الجيش السوري تمكن من تفادي الأسوأ في منطقة تدمر
ذكرت صحيفة "فزغلياد" أن الجيش السوري والقوة الجو ـ فضائية الروسية تمكنوا من إستعادة الترتيب على جبهة القتال في تدمر، والحيلولة دون حدوث السيناريو الأسوأ.
جاء في المقال:
الآن، تبقى المسألة الأساسية، هي- كيفية الإعداد للهجوم المعاكس، والذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تصحيح الأخطاء الكثيرة أولا. ولعل مجريات الحدث، الهزيمة ـ التراجيدية في تدمر تكشف كل يوم تفاصيل جديدة.
لقد تم صد الهجمات العديدة التي شنها تنظيم "داعش" في منطقة تدمر، وللعلم فإن خط الدفاع يمر في منطقة "تياس" ومطار "تيفور، تي ـ 4"، كما جاء في تصريح نائب رئيس مدير العمليات لهيئة الاركان العامة، فيكتور بوزنيخير في لقاء صحفي، والذي أكد على أن روسيا الآن تساعد القيادة السورية في تنظيم الهجوم المضاد لاستعادة تدمر.
وفي وقت سابق، تمكنت القوات السورية من السيطرة على المرتفعات بالقرب من القاعدة الجوية "تي ـ 4" والتي أصبحت المهمة الأساسية الأكثر إلحاحا من الناحية الاستراتيجية بعد فقدان تدمر.
وذلك بعد أن تمكن الجيش السوري من إيقاف هجوم التنظيم في موقع تقاطع الطرق المحوري وتجنيب القاعدة الجوية "ت ـ4" من الوقوع في الحصار . وفي الوقت الراهن تصل تعزيزات عسكرية بشكل منتظم لدعم القوات الحكومية هناك.
لقد تم وضع حد لهجوم تنظيم "داعش"، تحديدا بعد وقف التراجع الغير منضبط للوحدات العسكرية المنسحبة من منطقة القتال، وإلزامها التمسك بأماكن التواجد، وذلك من أجل الإبقاء على موطئ قدم متقدمة بأسوأ التقديرات.
لاحقا، أعلن الإرهابيون أن خطتهم استهدفت الاستيلاء على القاعدة الجوية "تي ـ 4" في فترة يومين، عبر الاستفادة من حالة الانهيار المعنوي بصفوف القوات الحكومية. ولكن هذه المحاولة تم تداركها وباءت بالفشل.
في الوقت الراهن، موضوعيا يمكن القول بثقة انه لم يبقى لدى تنظيم "داعش" إمكانية لتعزيز قواته عسكريا في منطقة تدمر ـ هذا، إذا لم نأخذ بعين الاعتبار أنه سيسحب كامل قواته من الموصل العراقية لزجها في معركة تدمر القادمة.
وعلى العكس من ذلك، لمساعدة كتيبة "الدبابات ـ 11" الحكومية، وصلت من حلب وحدات جديدة من "النمور" وأجزاء من وحدات "حزب الله".
ووعد القادة الايرانيين إعادة الترتيب في صفوف حركة" الفاطميون" التي تتألف من المتطوعين الافغان الشيعة الذين كانوا في طليعة الفارين من جبهة القتال، وبالتالي تم اعادتهم الى خط المواجهة الامامي. (من الممكن انهم من بدأوا في فرط سلسلة العقد وترك المواقع).
مبدئيا تحاول القيادة العسكرية في إطار امكانياتها، حشد كل ما هو مستطاع في منطقة تدمر، بما يتضمن أجزاء من "الكتيبتين ـ 11 و 18"، الأفغان ووحدات صغيرة مخصصة لخدمة الأمن في البادية مثل قوات "البادية".
وبالمناسبة يقال ان قائد وحدة "البادية" الذي شوهد في المدينة داخل سيارة كاديلاك فاخرة و مصفحة، بدأ العمل على إعداد خط الدفاع عن المدينة بعدما ترك مقاتليه مواقعهم.
أما عن المواقع الاستراتيجية في "جبل الطار" فمنذ بداية هجوم "داعش" انسحب مقاتلو النخبة الذين يبلغ عددهم حوالي ال500 مقاتل من هناك، ولاحقا برر العديد منهم هذا الفعل لعدم حصولهم على الرواتب منذ خمسة أشهر، هذا، على الرغم من كل النداءات للصمود، التي كان يوجهها لهم قائدهم ـ سهيل الحسن من حلب.
وكان في المحصلة أن من أبدى مقاومة فعالة هم جزء من جنود "الكتيبة ـ 18" الذين تحركوا بانتظام نحو منطقة "تي ـ 4" وهم أول من تمسك بخط المجابهة. لذا، كشف الواقع التطبيقي، أن كافة دفاعات تدمر كانت معلقة على جبل "الطار" وحده، والجبل الوحيد في المنطقة، والذي بكل بساطة لم يكن عدد المقاتلين كافيا للدفاع عنه.
في نهاية الأمر، وصل لتغطية التراجع المنظم ستة مروحيات "مي ـ 24" بعدما أمكن الاتصال مع القيادة في حمص، وطلب مساعدتهم ، كما وصل حوالي 200 من "النمور" ومعهم رشاشات.
في ظل حالة شبه منعدمة لاستخدام مكثف للطيران الحربي الروسي من مطار "حميميم"، بسبب أن العدو كان على مقربة من القوات الحكومية، وفي بعض المواقع كانت المعارك تتخذ طابع الالتحام المباشر.
لاحقا وحتى المساء، عادت الأجزاء التي انسحبت سابقا من الكتيبتين "11 , 18"الى خط المواجهة الأمامي، وعاد كذلك المئات من الافغان لمساعدة ما تبقى من "النمور".
في حين أن التعزيزات الحقيقة لم تصل بعد. بعض الأسلحة الحديثة المضادة للدبابات تعطلت عن العمل(ممكن نتيجة عمل تخريبي أو بسبب عدم الاستخدام الصحيح).
أما من تبقى من المدافعين عن جبل "الطار"، فقد استمروا في مواجهة الإرهابيين بأيدي شبه عارية ـ ودافعوا حتى قتلوا.
في الوقت الراهن تعمل القيادة السورية على الإعداد لشن هجوم معاكس، ومن غير الممكن الحديث عن أي عمل عسكري في الظرف الراهن، قبل التخلص من الأخطاء وتصحيحها.
أما بشأن الحديث عن استيلاء الإرهابين على كميات ضخمة من العتاد و السلاح في المخازن الروسية في تدمر، تبين أنه جدا مبالغ فيه، لأن القيادة العسكرية الروسية اتخذت قرارا في الساعة 17 يوم 10 ديسمبر، بتفجير المخازن.
وعلى الرغم من ذلك، من المحتمل ان يكون قد سقط في أيدي إرهابيي "داعش" بعض الاسلحة مثل أنظمة الصواريخ المضادة الدبابات "كونكورس" التي كانت على ملاك "الكتيبة ـ18". وبأي حال يبقى اكبر غنائم "داعش" ـ سيارة الكاديلاك الفاخرة.