تعرف على سر إمتلاك "الإخطبوط "دماً أزرقاً
يعتبر الإخطبوط من الكائنات المدهشة المعقدة ذو التركيبه العجيبة، والدم الأزرق الغريب، وعلى الرغم من أنه يحتوي على 500 خلية عصبية فقط موزعة في جميع أنحاء رأسه وجسمه مقارنةً بـ 100 بليون خلية عصبية في أدمغتنا , فإن قوة دماغ الإخطبوط ليست واضحة بسهولة من الوهلة الأولى , لكنها أثبتت قدرة كبيرة على التخطيط والتفكير وتوقع المخاطرة والمواجهة .
وقد إكتشف الباحثون أن الأخطبوطات في اندونيسيا تقوم بتجميع نصفي قشرة ثمرة جوز الهند إستعداداً للطقس العاصف , ثم الإحتماء بداخلها وإغلاقها، ما يجعل تلك المخلوقات الذكية قابلة للتكيف وقادرة على التصرف , هو دماءها !
حيث أن الصباغ نفسه الذي يعطي للدم في الإخطبوط اللون الأزرق , هو نفسه المسؤول عن الحفاظ على هذه الأنواع على قيد الحياه , والمساعدة في تكيفها في درجات الحرارة القاسية .
هذه المادة التي تعطي للدم اللون الأزرق تسمى " بروتين هيموسيانين " , وهو بروتين يحتوي على ذرات من النحاس التي ترتبط بعدد مساوٍ من ذرات الأكسجين , ويتحول إلى اللون الأزرق عند أكسدته, وهو جزء من بلازما الدم في اللافقارايات.
كما أن هذا الهيموسيانين الملون يرتبط بالأكسجين وينقله عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم لتزويد الأنسجة بالإكسجين , فهو يعتبر عاملاً حاسماً في بقاء قدرة الانسجة على القيام بوظائفها , ومن ناحية أخرى فإن للإخطبوط 3 قلوب كما هو معروف , ولذلك فهو يحتاج إلى كميات من الأكسجين أكبر من تلك التي تحتاجها اللافقاريات الأخرى , بالتالي فإن الهيموسيانين يسمح للإخطبوطات الحصول على إمدادات متزايدة من الأكسجين حتى عندما تكون غير متاحة في البيئة المحيطة , ويضمن بقاء الإخطبوطات على قيد الحياة في درجات حرارة قد تكون مميتة لكثير من المخلوقات الأخرى , والتي تصل في الظروف الباردة إلى 28 درجة فهرنهايت (1.8 درجة مئوية السلبية) , وفي الظروف الساخنة إلى درجات حرارة قريبة من حرارة الفتحات الحرارية في المحيطات .
وجدير بالذكر : أن الفوهات الحرارية هي فتحة تشبه المدخنة في قاع المحيط تنفث المياه المعدنية الحارة.
وأخيراً يعتقد العلماء أن وجود الدم الأزرق في الإخطبوطات هو نتيجة عدم قدرتها على الإنتقال والهجرة بعيداً في الظروف البيئية الصعبة , لذا فكان الافضل لها هو التكيف في وجود بروتين الهيموسيانين .