الملك أمام "الشورى": سنواجه كل مَن يدعو إلى الغلو وسنتجاوز ما نمر به بخطى ثابتة
أكّد خادم الحرمين
الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اليوم الأربعاء، في كلمته عقب افتتاح أعمال
السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، أن المملكة سخرت الإمكانات كافة لحماية
أمن الدولة والمجتمع وخدمة الحرمين.
وقال حفظه الله: نسعى لتطبيق دين الوسطية، كما كان
عليه السلف الصالح، وسنواجه كل مَن يدعو إلى التطرف أو الغلو في الدين "أُهلك
من كان قبلكم بسبب الغلو في الدين".
وتابع: الإصلاحات
الاقتصادية تعتمد على إعادة توزيع الموارد بشكل عادل، و"رؤية 2030" تهدف
لتقديم سبل العيش الكريم، وسياستنا الداخلية تقوم على تنويع مصادر الدخل ورفع إنتاجية
المجتمع.. الظروف التي نمر بها حالياً سنتجاوزها مستقبلاً.
وأضاف: بلادكم
تسير بخطى ثابتة للتكيُّف مع التحديات، وعلى الجهات كافة تزويد المجلس بما يحتاج إليه
من تقارير.
وفي الشأن الدولي،
قال حفظه الله: ندعم أيَّ حل سياسي للأزمات الدولية لإتاحة المجال لجهود التنمية، وأمن
اليمن من أمن المملكة العربية السعودية، ولن نقبل بأيِّ تدخُّل في اليمن من أيِّ طرفٍ
كان، وسنواصل التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي.
وتفصيلا فقد افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان
بن عبد العزيز آل سعود، اليوم الأربعاء، أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس
الشورى وذلك بمقر المجلس في الرياض .
ولدى وصول خادم
الحرمين الشريفين كان في استقباله الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض،
الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني ، وصاحب السمو الملكي الأمير
محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، و صاحب
السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس
مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار سمو
وزير الداخلية، ورئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ .
وفور وصول خادم
الحرمين الشريفين عزف السلام الملكي، ثم صافح خادم الحرمين الشريفين مفتي عام المملكة
رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز
بن عبدالله آل الشيخ وكبار المسؤولين في مجلس الشورى.
وبعد أن أخذ خادم
الحرمين الشريفين مكانه بالمنصة الرئيسة بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى رئيس مجلس
الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إيراهيم آل الشيخ، كلمة رحب فيها بخادم الحرمين
الشريفين في افتتاح أولى سنوات دورة المجلس السابعة ضمن مسيرته المتجددة في تاريخ بلادنا
العزيزة.
وقال "آل
الشيخ": "مع مشاعر البهجة والسرور , ووسط آمال تتجدد نحو مستقبل زاهر، يتشرف
مجلس الشورى اليوم برعايتكم لتفتتحوا على بركة الله بداية مرحلة جديدة لهذا المجلس،
تضاف لمراحل سابقة أسهم فيها المجلس مع الأجهزة التنفيذية للدولة في مسيرة التنمية
والتطوير في ظل التوجيهات الكريمة والإرشادات السديدة".
وأضاف: "مسيرة
التنمية والبناء التي تقودونها بكل حكمة واقتدار ما هي إلا أحد معالم هذا العهد الزاهر
وثمرة من ثمرات النهج المبارك لهذه البلاد الطيبة، وهاهي الانجازات والعطاءات لشعبكم
الوفي, تتوالى يومًا بعد يوم، وقد أعلنتم عن إطلاق رؤية المملكة 2030, التي رسمتم من
خلالها مسيرة فريدة في التخطيط والبناء والتنمية, من أجل المضي قدماً نحو دولة رائدة
في كافة المجالات".
وأردف: "على
الصعيد الخارجي تتنامى يوماً بعد يوم مكانة المملكة، ويزداد ثقلها على الساحة الدولية
بما تتخذه المملكة بتوجيهاتكم الكريمة من مواقف مشرفة وسياسات معتدلة تجاه قضايا المنطقة
والعالم".
واستعرض رئيس مجلس
الشورى ما أنجزه المجلس في السنة الماضية، السنة الرابعة من الدورة السادسة، من مشروعات
الأنظمة واللوائح والاتفاقيات والتقارير والخطط وفقاً لاختصاصاته التنظيمية والرقابية.
وذلك من خلال
(66) جلسة، كان نتاجها (186) قرارًا تمثلت في (20) قراراً تتعلق بالأنظمة واللوائح،
و(67) قراراً تتعلق بالتقارير السنوية، و(85) قراراً تتعلق بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
كما شملت (خمسة)
قرارات تتعلق بتشكيل لجان المجلس المتخصصة واللجان الخاصة، و(قرارين) يتعلقان بالاستراتيجيات
والخطط، بالإضافة إلى (سبعة) قرارات تتعلق بمقترحات الأعضاء.
