العلاقات المصرية الخارجية في 2016 بميزان الخبراء: نجاحات واخفاقات
عام العودة الخارجية والتوازن الإقليمي.. هكذا وصف خبراء الشأن الدولي والعربي عام العلاقات الخارجية والإقليمية لمصر في 2016، والتي أكدوا فيها أن الدولة تسعى للتوازن في علاقاتها بأشقائها العرب، وتحارب للتميّز مع الغرب.
ساعات وينتهي عام 2016، بأزماته وإنجازاته، ليبدأ عام جديد يحمل في طياته الكثير من المفاجآت من توتر في العلاقات بدول، أو التقارب مع دول أخرى، وفي هذا التقرير ترصد "الفجر" آراء الخبراء حول حصاد مصر من علاقاتها الخارجية خلال عام 2016.
سياسة التوازن
من جانبه وصف مصطفى عامر، خبير الشأن العربي، العلاقات المصرية في عام 2016، بـ"المتزنة"، قائلًا: "العلاقات المصرية في عام 2016، اتسمت بالتوازن، فيما يخص الأزمات الإقليمية الشائكة كالأزمة السورية واليمنية والليبية، والسعودية".
وأضاف عامر، في تصريحات لـ"الفجر"، أن مصر كان موقفها واضح وواحد في تلك الأزمات، وهو الحل السياسي، موضحًا: "في الأزمة السورية موقف مصر كان واضح من البداية وهو الحفاظ على المقدرات للدولة السورية، وعدم الانحياز لصراع داخلي".
وأكد خبير الشأن العربي، أن مصر دفعت ثمن توازنها في حلولها للأزمة السورية، بتوتر علاقتها مع السعودية التي تسعى لرحيل الأسد، الأمر الذي تراه مصر خاطئ، مشيراً إلى أن مصر أيضاً حرصت في الأزمة اليمنية على عدم الإنجرار لأي تدخل عسكري مع أي دولة.
وتابع قائلاً: "من سياسات مصر مع الأزمات الإقليمية يتضح لنا أن مصر وضعت سياسة متزنة لها في 2016، لا تنجر فيها لأي طرف من الأطراف المتصارعة، وتلتزم بسياسة الحل السياسي، وليس التدخل العسكري والتصارع".
دور محوري في المحافل الدولية
وقال هاني الجمل، المحلل السياسي، إن عام 2016 هو عام العودة القوية للسياسات الخارجية المصرية، خاصة في المحافل الدولية، فضلاً عن انتخابها في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن مصر كان لها طوال العام دور محوري في المحافل الإقليمية والدولية.
وأوضح الجمل، في تصريح لـ"الفجر" أن أزمة الإرهاب التي تفجرت في 2016 توّجت مصر على قائمة الدول الأقدر في مواجهة الإرهاب.
- تميّز في العلاقات الثنائية
وأشار إلى أن عام 2016 شهد أيضاً على عودة العلاقات الثنائية، التي شهدت طفرة كبيرة، لافتاً إلى أن أبرز تلك العلاقات التي لحقها تطوراً كبيراً في الفترة الأخيرة كان مع الصين، وروسيا، منوهاً بأن العلاقات المصرية الروسية لحقها عدةً أزمات في منتصف العام، مثل أزمة سقوط الطائرة، ووقف الرحلات الروسية لمصر، ولكن مع أواخر العام عادت العلاقات إلى تحسنها الشديد كما كانت في بداية العام.
- علاقة غامضة
وأضاف المحلل السياسي، أن من أغرب العلاقات الثنائية لمصر في 2016، كانت العلاقات المصرية السعودية، التي بدأت بتقارب كبير جداً متمثل في إبرام إتفاقيات ثنائية تصل لـ17 إتفاقية، ولكن توترت تلك العلاقة بسبب قضية "تيران وصنافير" وبسبب تصويت القاهرة لصالح المشروع الروسي في مجلس الأمن بشأن سوريا، هما الامران الذين عكرا صفو العلاقات بين البلدين.
- علاقات عداوة ثابتة
وأشار الجمل، إلى أن العلاقة الثابتة التي مرت على مصر وظلت كما هي، العلاقة بينها وبين كلاً من "تركيا وقطر"، موضحاً أن العلاقات المصرية بالبلدين كما هي لم تتغيير في عام 2016، فتركيا وقطر ما زالا يتدخلان بشأن مصر الداخلي، الأمر الذي ترفضه القاهرة، ووضع العلاقات في توتر وعداوة دون تغيير هذا العام.