في ذكرى محاكمتهم.. 3 حكايات عن تاريخ قادة الثورة العرابية (تقرير)
شرارة رفض الخديوي توفيق مطالب الجيش المصري بعزل وزير الحربية عثمان رفقي لاصداره عدة قرارات متحيزة للشركس وقبضه على المنادين بتلك المطالب، كانت وراء اندلاع الثورة العرابية التي قادها أحمد عرابي وعبد العال حلمي، وعلي فهمي ومحمود سامي البارودي، وبالفعل نجحت في تحقيق أهدافها بل ارتفع سقف المطالب وتم عزل وزارة رياض باشا بأكملها.
ولكن ذلك النصر لم يتسمر طويلًا، بعد أن هزم "عرابي" في معركة التل الكبيرفي ١٣ سبتمبر ١٨٨٢، ودخل الإنجليز القاهرة في ١٤سبتمبر ١٨٨٢ فكانت بداية الاحتلال الذي دام ٧٤ سنة، وفي ٣ ديسمبر١٨٨٢ حوكم "عرابى" وقادة الثورة العرابية وتم الحكم عليهم بالنفى لجزيرة "سرنديب" سريلانكا حاليا.
ويحل اليوم علينا ذكرى محاكمة قادة الثورة العرابية، وترصد "الفجر" أبرز الأقوال المأثورة لهؤلاء القادة وكذلك قصصهم الحياتية التي تزامنت مع أحداث الثورة.
أحمد عرابي
وهو من مواليد محافظة الشرقية عام 1841، وعين وزيرًا للدفاع أو الجهادية في وزارة "البارودي"، وساندته شخصيتان، الأولى هي السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي أخذ يتصل بأحمد عرابى سرا ويشجعه على الوقوف بوجه التدخل الأوروبي وبوجه الخديوي، أما الشخصية الثانية هي الخديوي توفيق، وتم نفيه بعد هزيمته في معركة التل الكبير، وعاد بعد 18 عام بسبب مرضه.
بداية من الأقول المأثورة لـ"عرابي"، لقد خلقنا الله أحراراً، ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً؛ فوالله الذي لا إله إلا هو لا نُورَّث ولا نُستعبَد بعد اليوم، وتلك المقولة أعلنها في وجه الخديوي عندما رفض مطالبه قائلًا: " هذه الطلبات لا حق لكم فيها وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائى وأجدادى، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا".
سامي البارودي
سامي البارودي، وهو من محافظة البحيرة، وعين رئيسًا للوزراء، لكنه لم يستمر في المنصب طويلاً، فخرج من الوزارة بعد تقديم استقالته في 22 أغسطس 1881؛ نظرًا لسوء العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء، الذي أساء له عند الخديوي.
وحوكم "الباردوي" مع "عرابي" ورفاقه وتم نفيه 17 عامًا أيضًا، وأصيب بالعمى بعد أن تم تعذيبه، ليعود إلى مصر مرة أخرى لكنه ترك العمل السياسي واتجه إلى الشعر لأنه شاعر في الأساس ولكن طموحه هو الذي وصله إلى المهام العسكرية، وتوفي لبارودي في 12 ديسمبر 1904م.
ومن الأقوال المأثورة لـ"البارودي"، " يا قلب صبرا جميلا إنه قدر .. يجري على المرء من أسر وإطلاق , لا بد للضيق بعد اليأس من فرج .. وكل داجية يوما لإشراق، وهي من الأقوال المأثورة التي عرفت عنه عندما كان في المنفي بجزيرة "سرنديب".
عبدالعال حلمي
وهو من مواليد قرية أبو مشهور بمركز بركة السبع محافظة المنوفية و التي كانت تابعة حينها لمركز السنطة بمحافظة الغربية، وكان من أشد المساندين لـ"عرابي"، و توفي عبد العال باشا حلمي في منفاه بجزيرة سرنديب سنة 1891.