رد ناري من "الأسد" على تصريحات "أردوغان" بشأن العملية العسكرية بسوريا
كشف الرئيس السوري بشار الأسد عن سبل تفادي
الاصطدام بين الجيشين السوري والتركي، معلقا على تصريحات نظيره التركي رجب طيب أردوغان
حول أهداف العملية العسكرية التركية بسوريا.
جاء ذلك في مقابلة للأسد مع صحيفة
"الوطن" السورية، نشرت الخميس 8 ديسمبر، إذ سأله مراسل الصحيفة حول
"التصريحات النارية" لأردوغان بشأن سوريا ورئيسها، وحول ما إذا كانت العلاقات
المتحسنة بين روسيا وتركيا تخدم سوريا فعلا.
وقال الأسد في معرض تعليقه على مدى تأثير
موسكو على سياسة أردوغان: "يبقى لدينا دائماً نوع من الأمل، رغم أنه في كثير من
الأحيان أنت تعرف أنك قد لا تصل لنتيجة، وخاصة من خلال معرفتي الشخصية بأردوغان".
ووصف أردوغان بأنه "شخص غير سياسي،
هو شخص عقائدي بالمعنى الديني المنحرف، وهذا النوع من الأشخاص عنيد، لا يمكن أن يقرأ
الواقع بشكل صحيح".
لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه
"حتى هذا الأمل المفقود بأن يتغير أردوغان، لا يمنع من أن يبقى لديك شيء من بصيص
الأمل بأن هناك من سيتمكن من تغييره، سواء كان من داخل تركيا أو من خارجها وخاصة روسيا".
ولم يستبعد الأسد احتمال وقوع مواجهة عسكرية
بين الجيش السوري والجيش التركي الذي تدخل عناصره داخل الأراضي السورية وتنفذ عملية
أطلق عليها "درع الفرات"، مضيفا أن هناك حاليا "أولويات عسكرية"
أخرى "تفرض نفسها".
وأوضح قائلا: "طالما أن الذي يقود
دفة السياسة التركية شخص غير سوي ومضطرب نفسياً، كأردوغان، علينا أن نضع كل الاحتمالات،
عندما تتعامل مع شخص غير سوي نفسياً، فلا مكان للمنطق".
وذكر بأن المنطق يقول بأنه ليس هناك أي
مصلحة لسوريا وتركيا إلا بالعلاقات الجيدة، مشددا في الوقت نفسه على حق سوريا في أن
تدافع عن أراضيها.
واستطرد قائلا: "هذا شيء بديهي، وسنقوم
بذلك طبعاً، الآن هناك أولويات عسكرية تفرض نفسها ولكن بالمبدأ لنا الحق بالتأكيد".
وتابع "لكن نتمنى أن يتمكن الواعون في تركيا حتى ذلك الوقت من دفع أردوغان باتجاه
التراجع عن حماقاته ورعونته بالنسبة للموضوع السوري، عندها نتفادى مثل هذا الاصطدام،
ويجب أن نعمل على ذلك".
وجاءت تعليقات الأسد ردا على تصريحات أردوغان
حول "إنهاء حكم الطاغية بشار الأسد" في كلمة ألقاها الأسبوع الماضي، إذ نقلت
وكالة "الأناضول" عنه قوله: "لماذا دخلنا؟ لا نخطط للاستيلاء على الأرض
السورية، بل المهمة هي إعطاء الأراضي لأصحابها الحقيقيين. وهذا يعني إننا هنا من أجل
إحلال العدالة. دخلنا لكي نضع حدا لحكم الطاغية الأسد الذي يرهب السوريين بدولة الإرهاب.
ولم يكن دخولنا لأي سبب آخر".
وكانت روسيا قد عبرت عن دهشتها من تصريحات
أردوغان، وأعلن الكرملين لاحقا أن الرئيس التركي أوضح موقفه للرئيس الروسي فلاديمير
بوتين بهذا الشأن. وفي تصريح آخر، صدر بعد يومين، قال أردوغان إن العملية العسكرية
التركية في سوريا ليست موجهة ضد أحد باستثناء الإرهابيين، وشدد قائلا: "ولا يجوز
أن يعلق أحد على الموضوع بأسلوب مختلف أو أن يحاول تشويهه".