"توكة شعر" وحوائط ملطخة بالدماء.. روايات أصعب اللحظات بعد انفجار "البطرسية"
يوم عاشت فيه كافة طوائف الشعب المصري حالة من الحزن والأسى، وأصبحت الحكومة برئاسة المهندس شريف إسماعيل بشكل خاص ووزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار في وضع حرج أمام المواطنين لعدم تلافيهم إحداث مثل تلك العمليات التي تستهدف النيل من المصريين الأبرياء.
ووسط الحادث الأليم خرجت روايات حزينة لترسم أسمى معاني الوطنية بين المصريين.
* حكاية جرجس
ظل جرجس يبحث عن والديه وشقيقه اللذين ذهبوا صباحًا للصلاة في الكنيسة البطرسية، بعد اتصالاً تلقاه يفيد بوقوع انفجار بمحيط الكاتدرائية بالعباسية، وبعد أن ذهب للمستشفى وجد أسمائهم ضمن المُصابين في غرفة العناية المركزة في حالة حرجة.
ويروي جرجس ما حدث :"اتصلت بيهم كتير لقيتهم مبيردوش، بدأت أقلق وأعصابي تنهار وحسيت إن حصلهم حاجة بعد ما شوفت الحادثة على التليفزيون".
كما أكد :"نزلت للشارع مهرولاً في طريقي لمكان وقوع الحادث، كأن أقدامي تخطو أميال الخطوات، وحين وصلت لمحيط الحادث، أخبروني أنه تم نقل عدد كبير من المصابين إلى المستشفيات المجاورة"، وقومت بالبحث عن أسماء أهلي ببطئ، إلى أن وجدتهم ضمن كشف الحالات المصابة جراء الانفجار، وتابع "ومن ثم أخبروني الأطباء أن حالتهم حرجة وأنهم يمكثون في غرفة العناية المركزة".
يسترجع جرجس آخر حديث دار بينه وبين والدته قبل نزوله إلى عمله صباحًا، عندما عرضت عليه تناول وجبة "الفطار" قبل نزولها لآداء الصلاة.
* شاهد عيان
قال أحد شهود العيان، إن الحادث الإرهابي بتفجير "البطرسية" وقع في تمام الساعة الـ10 صباحًا، وأنه فور حدوثه توجّه مُسرعًا إلى داخل مقر الصلاة بالكنيسة البطرسية فوجد جثثاً مُلقاة على الأرض ومُصابين يصرخون والدماء غطت الجدران والزجاج متناثر بكل مكان.
كما أكد الشاهد، أن أغلب الوفيات والمُصابين من النساء والأطفال لأن المكان مُخصص لصلاة السيدات، مشيرًا إلى أن المشهد الذي رآه اليوم قاسي للغاية ولا يتصوره أحد.
*سائق بالكنيسة
قال عاطف عبده والذي يعمل سائقًا بالكاتدرائية، بعد وقوع الانفجار جمعت أشلاء أكثر من 10 جثث إلى خارج الكنيسة في انتظار عربة الإسعاف.
وأكد السائق، "كنا بنشيل اللي في وشنا ميفرقش معانا راجل ولا ست، فالجثث جميعها ملطخة بالدم، مشيرًا إلى أنه من شدة الانفجار أصبحت جثامين المتواجدين بالكنيسة مثل القطع المُفتتة وبنغطيها بأي ورقة أو كرتونة.
كما أشار السائق إلى أن ملابسه حينها أصبحت حينها ملئيه بالدماء، مؤكدًا اليوم رأيت ما لا يوصف، صراخ وعويل من المصابين والأهالي، وأصبحت الكنيسة مكان لصنع الأحزان.
* توكة شعر
قال الإعلامي عمرو أديب إنني ذهبت اليوم للكنيسة لمشاركة أخواتي الأقباط أحزانهم، مؤكدًأ أن علاقته بالإخوة المسيحيين جيدة.
وأكد أديب "لما دخلت الكنيسة النهاردة واحد من الناس إدانى توكة شعر خاصة بطفلة أصيبت في تفجيرات الكنيسة البطرسية اليوم ريحتها دم".