بعد ارتفاع سعر الحمار لـ 8 آلاف جنيه.. "الجوع" ينهش الحيوانات و"الخراب" ينتظر الفلاحين
عقب أن كان معينًا للفلاح المصري في الزراعة، بات "الحمار" وسيلة لجني الأموال، لاسيما بعد أن وصل سعره 8 آلاف جنيه، بعد قرار تصديره إلى الصين، وهو ما استنكره بعض النواب لتأثيرة على الاقتصاد الزراعي، فيما حذر نقيب الفلاحين من انقراضه بمصر خاصة بعد اختفائه بشكل تدريجي.
وأكدت لجنة الزراعة والري بالبرلمان أن سعر "الحمار" في الأسواق وصل حاليًا إلى 8آلاف جنيه، عقب قرار الهيئة العامة والخدمات البيطرية بوزارة الزراعة بتصدير الحمير إلى الصين.
ووافقت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة المصرية على طلبات لعدة شركات صينية بتصدير 10 آلاف حمار، بالإضافة إلى أنه سيتم تصدير الحمير حية التزاما بفتوى الأزهر بعدم ذبح الحمير، خاصة أن الصين تريد جلودها فقط وليس لحومها.
ورصدت"الفجر"، خلال السطور التالية تابعيات ارتفاع سعر الحمار إلى 8 آلاف جنيه، ومدى تأثيره على الزراعة.
انقراض "الحمار"
قال فريد واصل، نقيب الفلاحين، إن فكرة تصدير "جلود الحمير" أو الحمار نفسه،هي سبب الأزمة الرئيسية في ارتفاع أسعاره، بالإضافة إلى كارثة بيع لحومه لبعض المطاعم، موضحًا أن حاليًا كل من يمتلك مجموعة من "الحمير" تفكيره ينحصر في ذبحهم وتصدير جلودهم للصين للاستفادة المادية منهم، بالإضافة لفرم هذه اللحوم وبيعها على أنها لحوم صحية"، مدللاً على قوله بالوقائع الأخيرة التي ضبطت لحوم حمير بالمطاعم الشهيرة.
وأضاف" واصل"، في تصريح لـ"الفجر"، أن حاليا الفلاح المصري بعدما كان يعتمد على "الحمار" في نقل "عربته" ومستلزماته الزراعية، اتجه إلى الآلات البخارية "الموتوسيكل والتروسيكل"، بعد ارتفاع سعر الحمار، مما أدى إلى ظاهرة اختفاء الحمار ولو بشكل تدريجي، محذرًا من انقراضه، معلقًا: "اللي معاه 8 آلاف جنيه هيشتري حمار ليه ما يجيب تروسيكل أسرع وموفر عن الحمار".
الفلاح هو المتضرر الوحيد
وأشار نقيب الفلاحين، إلى أن المتضرر الحقيقي من ارتفاع سعر الحمار هو الفلاح وخاصة في المحافظات النائية لأنه لا يتوفر لديهم إمكانية الحصول على ماكينة زراعية، وبالتالي سوف يكون البديل هو هجرة الزراعة بشكل عام خاصة بعض ارتفاع الأسمدة: " هتبقى أسمدة وأدوات.. أمال الفلاح هيزرع إزاي؟.. كده تضييق على الفلاح من جميع الاتجاهات".
كارثة على حديقة الحيوان
من جانبه قال محمد رجائي عبد الحميد، رئيس حدائق الحيوان، إن سعر "حمار الإعدام" المتفق عليه في العقد السنوي مع الإدارة المركزية لحديقة الحيوان 450 جنيهًا، مؤكدًا أن هذا السعر تسبب في أزمة في حديقة الحيوان وقت إبرام العقد لأن السعر ارتفع بشكل كبير حيث كان في العام المالي الماضي يبلغ 175جنيه.
وأضاف "رجائي"، في تصريح لـ"الفجر"، أن ارتفاع سعر الحمار ووصوله إلى 8 آلاف جنيه حتمًا سيكون "كارثة" على حديقة الحيوان، خاصة وأن الحيوانات تتغذى على هذه اللحوم، هو الأمر الذي يعرض الحيوانات المتوحشة بشكل مباشر للموت، ويجعل المسئولين يتكبدون أعباء مالية إضافية من أجل توفير البديل الغذائي الآمن.
تشريعات مغلظة
وأوضح النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، إن جلد الحمير وصل سعره إلى 3500 جنيه، مما أدى إلى ارتفاع سعر الحمار، حيث وصل إلى 8 آلاف جنيه.
وأضاف "تمراز"، في تصريح لـ"الفجر"، أن هذا الارتفاع سوف يؤدي إلى تدهور الاقتصاد الزراعي في مصر، بالإضافة لتأثر حركة البدو في جنوب سيناء والمناطق البدوية، وتعطيل شئونهم، خاصة أن "الحمار" هو الأداة التي يعتمدون عليها في تنقلهم.
وأكد، وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، أن اللجنة ناقشت قرار تصدير جلود الحمير ورفضته بشكل عام؛ لأنها السبب في ارتفاع سعر الحمار، مطالبًا أن تكون هناك تشريعات تغلظ العقوبة على أي شخص يتم ضبطه بذبح الحمير.