انتحار خلف القضبان.. 5 سجناء حاكموا أنفسهم على طريقتهم الخاصة
في مفاجأة أثارت جدلًا كبيرًا، أقدم الأمين العام السابق لمجلس الدولة، المستشار وائل شلبي على الانتحار، بعد قرار النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق على خلفية اتهامه بالتورط في قضايا فساد مالي وإداري.
ورجحت مصادر أمنية، أن يكون الأمين العام السابق لمجلس الدولة وائل سعيد شلبي، قد انتحر داخل السجن، بعد أن لاحقته الاتهامات بالتورط في قضايا فساد مالي وإداري، والتربح من منصبه خلال السنوات الماضية.
لم يكن "وائل شلبي" أول الشخصيات التي حكمت على نفسها بطريقتها الخاصة قبل صدور حكم القضاء، حيث سبقه العديد من الحالات التي اتخذت من الموت سبيلا للهروب من ذلك العار والمصير المظلم الذي أنهى حياتهم، نرصدهم خلال السطور التالية:
انتحار جاسوس قبل إعدامه
سجل تاريخ السجون المصرية في دفاتره, انتحار الجاسوس "رجب عبد المعطي" الشاب المدلل الذي أغرته المبالغ المالية الإسرائيلية, أثناء تواجده في اليونان من للبحث عن فرصة عمل, بعد تخلي والده عن مساعدته بسبب دلاله, فعمل جاسوسا لصالح المخابرات الإسرائيلية, إلى أن تمكنت المخابرات المصرية من القبض عليه في 13 يناير 1975.
حكمت المحكمة على الجاسوس بالإعدام شنقاً، وأثناء انتظار التنفيذ عثروا عليه ملقى على الأرض بزنزانته وسط بركة من الدم، وقد عثر على إحدى عدستى نظارته منزوعة ومهشمة, تبين أن هناك ثمة قطع غائر بيده اليسرى طال شريانه.
انتحار قيادي إخواني
وفي الثامن من نوفمبر من عام 1981, أعلن خبر انتحار القيادي الإخواني "كمال السنانيري", مشنوقاً داخل دورة مياه، بواسطة ملاءة سرير, حيث ربطها في الشباك ورفع الكرسي من أسفله ليلقى حتفه، وقبل وفاته كتب السنانيري على حائط الحجرة التي انتحر بداخلها أنه يئس من الحياة ولذلك انتحر.
كان لكمال السنانيري هدفاً محدداً ومطلوباً لذاته بسبب علاقاته بالقيادات الإسلامية في العديد من الدول، وقد بدأت علاقته مع هؤلاء خلال توليه مسئولية العمل الإخواني مع طلبة البعوث الإسلامية بالقاهرة لعدة سنوات قبل اعتقاله عام 1954، وبعد عشرين عاماً قضاها السنانيري في سجون الرئيس الراحل "عبد الناصر" كان عدد كبير من هؤلاء الطلاب قد أصبحوا قيادات للعمل الإسلامي في العديد من الدول، وقد تواصل السنانيري مع هؤلاء في جولاته الخارجية التي قام بها بعد الإفراج عنه.
تم اعتقاله في الفترة من 1954م إلى 1974م بعد محاكمات الجماعة في عهد عبد الناصر، فأمضى في السجن عشرين عامًا بعد تخفيف حكم سابق بالإعدام، واختار السجن والاعتقال بديلاً عن توقيع التماس للرئيس عبد الناصر ليطلب منه العفو والإفراج عنه، وظل في السجن حتى تم إطلاق سراحه في عهد الرئيس محمد أنور السادات، وعاد إلى ساحة الدعوة الإسلامية، وقام بالعديد من الجولات بين البلاد العربية والإسلامية، وقد أوفدته جماعة الإخوان إلى أفغانستان في محاولة للمصالحة وإنهاء الانقسام بين الفصائل الأفغانية المسلحة، واستمر في ساحة الدعوة إلى أن أصدر الرئيس أنور السادات قرارت التحفظ الشهيرة في سبتمبر 1981, فكان السنانيري من بين المعتقلين.
انتحار شاهد تزوير "أيمن نور"
في الـ6 من سبتمبر من عام 2007, انتحر أيمن الرفاعي أحد الشهود في قضية التزوير المتهم فيها الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد السابق, وكان ذلك الشاهد مهم جدا, فضلا عن كونه شاهد الإثبات الأساسي ضد ايمن نور, وقد غير "
وقال أيمن الرفاعي في شهادته أثناء التحقيقات معه: "تزوير أيمن نور قيل تحت تهديد من أمن الدولة بالإعتداء على أسرته"، فتم حبسه بتهمة تغيير الشهادة وفجأة انتحر في محبسه بعد تغير صفته لدى الدولة من شاهد الاثبات لشاهد النفي.
انتحار أشهر بلطجي بـ" مصر القديمة "
وفي أغسطس 2011, أنهى أشهر بلطجي في مصر القديمة حياته داخل السجن بالانتحار, بعد رحلة من العذاب والشقاء صال خلالها بين تجار المخدرات والبلطجية وأصبح الأشهر بينهم, حيث أنهى "خنوفة "بلطجي مصر القديمة حياته وعثر عليه داخل زنزانته بسجن ليمان طرة مشنوقا بعد 4 أيام فقط من محبسه ، وأكدت التحريات أن المتهم قام بشنق نفسه ببنطلون قام بربطه بحديد شباك السجن ليلقى حتفه قرابة منتصف الليل.
نهاية خنوفة بدأت في نسج خيوطها منذ عام 2009 عندما سقط وبحوزته كمية من المخدرات وحكم عليه بالسجن 10 سنوات مع الشغل، إلى أن هرب أثناء اقتحام السجون عقب ثورة يناير, وبعودته بدأت المنطقة تشتعل حيث قام خنوفة بمهاجمة قسم شرطة مصر القديمة بالأسلحة الآلية والخرطوش بعدما قام رجال القسم بإحتجاز زوجته للضغط عليه من أجل تسليم نفسه ولكنه أصر على إعادة زوجته بطريقته الخاصة رافضاً الضغوط التي تمارس عليه، وبعد تدخل قوات الشرطة والجيش فر خنوفة ورجاله في طريقهم للعودة لمصر القديمة .
وبعد ذلك تمكنت مديرية أمن القاهرة, من القبض عليه بكمين أشرف عليه اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة واستطاع الضباط المتنكرون القبض عليه أمام منزله بعزبة أبو قرن، ليتم تحويله إلى محبسه بسجن طرة ليلقى مصرعه منتحراً داخل زنزانته بعد 4 أيام من القبض عليه.
انتحار أمين مجلس الدولة
المستشار وائل شلبي، أمين عام مجلس الدولة السابق، المتهم في قضية الرشوة، كان آخر هؤلاء، حيث شنق نفسه داخل محبسه صباح اليوم الإثنين، باستخدام "الكوفية" الخاصة به بعد ربطها في شباك الحجز الانفرادي.
ويأتي ذلك بعد شعوره أن جميع الملابسات تدينه باعترافات جمال اللبان مدير المشتريات بمجلس الدولة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"رشوة مجلس الدولة"، فبعد قرار نيابة أمن الدولة بحبسه ٤ أيام عقب الاعتراف بتورطه في القضية، قرر الانتحار، واكتشفت الجهات الأمنية وفاة المتهم أثناء تقديم وجبة الإفطار له.