"تقرير": أول ضربة لأمريكا بعد سقوط حلب
أعلنت روسيا وتركيا وإيران الخطوة الأكثر أهمية لمستقبل سوريا السياسي، وفقاً لوزير الخارجية التركي "جاويش أوغلو"، بتحديد خارطة طريق مشتركة لحل الصراع السوري، بعيداً عن أمريكا.
وأكد الوزير التركي أن التعاون بين تركيا
وروسيا وإيران حول سوريا، يجب أن يمتد لما بعد حلب، كما يأتي ذلك في ضوء تقارير غربية تندّد بسقوط
حلب، واعتبرت العديد منها أن ذلك بمثابة انهيار النفوذ الغربي بالشرق الأوسط.
كما أكّد
سيرجي لافروف- وزير الخارجية الروسي، بعد اجتماعه مع نظيريه التركي "جاويش أوغلو"،
والإيراني "جهاد ظريف" بموسكو، اليوم أن الأطراف الثلاثة متفقة على عدم وجود
حل عسكري بسوريا، وإنما الاتفاق على حل سياسي دبلوماسي ليس له بديل، مشدّدين على دعمهم
لسيادة ووحدة الأراضي السورية، والمساهمة في التوصل لاتفاق بين الحكومة والمعارضة السورية.
وأشار لافروف إلى
أن روسيا وتركيا وإيران تعهّدوا بإعلان مشترك لحل الصراع السوري، ووقف إطلاق النار
يشمل كافة المناطق، وتابع أن الدول الثلاث متفقة على أن الأولوية في سوريا هي لمكافحة
الإرهاب وليس إسقاط النظام.
وليس ذلك فقط، بل أبرز لافروف أن الاتفاق يشمل مشاركة تركيا وإيران معاً في الحرب ضد تنظيمي داعش وجبهة النصرة وفصلهما عن فصائل المعارضة بسوريا.
كما قال الوزير
الروسي إن الاتفاق الثلاثي هو الأكثر فاعلية لحل الأزمة السورية، وتحدث في هذا الإطار
عن فشل الولايات المتحدة ومجموعة الدعم الدولية لسوريا، لكنه أكد في المقابل أهمية
دور الأمم المتحدة في تسوية الأزمة السورية.
ومن جانبه، قال
وزير الخارجية الإيراني جهاد ظريف إن الفرصة أصبحت مناسبة لوقف القتال في سوريا وبدء
مفاوضات سياسية تؤدي إلى حل للأزمة يضمن وحدة الأراضي السورية، مؤكداً أن بلاده لا
ترى حلا عسكريا للأزمة.
وفي تصريحات لوزير الخارجية الروسي، أمس أكد أن موسكو تُفضّل التعاون مع تركيا وإيران حول سوريا، لأنهم القوة الحقيقية الفاعلة على الأرض، وليس أمريكا والغرب، الذين يُفضّلون الدعاية.
كما أشار إلى اللقاء
المقرّر عقده، اليوم بأنه سيناقش تطورات الموقف بحلب السورية، في ظلّ مواصلة تأمين
إجلاء آلاف المدنيين بعد تردي الوضع الإنساني بعد تحريرها من قبل النظام السوري.
وبدأ التعاون
بين تركيا وروسيا منذ إطلاق عملية درع الفرات بدخول دبابات تركية المناطق الحدودية
شمال سوريا 24 أغسطس الماضي، بمشاركة قوات "الجيش السوري الحر" لتحرير مناطق
داخل الحدود السورية من سيطرة الأكراد وتنظيم داعش.
وكشفت صحيفة
"نيويورك تايمز" الأمريكية، أن تركيا أجرت صفقة مع روسيا لإطلاق حملة درع
الفرات مقابل التخلي عن دعم جماعات المعارضة المسلحة بحلب، وهو ما أدى لهزيمة المعارضة
في معقلهم الرئيسي بحلب.
كما يأتي اجتماع
اليوم بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، بعد يوم من الاغتيال الوحشي للسفير الروسي
بأنقرة "أندري كارلوف" خلال مشاركته بحدث سياسي بالعاصمة التركية، وأكدت
وسائل إعلام روسية أن الاجتماع بمثابة إفساد لمخطط قتلة السفير.
كما أكد وزير الخارجية
الروسي "سيرجي لافروف" أنهم سيناقشون اتخاذ إجراءات لجعل تنفيذ مخططات قتلة
السفير "مستحيلة"، لافتاً أنه من المهم الأن معرفة من وراء القاتل، وإفساد
العلاقات مع تركيا.
وفي ذات السياق،
أكد زعيمي تركيا وروسيا "رجب أردوغان، وفلاديمير بوتين" أن الحادث
"استفزازي" ويهدف لتدمير العلاقات الثنائية"، فيما يبدو أنه إشارة لقوى
إقليمية ودولية.
كما اتّهمت الحكومة
التركية، منظمة جولن، التي دبّرت محاولة انقلاب يوليو الماضي ضد أردوغان، ويمكث زعيمها
"فتح الله جولن" بأمريكا، كما أكدت أنقرة أنها لن تسمح أبداً بإفساد العلاقات
مع موسكو.
ووجّه مصدر بارز بالكرملين "فرانتس كلنتسفيتش"، أصابع الاتهام لأفراد سريين بحلف الناتو "الأمريكي"، وأكد أن الحادث استفزازي وتحدي لروسيا.