وأشار آل الشيخ
إلى أن أهم مشروعات تعديلات الأنظمة التي درسها المجلس، تعديلات على نظام العمل تتعلق
بساعات العمل وأيام الإجازة، وتعديلات على نظام تبادل المنافع بين نظامي التقاعد المدني
والعسكري ونظام التأمينات الاجتماعية، وتعديلات على نظام خدمة الأفراد ونظام خدمة الضباط
تتعلق بالتعويض الذي يعطى للأفراد أو الضباط الذين تلحقهم خسارة مادية بسبب عملهم أو
قيامهم بتأديته أو قيامهم بمهمة رسمية.
وفيما يخص مشروعات
الأنظمة التي درسها المجلس فتمثلت في مشروع نظام البيع بالتقسيط، ومشروع نظام رعاية
الأحداث، ومشروع نظام حماية المال العام (مشروع النظام الجزائي للاعتداء على المال
العام).
وثمن "آل
الشيخ" أهمية التعاون والتكامل بين سلطات الدولة وتعزيزاً لأدوار مجلس الشورى
المنوطة به وفق نظامه، حيث حضر عدد من الوزراء والمسؤولين في الأجهزة الحكومية المختلفة
إلى مجلس الشورى ولجانه المتخصصة خلال السنة الرابعة من (الدورة السادسة) لمناقشة ما
يخص أداء الوزارات والأجهزة الحكومية التي يمثلونها.
وقال: "المجلس
عمل على مواكبة رؤية المملكة (2030) سعياً منه لتحقيق أهدافها التنموية الشاملة، حيث
قام المجلس بتعديل وتحديث لجانه المتخصصة واختصاصاتها الموضوعية لتكون متوافقة مع هذه
الرؤية الطموحة ومتفقة مع أوامركم الكريمة بإعادة هيكلة بعض الوزارات والمؤسسات والهيئات
العامة, واستمر المجلس في التواصل مع المواطنين لعرض قضاياهم على لجان المجلس المتخصصة
لمناقشتها وإيجاد الحلول اللازمة وفق نظام المجلس ولوائح عمله".
وأضاف: "المجلس
عمل على مواصلة عمله عمله الدبلوماسي البرلماني الذي حقق على مدى السنوات الماضية بفضل
الله ثم بفضل التوجيهات الحكيمة والدعم المبارك نجاحات في توطيد العلاقات البرلمانية
مع المجالس والبرلمانات المماثلة في الدول الصديقة, وكذلك مع المنظمات والاتحادات الإقليمية
والدولية, أو من خلال الزيارات التي يقوم بها مسؤولو وأعضاء المجلس، أو لجان الصداقة
البرلمانية التي شكلت لتعزيز أواصر الصداقة مع الدول الشقيقة والصديقة, أو من خلال
ما يتم من الاجتماع بالوفود البرلمانية الزائرة من مختلف الدول, كما كان للخطط الدبلوماسية
البرلمانية التي تبنّاها المجلس دور في بيان الجهود التي تقوم بها المملكة في محاربة
الإرهاب على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بمختلف الوسائل الفكرية والقضائية والأمنية,
وذلك استمراراً للنهج السياسي الحكيم الذي تبنته المملكة العربية السعودية في علاقاتها
الخارجية".
كما عمل من خلال
مشاركاته في المحافل البرلمانية المختلفة وعبر قنوات عدة على إيضاح خطورة قانون (جاستا)
الصادر من الكونجرس الأمريكي وما يشكله من تهديد واضح وصريح للمبادئ الثابتة في القانون
الدولي وأنه يتعارض مع أسس ومبادئ العلاقات الدولية ويتنافى مع قواعد القانون الدولي
خاصة مبدأ الحصانة السيادية التي تتمتع بها جميع الدول.
وفي ختام كلمته؛
قدم "آل الشيخ" شكره للمسؤولين في المجلس ولجميع الأعضاء في الدورة السابقة
على ما بذلوه من جهود كبيرة، كما رحب بأعضاء المجلس في هذه الدورة الجديدة، سائلا الله
سبحانه وتعالى أن يديم على هذه البلاد المباركة وقادتها فضله وكرمه, وأن يحقق ما يصبوا
إليه الجميع من آمال وتطلعات.
إثر ذلك ألقى خادم
الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الخطاب الملكي السنوي، وقال فيه:
"بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته،، بفضل الله نفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، سائلين
الله سبحانه أن يوفقنا لخدمة الدين ثم الوطن والمواطن، مقدراً للمجلس أعماله وجهوده
المشكورة، ومتمنياً لكم في دورته الجديدة التوفيق والسداد".
وأضاف: "لقد
قامت دولتكم على كتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم، وسخرت إمكاناتها لحماية
أمن الدولة والمجتمع، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وتقديم أفضل الخدمات للمواطن،
واليوم ـ ولله الحمد ـ تسير بلادكم بخطى راسخة، نحو التكيف مع المستجدات، والتعامل
مع التحديات بإرادة صلبة لنحافظ على ما تحقق من إنجازات، وعلى مكانة المملكة بين الأمم،
ودورها الفاعل إقليمياً ودولياً" نقلًا عن وكالة سبق.