خبراء: لهذه الأسباب نحذر السعودية من رفع اسم "الإخوان" من قوائم الإرهاب
![السيسي والعاهل السعودي](/themes/fagr/assets/images/no.jpg)
بان: رفع اسم الإخوان من قوائم الإرهاب "كارثة"
الجمل: السعودية تتقرب من الإخوان نكاية في النظام المصري
اللاوندي: مصير مجلس التعاون الخليجي مهدد بالحلّ
أثار قرار المملكة العربية السعودية برفع اسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر من قوائم الإرهاب، استياء بعض المختصين في هذا الشأن، واصفينه بـ"الكارثة" والنكاية في مصر، فيما يرى آخرين أن "السعودية" تحاول التحالف مع الإخوان من أجل تسهيل مصالحها في اليمن.
وتدوالت بعض الأنباء اليوم السبت، أن المملكة العربية السعودية سوف تتجه في الأيام المقبلة إلى رفع اسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر من قوائم الإرهاب، وتأتي هذه الخطوة المزعومة بعد ثلاثة أعوام بعد صدور قرار من الراحل عبد الله بن عبد العزيز للإطاحة بالرئيس المعزول مرسي.
حيث أوضحت " وكالة اليوم الإخبارية"، أنه في الفترة الحالية هناك مشاورات قائمة في المملكة والعديد من اللقاءات التي تم عقدها في لندن والرياض وإسطنبول بين قيادات إخوانية مماثلة، وذلك لإزالة إسم جماعة الإخوان من قائمة الإرهاب مقابل تفاهمات بين المملكة والتنظيم الدولي للجماعة.
وفي مارس 2014، قامت وزارة الداخلية السعودية، بإدراج "جماعة الإخوان" و"حزب الله" و"داعش" و"جبهة النصرة"، ضمن المنظمات الإرهابية على أرض المملكة.
وترصد"الفجر"، فيما يلي، الأزمات القائمة بين الجانبين"المصري- السعودي"، وتباين آراء بعض المختصين في هذا الشأن حول هذه القضية الشائكة.
تصويت مصر للمشروع الروسي
بدأت بوادر الخلاف السياسي بين مصر والسعودية، تظهر عقب تصويت مصر في مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع القرار الروسي حول الوضع في سوريا، الذي لم يلق تأييدا إلا من أربع دول.
واستخدمت موسكو "الفيتو" ضد مشروع القرار الفرنسي حول حلب بمجلس الأمن، يدعو لوقف القتال والغارات الجوية على المدينة، كما يدعو إلى هدنة ووصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق في سوريا، قبل أن تفشل بتمرير مشروع قرار آخر قدمته لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، لكنه لم يطالب بوقف الغارات الجوية.
وقف امداد مصر بالبترول
وترتب على ذلك إعلان تعليق شركة "أرامكو" إمداد مصر بالمواد البترولية، في السابع من نوفمبر الماضي، بالرغم من المملكة العربية السعودية كانت أبرمت مع مصر اتفاقية بإمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول جرى توقيعه خلال زيارة رسمية قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر في مطلع إبريل الماضي.
سخرية "مدني"
الأزمات والانتقادات لم تتوقف عند هذا الحد، بل فتح الخلاف السياسي الأبواب لسخرية بعض السعوديين للرئيس المصري، حيث سخر إياد مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السابق، من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي حول بقاء ثلاجته 10 سنوات لا يوجد فيها إلا الماء، أثناء توجيه كلمته بمؤتمر "الإيسيسكو"، في منتصف أكتوبر الماضي، موجهًا خطابه للرئيس التونسي: "أنا متأكد أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء فخامة الرئيس".
كلمات مدني التهكمية جاءت حينما نطق بالخطأ اسم الرئيس التونسي، فبدلاً من أن يقول باجي قايد "السبسي"، قال "السيسي"، قبل أن يعود ليصحح خطأه، وعلى إثر ذلك استنكرت الخارجية المصرية هذه التصريحات، مما زاد من توتر بين الجانبين.
تابعات القرار خطيرة
في ضوء ما سبق وصف أحمد بان، الخبير بشئون الحركات الإسلامية، رفع اسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر من قوائم الإرهاب بـ"الكارثة"، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية بهذه الخطوة تقدم على أمر خطير، له تابعات كبيرة بين العلاقات بين الجانبين"المصري-السعودي".
وأضاف"بان"، في تصريح لـ"الفجر"، أن في الآونة الأخيرة أصبح هناك تناقض في التوجهات السياسية المصرية والسعودية، مما يؤدي إلى فتور المصالح بينهم وتتسع بشكل صعب السيطرة عليه، خاصة وأن جماعة الإخوان خطر حقيقي على مصر والمملكة العربية السعودية.
وأوضح الخبير بشئون الحركات الإسلامية، أن السعودية تتخيل أن تحالفها مع الإخوان قد يؤدي إلى أن مساعدة الجماعة لها على فتح الطريق مع إخوان اليمن، وهذا مستحيل حدوثه.
نكاية في النظام المصري
فيما رأى هاني الجمل، متخصص الشأن العربي، أن السعودية تسعى لرفع اسم جماعة الإخوان المسلمين من قائمة الإرهاب، نكاية في النظام المصري، حيث أن النظامين المصري والسعودي يشهدان توتر في العلاقات فيما بينهم بعد التصويت المصري لصالح المشروع الروسي.
وأوضح الجمل، في تصريحه لـ"الفجر" أن كلاً من السعودية ومصر يقومان بالضغط على بعضهما، فمصر بعد التصويت للمشروع الروسي و الضغط بالحكم بمصرية جزيرتي تيران وصنافير، ستضغط السعودية بتوطيد علاقتها مع عدو النظام في مصر "جماعة الإخوان المسلمين" والتي ستبدأها بإزالة إسمها من قائمة الجماعات الإرهابية.
وأشار متخصص الشأن العربي، أن السعودية أيضاً تسعى للتصالح مع جماعة الإخوان لتسهيل مصالحها في اليمن، المكونة من التنظيم،حيث أن السعودية تحاول الخروج من الأزمة اليمنية بأقل الخسائر، موضحاً أن جماعة الإخوان هي الملجأ الوحيد للسعودية لتحقيق تلك الغاية.
رفع اسم الإخوان من قوائم الإرهاب يهدد مجلس التعاون الخليجي
من جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن النظام السعودي يسعى للتقرب من جماعة الإخوان المسلمين نكاية بالنظام المصري،نظراً للتوتر في العلاقات بينهما على خلفية تصويت الأخيرة للمشروع الروسي المعارض للرغبات السعودية المؤيدة للمشروع الأمريكي حول الأزمة السورية.
وأكد اللاوندي، في تصريح لـ"الفجر" أن النظام السعودي يعاني من تخبط في سياساته الخارجية، موضحاً أنه في حالة التقرب من جماعة الإخوان ورفع اسمها من قوائم الجماعات الإرهابية سيكون مصير مجلس التعاون الخليجي مهدد بالحلّ، حيث أن دولة الإمارات موقفها واضح تجاه جماعة الإخوان.