بين "حبارة ومحمود شفيق".. كيف تصنع الجماعات المتطرفة من الشباب إرهابيين في مصر؟
حوادث إرهابية عديدة شهدتها مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة، فما بين استهداف مجندين واستهداف أماكن التجمعات والتي كان آخرها "الكنيسة البطرسية" في العباسية، نبحث عن الإرهابي الذي قام بتنفيذ الواقعة مخاطرًا بحياته ومضحيًا بها.
اليوم تم تنفيذ حكم الإعدام في الإرهابي "عادل حبارة" الذي يصنف كأخطر إرهابي في مصر بعد إدانته في قتل 25 من الجنود بالحادث المعروف إعلاميًا بـ"مذبحة رفح الثانية".
ومنذ يومين تم الكشف عن هوية منفذ عملية تفجير الكنيسة البطرسية الذي تسبب في استشهاد 25 شخصًا، وهو الشاب "محمود شفيق" ذو الـ 22عاما،والذي ينتمي إلى عائلة بسيطة من محافظة الفيوم.
أسئلة كثيرة طرحت نفسها حول تحول هؤلاء الشباب إلى إرهابيين، وكيف استطاعت الجماعات المتطرفة أن تجذبهم نحوها وغسل عقولهم، حتى وصل بهم الأمر أن يقتنعوا بأن الدنيا لا تساوي شيء وأن الأعمال الإرهابية التي يقوموا به ستدخلهم الجنة.
التدريب على ثقافة الموت
في هذا السياق يقول اللواء رفعت عبد الحميد، أستاذ العلوم الجنائية والخبير الأمني، أن صناعه الإرهابي لها العديد من العوامل المؤثرة فمثال على ذلك الانتحاري الذي فجر نفسه بالكنيسة البطرسية، حيث كان يتم تدريبه على ثقافة الموت، باقناعه أن لا فائدة من الحياة خاصة ذوي الظروف الصعبة والمعيشة الضنك، كما رأينا أسرة الإرهابي محمود شفيق لديه 7 أشقاء.
وأضاف عبدالحميد، في تصريح لـ"الفجر"، أنه يتم يتم الضغط على الشباب بدعمهم بمبالغ طائلة، ووقتها يرى الإرهابي أن الموت أفضل من حياته البائسة.
وأوضح أن معالجة مثل هذ القضايا لن يكون بالطريقة الأمنية فقط، لأن الأمن لن يستطيع القضاء على هذا، مشيرًا إلى أن لمؤسسات الدولة دور كبير في هذه القضية خاصة الأزهر ووزارة الأوقاف الذين يقع عليهما مسئولية كبيرة في تنوير العقول و التعريف بالإسلام الوسطي المعتدل ومواجهة الفكر الإرهابي بصحيح الدين.
استقطاب أعمار سنية صغيرة
ولفت عبد الحميد إلى أن الشباب الذين يتم استهدافهم متوسط أعمارهم من سن 12 إلى 18 عام، ويتم استقطابهم من خلال المواقع الالكترونية، منوهًا بأن التعليم له دور كبير في هذه الأزمة من خلال نشر تعاليم الدين الصحيح بالبرامج التليفزيونية والمواقع الالكترونية، وحتي في الشارع المصري من خلال اللافتات وحملات التوعية.
وكشف أن جماعة الإخوان تستقطب الشباب من خلال الدواعش وآخرين من قطر.
أسباب تورط الشباب ووقوعهم في الفخ
وفي نفس السياق، قال اللواء جمال مظلوم، خبير عسكري، إن أغلب الشباب الذين يتم استقطابهم للانضمام للجماعات الإرهابية يكونوا من فئة الشباب الذين تسربوا من التعليم، حيث يقعوا في فخ شبكة أصدقاء السوء ويتم بث الأفكار الشاذة والهدامة في عقولهم.
وأضاف مظلوم، في تصريح لـ"الفجر"، أن هناك العديد من الأسباب تؤدي إلى تورط الشباب منها، التفكك الاسري، الثأر السياسي والصراع العقائدي حول السلطة، بالإضافة إلى انتشار المفاهيم الدينية الغير صحيحة، فضلا عن صدمات الفقر والفشل العاطفي.
حسابات تدعو إلى التطرف
وأشار إلى خطورة الانترنت واستخدامه الخاطئ ، لافتا إلى أن الحوادث الإرهابية التي وقعت في الدول، ثبت من خلالها أن الشباب الذين وقعوا في فخ التطرف تأثروا بشكل مباشر بحسابات وصفحات دعائية خاصة بأفراد وجماعات يركزون على ترويج ثقافة التطرف من خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع مظلوم: "إن أخطر المستخدمين وأكثرهم ضرراً وتأثيراً من حيث نشر الميول الإرهابية هم الأفراد النشطين بشكل عقائدي مع الجماعات المتطرفة، والذين يتم تكليفهم على شكل مجموعات باختراق عقول الشباب والتأثير عليهم عاطفياً، بتوجيه خطاب ديني حماسي يشجع على العنف والانسلاخ عن المجتمع وتكفير الحكومات والدعوة لمناهضة الحكام وتأييد التطرف ورموزه".
وأكد أن جميع أجهزة الدولة وخاصة وزارات التربية والتعليم والأوقاف والشباب والرياضة، عليهم باستيعاب هؤلاء الشباب المنجرف نحو الإرهاب وتوعيتهم والاستفادة من طاقتهم.