تعرف على أكبر مسجد من الطوب اللبن في العالم !

إسلاميات

مسجد بالطوب اللبن
مسجد بالطوب اللبن - ارشيفية


 مسجد جينيه العظيم “Djenne” هو أكبر مسجد تم بناؤه من الطوب اللبن في العالم أحد أقدم المدن في العالم  في سط مالي وقد دخل إليها الإسلام عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا يمرون عبرها لتبادل البضائع مثل الملح والذهب والتوابل وقد تم بناء هذا المسجد في وسط المدينة من أجل الصلاة ولازال قائم من حينها وحتى الآن 

تم بناء مسجد جينيه العظيم عام 1907 وهو يُعتبر أحد أعظم الإنجازات التي تعبر عن أسلوب البناء السوداني السواحيلي مع بعض التأثيرات الإسلامية التي تضيف الرقي والجمال على بناء المسجد كما يعتبر أكبر مسجد من الطوب اللبن في العالم وقد تواجد الكثير من المساجد القديمة الأخرى في المدينة منذ القرن الثالث عشر ولكن في القرن التاسع عشر عانت المساجد من الإهمال وعدم القدرة على الإصلاح 

عندما غزا سيكو أمادو مدينة جينيه خلال الحرب اعترض على بناء هذا المسجد وقام بإغلاق المشوع وبنى مسجد آخر ملاصق له وعندما تدخلت القوات الفرنسية في الحرب وقامت بتولية لويس ريتشارد على جينيه قام بهدم مسجد سيكو امادو وتم بناء مدرسة بدلًا منه في حين تم التعديل على بناء مسجد جينيه العظيم لكي يصبح بشكله الحالي

تم بناء الحوائط للمسجد من الطوب اللبن المحروق تحت آشعة شمس الصحراء والمسمى “Ferey” وتمت تغطيته بالطين الجص والذي يعطي للمبنى النعومة والشكل المنحوت الذي نراه في الصور ويبلغ سمك الحوائط من 41 إلى 61 سنتيمتر ويتغير سمك الحائط مع تغير إرتفاعها وقد تم تدعيم المسجد بحزم من جزوع النخل للتخفيف من التصدعات التي تحدث نتيجة الرطوبة والحرارة كما انها تكون ضامن لتدعيم المسجد في أوقات الصيانة أو الإصلاحات 

يعمل الطوب اللبن في الحوائط على عزل داخل المسجد عن الحرارة خلال النهار كما تمنع تسرب الحرارة من داخل المسجد في برودة الليل مما تجعله دافئ باستمرار وقد تم مد أنابيب المياه من والصرف من وإلى المسجد خلال السقف حتى تتم حماية حوائط المسجد من تسرب المياه في أي وقت. يبلغ إرتفاع المسجد 3 امتار ويقودك إلى مدخل المسجد ستة سلالم مزخرفة 

وبعد الإهمال الذي عانى منه المسجد لفترات طويلة تم تخصيص فترات سنوية لإصلاحه وتجديده وتُعتبر هذه الفترة بمثابة أيام إحتفال لأهالي المدينة ودائمًا ما تقع هذه المهمة على عاتق شباب مدينة جينيه حيث يتم تقسيم الرجال إلى مجموعات هناك مجموعة تقومون ببناء السقالات والسلالم من خشب النخيل 

وأخرى تقوم بتجميع الجص وحمله إلى الراجال الذين يعملون داخل المسجد بينما تقوم النساء والفتيات بحمل المياه لمن يعملون هناك والتجهيز للإحتفال أما كبار وشيوخ المدينة يجلسون للبيع والشراء في السوق يشاهدون عملية الترميم في حين يشارك الجميع بالطعام والموسيقى من أجل الإحتفال وفي عام 1988 تم ضم مسجد جينيه العظيم للتراث العالمي من قبل اليونيسكو  .