أبرزهم "السائقين".. 4 مهن تحت مفرمة القرارت الاقتصادية القاسية (تقرير)
"غليان في الشارع المصري".. ذلك الوصف الأمثل لحال الشعب منذ القرارات الاقتصادية القاسية للحكومة من تعويم الجنيه، ورفع الدعم عن المواد البترولية التي تسببت في زيادة غير عادية في أسعار الكثير من السلع والمنتجات.
وكعرف أي قرار حكومي، كان لتلك القرارات من يستفيد منها وآخرين تضرروا من إقرارها، لذا قامت "الفجر" بجولة في مختلف المناطق رصدت خلالها الفئات التي وقع عليها ظلم بسبب القرارات الاقتصادية للحكومة.
السائقين
منذ صدور قرار رفع الدعم عن المواد البترولية وبدأ صراع السائقين اليومي مع الركاب، فقد ترتب على قرار رفع الدعم زيادة نسبية على ثمن أجرة الميكروباص أو التاكسي وحتى التوك توك، وهو ما أثار غضب الكثير من المواطنين الذين يدخلون في مشادات كلامية مع السائق قد تصل في النهاية للإشتباكات الساخنة بالأيدي.
وعن مصاعب الحياة اليومية للسائقين يقول محمد عادل سائق توك توك: "أنا من يوم زيادة سعر البنزين وأنا كل يوم في خناق مع الزباين، الناس عارفة أن الأسعار زادت وبرضو بيجادولنا، إحنا والله مش عاوزين نزود الأجرة بس هنغطي زيادة الأسعار دي منين، أنا مثلا بقدر أجرة التوصيل حسب المكان وبزود عليه جنيه بطلوع الروح، ربنا يهدي علينا الناس، يإما يهديلنا الحكومة عشان إحنا مش عارفين نعيش".
وعبر أحمد سعيد، سائق ميكروباص، عن استيائه، قائلاً: "أنا قرفت من البلد ومن الحكومة والناس، وبجد مش عارف أعمل إيه، الحكومة تغلي سعر البنزين والسولار، والناس رافضة إننا نرفع سعر الأجرة طيب إحنا كسواقين ندفع الفرق من جيوبنا، يا ريت الناس ترحمنا شوية، لأننا من يوم القرار المشئوم وإحنا بنعاني مع الناس فيهم اللي بيدعي علينا وفيهم اللي بيتخانق معانا كأننا بنستغلهم وإحنا أصلا زينا زيهم، ربنا يتولانا يا ياخدنا".
البائعين
وكحال السائقين يقف البائعين يومياً يدافعون عن أنفسهم بعد ارتفاع الأسعار، إن الزيادة تطالهم وهو ما يدفعهم لرفع الأسعار على الزبائن، فبائع الخضروات والفاكهة وأصحاب المخابز وغيرهم الكثير من البائعين وقعوا في دائرة المظلومين الذين تحملوا ضريبة القرارات الحكومية الأخيرة.
روى "ظريف" أحد بائعي الخضروات لـ"الفجر" جزء من المعاناة التي يعانيها البائعين مع المواطنين يومياً بعد إرتفاع الأسعار، فقال: "الأسعار تزيد وإحنا اللي نشيل الليلة، مع كل زيادة في الأسعار نستقبل إهانات ومشادات من المواطنين كما لو كنا نحن أصحاب القرار، الناس عارفة كويس أوي إننا ملناش دعوة بحاجة بس هما مش لاقين حد يطلعوا طاقة غضبهم فيه غيرنا..على قد ما نقدر البياعين هيستحملوا لكن لكل إنسان طاقة وإحنا طاقتنا نفذت ومش عارفين نعمل إيه ونتفادي الأزمات إزاي وبنطالب الحكومة بحل الأزمات دي الشعب بياكل في بعضه".
وأضاف عامر محمد، صاحب مخبز فينو، إنه مهدد بغلق مخبزه بسبب ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن الأسعار يومياً في تزايد وهو ما يجعله يقوم برفع بعض السلع بالمخبز وهو ما رفضه زبائنه الذين قاموا بتغيير المخبز أو التوقف عن التعامل معه بسبب الغلاء، فيقول: "زيادة الأسعار جت على دماغنا وهنقفل الفرن لو استمر الوضع على هذا الحال".
عمال البنزينة
ومن بين أبرز المهن التي تتعرض للظلم بسبب إرتفاع الأسعار هم "عمال البنزينة" هؤلاء الذين أصبحت حياتهم سواداً منذ قرار رفع الدعم عن المواد البترولية، حيث أنهم أكثر المواطنين عرضة للتوبيخ بسبب ذلك القرار.
ولعرض جزء من معاناتهم يروي لنا "محمود محمد" عامل بنزينة جزء من مأساته قائلاً: "أنا يومياً بتهزق وبتشتم بسبب ارتفاع سعر البنزين والسولار، كأني باخد الزيادات في جيبي، فعلياً بفكر إني أسيب الشغل أعصابي تعبت الناس بتدخل تفوّل العربية وهما خارجين يا يشتموني يإما يدعوا عليا، منهم لله اللي عملوا كده في الناس وفينا حسبي الله ونعم الوكيل.
"القهوجية"
ويدخل العاملين في المقاهي "القهوجية" ضمن شرائح الفئات المظلومة من ارتفاع الأسعار، حيث أن تلك الزيادة لحقت بالسلع التي يقدمها القهوجي لزبائنه من "شاي، قهوة، نسكافيه، بيبسي، وخلافه" والتي تسببت في خلق لغة عدائية بين القهوجي والزبائن والتي قد تصل لحد مقاطعتهم المكان.
وعن الظلم الذي وقع على القهوجي من وراء إرتفاع الأسعار يقول "محمد علي": "بسبب إرتفاع الأسعار الناس بتسمعني الكلام، كل ما أقول لحد الأسعار الجديدة يا يدعي عليا يإما يسمعني كلام، وبصراحة إحنا ملناش ذنب الشاي غلي والسكر غلي كل حاجة غليت وطبيعي نزود الأسعار، هي دايرة وبنلف فيها ويا ريت الناس تتفهم ده عشان نكون ساندين بعضنا مش بنتعب بعض وخلاص".