أحمد سامي يكتب: تسريبات البرادعي ورقة توت كشفت عورته
لا يوجد أي خلاف على عدم قانونية تسريب الدكتور محمد البرادعي، الأخير، والذي أذاعه الإعلامي أحمد موسى، في برنامجه "على مسؤليتي"، على فضائية "صدى البلد"، ومخالفته جميع قوانين ودساتير العالم، وبعيدًا عن أنه رأي شخصي للبرادعي، وهو حر فيه، إلا أنه أكد لي بنسبة لا تحمل الشك، أنه كان هناك مرتزقة كثر جدًا، في ثورة 25 يناير، يريدون نصيبًا من "التورتة"، ويتقاسمونها فيما بينهم.
لا يعنيهم ظروف البلد ولا الذين خرجوا يطالبون بتغيير حقيقي ينشلهم من قاع الظلم والجوع، خرجوا يهتفون برحيل النظام، عن قناعة، لا لأجل سلطة أو جاه كالبرادعي ورفاقه، وإنما لكرامة وحرية وعيشة كريمة.
لم يتغير رأيي في البرادعي، فمنذ الوهلة الأولى لظهوره، أراه انتهازيًا، لا يعنيه بسطاء القوم، فهو يبحث دائمًا عن الأضواء، وكيف لا وقد خفت نجمه منذ أن ترك رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما تجلى بدون تحريف في تسجيله الصوتي، عندما نعت المصريين بأنهم "مجتمع مريض ولا يفكر".
ولن أرد على ذلك ولن أسعى لتأكيد، أنه لولا هذا المجتمع المريض لما ظهر البرادعي ولمع نجمه قبيل 25 يناير، ولولا هذا المجتمع لما كان للبرادعي دور في مصر، عقب 25 يناير، ولما استعان به الرئيس عدلي منصور، مستشارًا له بعد 30 يوليو.
ولا أجد غضاضة، في وصفه لنشطاء الثورة أمثال وائل غنيم وزياد بهاء الدين، وحتى رفاقه ومساعديه، بأنهم متخلفين ومرتزقة وأفاقين، فكيف لرجل يريد السلطة بنهم بهذه الطريقة، أن يرى مساعديه ورفاقه دونه شأنًا، وهو البورفيسور المهم الذي يحجون إليه ويستشيرونه في كل صغيرة وكبيرة.
بدا البرادعي، في تسجيلاته - المرفوضة طبعًا - مصابًا بداء العظمة والكبرياء، يرى الجميع أغبياء ولا يفقهون شيئًا، فيبدوا أنه لم يتقن جيدًا أخلاقيات التواضع، وليس كما في لقاءاته الفضائية، متسامحًا متواضعًا، حيث ذكرني بمشهد الفنان عزت أبو عوف، في فيلم "خارج على القانون" عندما كان يتم تجهيزه قبل الخروج للمؤتمر ووجهه عبوسا مستعد لرسم ابتسامة صفراء يجمل بها نفسه أمام الجمهور، وعندما خرج على الناس ليلقي كلمته، ابتسم ابتسامة صفراء، وتحدث بكل تواضع، وهو لا يعيرهم أي اهتمام سوى مصلحته فقط.
وفي النهاية أعيد التأكيد على أن "بالوعة" التسجيلات التي خرجت منذ 25 يناير، وحتى الآن، وآخرها تسجيل البرادعي - والذي أوقن تمامًا أنه لن يكون الأخير- مرفوضة تمامًا، والتي أصبحت سمة في مصر، حيث مواجهة الرأي الآخر، بالتخلف والغباء، ففي السياسة يكون الرد بالتشويه والتسجيلات الشخصية، التي ترفضها القوانين والدساتير، ويكون مواجهة الفكر الديني، بالحبس وليس بالحجة.