مشاهدة المواقع الإباحية تنزع الحساسية تجاه الإثارة الجنسية !
يعتقد بعض الخبراء أن مشاهدة الأفلام الإباحية بكثافة، قد يؤدي إلى إصابة واحد من بين كل 10 رجال بمشاكل في الانتصاب ومشاكل في ممارسة العلاقة الحميمية بشكل طبيعي.
ويقول الدكتور أندرو إسمايلر، إن سهولة الوصول إلى عدد لا يحصى من المواقع الإباحية، يسبب مشاكل جنسبة لكثير من الشباب.
وأضاف إسمايلر في تصريحاته لموقع الإندبندنت البريطاني، أنه إذا اعتاد على الاستمناء خلال 15 دقيقة من مشاهدة تلك الأفلام، واستمرت هذه العادة يومياً لمدة خمس سنوات؛ فإنه بالتأكيد في طريقه إلى أن يصبح خبيراً في الوصول إلى النشوة الجنسية بسبب المشاهد الإباحية؛ محذراً من أن كثيراً من متابعي البورنوجرافي، هم من الشباب صغير السن، ولهذا تصير هذه العادة أكثر خطراً؛ لأنه يصبح من الصعب إثارته وانجاذبه لامرأة حقيقية.
ووجدت دراسة أجريت عام 2014 أن ثُلث الرجال يشاهدون المواد الإباحية يومياً، وبما أن انتشار البورونوجرافي خلال الأعوام الماضية في زيادة مطردة، مع سهولة الوصول إليه عبر الهواتف الذكية وسرعات الإنترنت العالية؛ فإن هذا الرقم ربما يكون أقل من الواقع الحقيقي.
وتؤكد الدكتورة أنجيلا جريجوري، المتخصصة في العلاج الجنسي النفسي في مستشفى جامعة نوتنجهام، أن الرجال الذين يشاهدون الأفلام الإباحية يصبحون مع الوقت منزوعي الحساسية تجاه الإثارة الجنسية الطبيعية، سواء من الناحية الجسمانية، أو من الناحية النفسية.
ولكن هناك بعض الرجال يصابون بفرط الرغبة الجنسية؛ مما يعني أنهم يصيرون مثارين جنسياً باستمرار، وتشبه الدكتورة جريجوري هذا الأمر بأنه مثل وجود حساسية في الجلد تثير الرجل، ولكنه لا يستطيع أن يحك جلده؛ فتبقى في رأسه طول الوقت.
ورغم انتشار مشاهدة الأفلام الإباحية حول العالم، لا يوجد تشخيص رسمي لإدمان البورنوجرافي، ولهذا لا يفضل الدكتور اسمايلر استخدام هذا المصطلح، بينما تؤكد جريجوري أن بعض الرجال يصابون بالفعل بنوع من إدمان المواقع الإباحية.
وتقول إنها تقابل شباباً كثيرين مصابين بمشاكل في الانتصاب، ولكنهم في العادة لا يربطون هذا بمشاهدة البورنوجرافي؛ لأنها أصبحت شيئاً عادياً بالنسبة لهم.
ولحسن الحظ يمكن علاج ضعف الانتصاب الذي تسببه مشاهدة الأفلام الإباحية؛ خصوصاً إذا كان الشخص مازال شاباً ويتمتع بصحة جيدة، حسب قول جريجوري: «إذا كنت تستطيع التوقف عن الاستمناء ومشاهدة الأفلام الإباحية؛ فإنك تستطيع العودة إلى النظام الطبيعي للإثارة».
وحول التوقف المفاجئ أو التدريجي عن تلك العادة، توصي جريجوري بالتوقف التام والمفاجئ عن مشاهدة الأفلام الإباحية، والاستمرار على ذلك لمدة 90 يوماً، حتى يعود الرجل إلى حياته الجنسية الطبيعية، بعض الرجال يجدون هذا التوقف سهلاً، بينما سيعاني آخرون، ولكن يجب أخذ قرار حاسم والالتزام الكامل به.
بينما يعتبر ضعف الانتصاب الناتج عن البورنوجرافي مشكلة كبيرة جداً للرجال الذين يعتادون على الاستمناء أثناء مشاهدة الأفلام الإباحية، هناك نقطة أخرى لا تقل خطورة، وهي أن هذه الأفلام ترسم في ذهن المشاهد صورة غير واقعية عن الجنس.
وحول هذه الفكرة، يقول الدكتور إسمايلر، إن ممارسة الجنس في الأفلام الإباحية دائماً سهلة، وكل شخص يستمتع بوقته، ولا أحد يرفض أو يقول إنه لا يريد فعل ذلك، ولكن في الحقيقة لا يكون الناس في المزاج المناسب لممارسة الجنس في أي وقت، ويضرب المثل بأن الرجل قد يسقط أرضاً «أو أي شيء آخر» أثناء ممارسة الجنس الحقيقي، بينما لا يحدث هذا أبداً في الأفلام؛ مما قد يقلل من ثقة الرجل بنفسه.
ويشير إسمايلر إلى نقطة أخرى، وهي أن غالبية الناس لا يشبهون ممثلي الأفلام الإباحية، الأمر الذي قد يغيّر التصورات والتوقعات حول حقيقة الانجذاب للطرف الآخر، بمعني آخر، يصير الرجال مع الوقت منجذبين إلى أشكال محددة جداً من النساء، ولكنها ليست موجودة في الواقع بهذه الكثرة.
وتختتم جريجوري حديثها بالقول إن الأفلام الإباحية باتت أكثر فجاجة وعنفاً وأكثر انتشاراً؛ لذلك فمن المرجح أن مزيداً من الرجال سيعانون من مشاكل في العلاقة الحميمة والإكراه الجنسي.
التوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية ليس أكثر من قرار تتخذه بكامل وعيك، ثم تصبر عليه لفترة ليست بالطويلة جداً، وستجد أن تفكيرك في تلك الأفلام وانجذابك إليها بدأ يقل مع الوقت، حتى تتخلص منها تماماً.