في ذكرى إعدام صدام حسين.. خبراء يكشفون عن الخطط الإيرانية في السيطرة على بقية دول المنطقة
يشبه "الأسد" في وجهه، لم يكن يخشى من الموت، تظل بطولاته أمام إسرائيل مسطورة ومحفورة في أعماق التاريخ بإطلاقها الصواريخ عليها، وسطّر ملاحم كبرى أمام إيران التي استفادت كثيرا من رحيله، إنه الرئيس الراحل صدام حسين، الذي تحين ذكرى رحيله عن الدنيا في هذا اليوم الموافق 30 ديسمبر 2006، بعد إعدامه، إثر اتهامه بتهم انتهاك حقوق الإنسان.
إجراءات سبقت إعدامه
وبعد مرور الكثير من الإجراءات، وقبل المحاكمة تم تسليم الرئيس الراحل صدام حسين، مع 11 مسؤولاً بارزاً في حزب البعث، إلى الحكومة العراقية ائنذاك والتي كانت مؤقتة، لغرض محاكمتهم في قضايا جرائم حرب وإبادة جماعية،وانتهاك لحقوق الإنسان.
لحظة إعدامه
ومن أهم المشاهد التي برزت كثيرا وقت إعدام الرئيس الراحل صدام حسين، هو ارتضاءه الكامل بلحظات الموت، وعدم مقاومته، وهو ما جعل البعض يصفه ائنذاك بالأسد الذي لا يهاب من الموت، كما أكد الحراس الأمريكيين بأنهم شعروا منه بالخوف، بل وأبهرهم بصموده.
العراق بعد صدام
وكانت دولة العراق تعيش أزهى عصورها مع حكم الرئيس صدام حسين، إلا أن حالها أصبح الان يرثى له، بعدما أصبح مرتعا للمليشيات، والجماعات المتطرفة، بجانب تكالب القوى الدولية عليه، والتي كان أخطرهم التمدد الإيراني، الذي أصبح خطيرا على المنطقة العربية بأكملها.
التغول الإيراني
ويوضح المتخصص في شئون الخليج والعلاقات الدولية، هشام عبد الفتاح، أن إيران أصبحت متغولة لحد كبير في العراق، بعد رحيل صدام حسين، مشيرا إلى أن صدام حسين كان يمثل شوكة كبيرة في ظهر إيران، بما كان يعرفه تماما عن إيران وخطورتها على المنطقة العربية، ولهذا بذل جبروته في التصدي للتمدد الشيعي.
كيف استقطبت إيران شيعة العراق؟
عبد الفتاح أوضح أيضا في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن إيران نجحت نجاحا كبيرا في استقطاب الشيعة في العراق، موضحا ان إيران تنجح دائما في جذب هؤلاء، عن طريق اللعب الشعارات العقائدية، وكذلك وكان من أبرزهم أفراد المعارضة الشيعية لصدام حسين، وهو نور المالكي الذي أصبح بعد ذلك الرجل الأول في العراق بعد أمريكا، مضيفا أن إيران تعمل دائما على استقطاب هؤلاء من خلال تقديم إليهم عوامل القوة، ومن ثم يكونوا رجالها بعد ذلك وهو ما حدث بالفعل.
التأثيرات المقبلة
وأوضح عبد الفتاح، أن مستقبل العراق مع النفوذ الإيراني، سيكون له تأثيرات أقوى من ذلك، حيث سيمتد إلى التقسيم أكثر، وضمان تحول العراق شيعيا خالصا، بحيث تمكن لتابعيها في تلك المنطقة وهو الأمر الأخطر حاليا في العراق، مشددا أن إيران تهدف بالأساس إلى تغيير هوية العراق بالكامل بحيث تجعله شيعيا بامتياز.
كان عدوا لدودا
من جانبه أكد الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، أن صدام حسين بالنسبة لإيران كان عدوا لدودا على مر التاريخ والعصور، لا سيما منذ نجاح ثورة إيران في عام 1979، مشيرا إلى أن صدام حسين كان مخضعا للشيعة في العراق لحد كبير.
التفكك القادم
وأضاف أن إيران استفادت من رحيل صدام حسين، حيث تدعم لتفكك العراق تماما من الدخل، موضحا أنها تدعم الشيعة من جهة، وتدعم دولة الأكراد من جهة أخرى، قائلا أن إيران كان يسبب مشاكل كبرى لإيران، حيث كان يعلم تمام العلم، أن عدم إخضاع الشيعة لسيطرته، هو انتصار لإيران بالكامل في العراق، وهو ما جعلهم يحبذون موته، بل وباعوه وتكالبوا جميعا عليه، لإغرابه عن وجه الدنيا.
داعش الأخطر
وأوضح حسين ، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن العراق يعيش حالة صعبة للغاية، لافتا إلى أن داعش كان من أكثر الأمور الكارثية التي يعيشها العراق في هذا التوقيت، معتقدا أن داعش هم رجال صدام حسين، مستدلا على ذلك، كونهم يقتلون الجميع ولا يرحمون أحدا.
صدام تصدى للمشروع الإيراني
كما أكد أشرف أبو الهول، المتخصص في الشأن العربي، ورئيس القسم السياسى بالأهرام، أن المستفيد الأول من اختفاء صدام حسين من المشهد العراقي، هي إيران، لافتا إلى أن صدام حسين، يعد من أكثر الرجال الذين وقفوا أمام المشروع الإيراني في المنطقة العربية، الذي أصبح متفشيا الآن بدرجة كبيرة.
علماء الشيعة باعوا صدام
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن إيران والعلماء الشيعة مارسوا دورا خبيثا للغاية في دعمهم المحتل الأمريكي للعراق، لافتا إلى أن إيران بعد ذلك استطاعت أن تسيطر سيطرة كاملة على مفاصل الدولة العراقية التي تتعاظم نفوذها الآن فيه إلى حد كبير.
الصراع المستقبلي طائفي
وعن مستقبل العراق، أوضح أبو الهول أن الكارثة لا تختص بالعراق وحده، وإنما تنسحب على المنطقة العربية بكاملها، مبينا أن الطائفية أصبحت هي الأساس في الصراع، وهو ما كرسته إيران منذ احتلالها وسيطرتها على العراق.
ضرورة الاتحاد ضد إيران
كما أكد جمال أسعد، الباحث والمفكر السياسي، أن إيران استفادت كثيرا قبل رحيل صدام حسين وبعد رحيله، لافتا إلى أن احتلال العراق، وتفكيك الجيش والشرطة وهدم الكيان الثقافي والحضاري للعراق، كان عاملا هاما في السيطرة الإيرانية على العراق.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن سيطرة إيران على العراق، أعطاها قوة كبيرة للغاية في السيطرة على بقية الدول العربية، مثل لبنان، والبحرين، واليمن، مشددا على أهمية أن تتفق الدول العربية مع بعضها البعض، بحيث تتصدى لهذا الخطر الإيراني الذي سيسحق الجميع إذا لم يكن هناك تكاتفا ضده.