الصيادون العائدون من السعودية يكشفون المستور: "شحتنا أكلنا والكفيل استعبدنا وإحنا شعب رخيص" (فيديو وصور)
الصيادون: السفارة المصرية لم تنقذنا.. وأجبرتنا على التنازل عن حقوقنا.. والمصري في الخارج "رخيص"
أحد الصيادين: "رزقت بمولود وأنا مسجون"
"سافرنا من أجل البحث عن حياة كريمة لدولة ظننا فيها خيرًا باعتبارها دولة عربية شقيقة، لكننا صُدمنا من واقعها، تعاملنا مع كفيل سعودي لا يعرف عن الإسلام شيئًا، ولا يحب مصر ويكره المصريين ويُصر على استقدامهم للعمل لذلهم وإهانتهم"، بهذه الكلمات بدأ الـ32 صيادًا العائدين من السعودية حديثهم، بعد عودتهم عقب عملهم 9 أشهر دون الحصول على أموال من الكفيل السعودي، وبعد احتجازهم في أحد السجون لأكثر من 18 يومًا دون مراعاة أنهم مسؤولون عن أسر وأطفال.
بداية الأزمة
بدأت أزمة الصيادين بعدما سافروا إلى السعودية منذ 6 أشهر بعقود عمل وإقامات رسمية إلا أنهم فوجئوا أن مراكب الصيد التي يعملون عليها معطلة، وشرعوا في إصلاحها لمدة 45 يومًا، وبعدها بدأوا صيد الأسماك.
وعقب شهر من بدء عمليات الصيد، فوجئوا بالكفيل يسلم كل منهم ألف ريـال على أنه راتبهم الشهري، ورفضوا لأن راتبهم الشهري 1500 حسب العقد المبرم بين الطرفين، وبعد مماطلة لمدة خمسة أشهر، قرر الصيادون العودة لمصر، لكن كفيلهم رفض عودتهم.
توجه الصيادون لمكتب العمل بمحافظة الجبيل، ولم يبت المكتب في شكواهم لقوة نفوذ كفيلهم، وأرسلوا استغاثات لمطالبة وزارة الخارجية بالتدخل لإنهاء تعاقدهم من الكفيل وعودتهم لمصر في ظل سوء معاملة الكفيل لهم.
معاناة مع الكفيل
وأضاف: "أمر أصحاب المحلات بعدم إعطائنا أي طعام، وجلسنا شهر كامل ننام في الشوارع وفي المساجد وأبلغ عننا وطردنا، وكنا ننام على الإسفلت، ولم نحصل على أي أموال، وظللنا نعاني شهرين كاملين".
احتجاز ونوم على البلاط
وأضاف: "18 شخصًا منا ذهبوا للرياض للسفارة هناك وظلوا بها 18 يومًا في غرفتين أشبه بالسجن وكانوا ينامون على البلاط ويضعون ورق الجرائد على أجسادهم"، مشيرًا إلى نجاح المفاوضات بعد 3 أشهر بعد تدخل عدد من رجال الأعمال المصريين المقيمين في السعودية، وسط تراخي من وزارتي الهجرة والخارجية، حسب وصفه.
وتابع: "تعرضنا لكافة الإهانات وعشنا حياة ذل بسبب أن كرامة المصريين مُهانة في الخارج، ده إحنا شوفنا الذل مع كفيل ميعرفش ربنا استعبدنا وكأنه بيخلص مننا تار".
السفير المصري تخاذل في إنقاذهم
وأكد محمد غانم، أحد العائدين، قائلًا: "أسرتي كانت منهارة، والسفير المصري تخاذل في إنقاذنا، ولم نستطع الحصول على أموالنا ولا حقوقنا، وأقول لشباب مصر إن البلد أحلى من غيرها".
وأوضح قائلًا: "تنازلنا عن كافة حقوقنا مُجبرين في مقابل عودتنا لأطفالنا"، مشيرًا إلى أنه سافر وترك ابنه ومولود أثناء سجنه، قائلًا: "ابني اتولد والسفارة المصرية سجناني".
التنازل عن مستحقاتهم
وأضاف: "كنا مستعدون نبيع كل حاجة علشان نرجع لأولادنا ونعيش في وسطهم، وبالفعل تدخل عدد من رجال الأعمال المصريين المقيمين في السعودية لدى السلطات والسفير والكفيل لحين الإفراج عنا".
المفاوضات والعودة
من جانبه، أكد زارع البيطاني، نقيب صيادين البرلس، أنه "عندما علم باحتجاز الصيادين، ذهب لوزارة القوى العاملة، وتقدم بشكوى بعد الحصول على صور للوثائق وعقود العمل الرسمية، قائلًا: "أرسلنا الأوراق للواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، لإرسالها للجهات السيادية، ومن هنا بدأت المفاوضات لأكثر من شهر".
وأضاف "البيطاني"، "التقينا مساعد وزير الخارجية، وأرسل المستشار القانوني للجالية المصرية في السعودية لمتابعة القضية، وبذلنا جهودًا كثيرة مع رجال أعمال سعوديين، وتحركنا في أكثر من اتجاه لإنقاذ أهالينا"، مطالبًا وزارة الخارجية بالتحرك للحصول على حقوق الصيادين من الكفيل، موضحًا أن المحافظة أرسلت أتوبيسًا لنقل الصيادين إلى منازلهم تخفيفًا عنهم.