تعرف على المدة الزمنية المثلى لتسخين السيارة في الأجواء الباردة
كثيرا ما نشاهد مستخدمي السيارات وهم يمضون الدقائق داخل سياراتهم من أجل تسخينها، فبعضهم يمضي ثواني معدودة، وبعضهم من إتخذ دقيقة واحدة كمدة كافية للتسخين، وبعضهم من يقول أنه يريد الوقوف في الجانب المضمون والجلوس حتى 5 إلى 10 دقائق من أجل إحماء السيارة قبل السير بها.
ماذا لو قلت لك أنك لا تحتاج إلى كل هذه المضيعة من الوقت، بل إن في هذه المضيعة من الوقت أيضا مضيعة للمال وكفاءة المحرك وحتى من خزان وقود السيارة، الكثير من المنظمات الغير ربحية التي تعني بحماية البيئة وتقليل إستهلاك الطاقة كرست وقتها في دراسة هذا الموضوع لإستخراج المدة الزمنية المثلى لإحماء السيارة، هذه الدراسات سأستعرضها في الموضوع مع توضيح ما هي أفضل مدة لإحماء السيارة سواء كان ذلك في فصل الربيع أو فصل الشتاء، فالمحصلة في النهاية واحدة!
تسخين محرك السيارة كان أمرا مطلوبا في السيارات في السابق، كون السيارات في السابق تستخدم قطعة الهواء المكربن، وهي أداة تستخدم لمزج الهواء، فعند تشغيلك للسيارة تبدأ هذه القطعة بالإلتواء عبر لوح صغير لإمتصاص الهواء والوقود عبر أنبوب ينتهي به المطاف إلى المحرك، ولكن إن كانت قطعة المكربن باردة جدا، فهي لن تعمل كما لو كانت ساخنة، فبرودة القطعة تغير معدل الغازات إلى الهواء، وتكون النتيجة دخول كمية كبيرة من الهواء مقابل كمية بسيطة من الوقود وهذا ما يجعل السيارة تنكمش وتبدأ بإصدار دخان من محركها.
لحسن الحظ، آخر سيارة كانت تستخدم قطعة المكربن هي سوبارو Justy في العام 1990 في الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا يعني أن جميع السيارات التي تسبق العام 1990 مزودة بهذه القطعة ما يعني أن ملاك هذه السيارات لازالوا يحتاجون إلى تسخين السيارة قبل كل مشوار بها، وللأسف سبب عدم وجود قوانين تمنع السيارات القديمة من التجول في الشوارع كما في بعض الدول العظمى التي لا تسمح للسيارات التي عمرها يتجاوز 15 عاما من التجول في شوارعها، أدى هذا الأمر إلى إستهلاك طاقة كبيرة وأيضا وضوح الضرر البالغ منها للبيئة.
السيارات الجديدة تستخدم نظام حقن الوقود الإلكتروني، بدلا من إستخدام قطعة الهواء المكربن كما في السابق، وهذه النظام الجديد يستخدم حساسات داخلية في المحرك لقياس نسبة الهواء إلى الوقود، فهذا يعني مهما كانت برودة السيارة أو الجو في الخارج فهذا النظام سيحافظ على نسبة الهواء للوقود والذي سيقيك من معاناة الإنتظار لبضعة دقائق لتسخين السيارة، بالطبع هذا لا يعني أن في اللحظة التي تقوم فيها بتشغيل السيارة تقوم بالقيادة بها، فكثير من شركات السيارات ترى أن المدة المثلى هي الإنتظار 30 ثانية في الأجواء الباردة و 10 ثواني في الأجواء الحارة.
الكثير من المنظمات الغير ربحية التي تعني بحماية البيئة وتقليل إستهلاك الطاقة أصدرت إحصائيات تبين أن تخسينك للسيارة هو ضار للبيئة وأيضا ضار على كفاءة محرك سيارتك، كما أنك تفقد الكثير من الطاقة والوقد خلال هذه العملية، فطبقا لمنظمة Sustainable America، فالمواطن الأمريكي يمضي يوميا ما يعدل 16 دقيقة من تخسين السيارة خلال مشاوير اليوم كاملة، وهي ما تعني أنه يخسر 12 كيلو متر من قيمة وقود السيارة جراء هذا الإنتظار الذي ليس له فائدة.
فحسب دراسة هذه المنظمة، فترك السيارة لا تعمل أفضل من جعل المحرك يعمل من دون السير بالسيارة، وهي الحالات التي تكون عند تسخين السيارة، الوقوف عند الإشارات، الوقوف عند ممرات طلبات المطاعم وغيرها الكثير، وذكر تقرير المنظمة أن 10 ثواني تسخين للسيارة يخسرك وقود أكثر من الوقود الذي تخسره عند تشغيلك للسيارة وهي متوقفة عن العمل، فكل دقيقتين تسخين سيارة تساوي خسارة وقود يعادل 1.6 كيلو متر.
فالمنظمة إعتمدت على إحصائياتها بعد إيجاد أن معدل ما يخسره المواطن الأمريكي يوميا من الوقت في تخسين السيارة هو 16 دقيقة، فالسيارات التي تحتوي على محرك 4-سلندر، في هذه الدقائق الستة عشر يخسر سنويا 32 جالون من الوقود، وتخرج إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بقيمة 704 رطل، وأخيرا يخسر المواطن الأمريكي جراء هذا الإنتظار 116 دولار أمريكي سنويا وهو ما يعادل 434 ريال سعودي.
فيوميا في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، يهدر 3.8 مليون جالون من الوقود خلال إنتظار ملاك السيارات لتخسين سياراتهم، وهو ما يعادل خمسة مسابح أولمبية مليئة بالوقود أو 40 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون وهي ما تكلف خسائر تصل إلى 13.4 مليون دولار أمريكي التي تعادل 50 مليون ريال سعودي، ويشير التقرير إلى أن تقليل دقائق تسخين السيارة سيساعد الحكومة الامريكية بتقليل وادرات النفط يوميا بقيمة 200 ألف جالون.
يجدر الإشارة ايضاً الى ان المركز السعودي لكفاءة الطاقة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قد نشر دراسة عن تسخين السيارات بداية العام, اتفقت فيه مع الدراسات الأخرى بأن السيارة لا تحتاج اكثر من 30 ثانية.