنا في مجلس الأمن، الإسهام بما في وسعنا خدمة لتسوية الصراع الفلسطيني
الإسرائيلي، والنزاعات في الشرق الأوسط وأفغانستان وضمن فضاء رابطة الدول المستقلة،
وخدمة لنزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية وفض الأزمات في آسيا وإفريقيا".
"وننوي أيضا
الاستمرار في حشد جهود المجتمع الدولي لتخليص الأرض من السلاح النووي عبر ترسيخ وتوسيع
نظام حظر الانتشار النووي وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1540 ذي الشأن".
ورحب نزاربايف
في كلمته باتفاق تسوية ملف طهران النووي، مؤكدا أن "بلاده سوف تطالب بتعميم الاتفاق
النووي بين السداسية الدولية وطهران على جميع الأزمات من هذا القبيل".
وتابع: "القضية
الأهم على هذا الصعيد تكمن حسب رؤية جمهورية كازاخستان، في إيجاد الحل البناء لمشكلة
السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية عبر استئناف المفاوضات متعددة الأطراف وفي أسرع
وقت ممكن. وندعو في هذه المناسبة جميع بلدان العالم وفي طليعتها البلدان الـ5 دائمة
العضوية في مجلس الأمن إلى تخليص العالم من السلاح النووي حتى حلول الذكرى الـ100 لقيام
الأمم المتحدة، أي سنة 2045".
وعلى صعيد مكافحة
الإرهاب، كتب نزاربايف: "يتوسط الإرهاب الدولي والتطرف اليوم التحديات الرئيسية
للسلم والأمن الدوليين، والأزمات في الكثير من مناطق العالم نابعة بالدرجة الأولى من
نشاط عصابات الإرهاب الدولي، ولا يمكن لنا إنهاء الأزمات والقضاء على هذا الشر إلا
بجهود الدول والمنظمات الدولية والإقليمية وغيرها من الشركاء الرئيسيين مجتمعة على
هذه الحلبة".
وأضاف: "تدعو
كازاخستان استنادا إلى ذلك، إلى تفعيل الحوار بين رجال السياسة والدين وبالدرجة الأولى
على مسار مواجهة العنف والتطرف والراديكالية، وبلادنا بدورها ستعمل في إطار اللجنة
1267 المنبثقة عن مجلس الأمن الدولي لمكافحة تنظيمي "داعش"، و"القاعدة".
كما نخطط في هذا الصدد، لأن نطرح على مجلس الأمن صياغة ميثاق باسم "أستانا"
يرسم الخطوط العريضة لعمليات مكافحة الإرهاب الدولية بما يخدم تشكيل حلف أممي لمكافحة
الإرهاب ينشط تحت رعاية الأمم المتحدة".
وبصفة كازاخستان
الدولة الأولى بين بلدان آسيا الوسطى التي تحظى بعضوية مجلس الأمن، كتب نزاربايف:
"نحن على ثقة تامة بإمكانية صياغة وإرساء منطقة سلم وأمن وتعاون وتنمية في آسيا
الوسطى على أساس من الانسجام واتساق مصالح جميع الدول المعنية".
وفي الختام تعهد
الرئيس الكازاخستاني في رسالته "بأن تسعى بلاده إلى جانب الدول الأعضاء الأخرى
في مجلس الأمن إلى ترسيخ أهمية خلق صيغة جديدة تواكب القرن الـ21 للتعاون الدولي بما
يكوّن مسؤولية جماعية عن مواجهة التحديات العالمية والإقليمية. لا بد من أن تلبي منظمة
الأمم المتحدة متطلبات القرن الـ21، شأنها في ذلك شأن سائر المنظمات التي تشكلت في
حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية".