قوات الدفاع الجوي.. "حراس الجو" (تقرير)
منظومة متكاملة وعمل متواصل داخل مركز تدريب قوات الدفاع الجوى في دهشور، من أجل تأهيل البطل المقاتل المنضم حديثا إلى صفوف القوات المسلحة، فحماية تراب الوطن والدفاع عن حدوده شرف ووسام على صدر كل مصري.
وتعتبر قوات الدفاع الجوي أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة، وهي المسؤولة عن حماية المجال الجوي المصري ضد أي هجمات جوية معادية.
أنشأت قوات الدفاع الجوى طبقاً للقرار الجمهوري الصادر في 1 فبراير 1968 الذي نص على إنشاء قوات الدفاع الجوي كفرع رئيسي ثالث للقوات المسلحة بجانب القوات الجوية والقوات البحرية، وكقوة رابعة بجوار القوات البرية والبحرية والجوية، حيث كانت تعمل سابقا كجزء من سلاح المدفعية وتحت القيادة العملية للقوات الجوية.
وبدأت مصر في تكوين أول نواة للمدفعية المضادة للطائرات عام 1938 وكانت فرعا من فروع قوات المدفعية.
والفريق محمد علي فهمي هو أول قائد لقوات الدفاع الجوى، حيث تم تعيينه في 23 يونيو 1969، والذي تحمل على عاتقه مهمة إعادة تنظيم القوات وتدبير الكوادر وتدريب الأفراد والارتفاع بمستواهم التعبوي والتكتيكي والفني، مع تكوين قاعدة تكنولوجية عريضة قادرة على استيعاب أسلحة الدفاع الجوي الحديثة في أسرع .
ويقول الجندي المقاتل جلال صلاح سالم، إنه على مدار 35 يوما هي مدة تواجده في مركز التدريب بدهشور، غيرت حياته بشكل كامل، حيث تعلم الخطوة الرئيسية في النجاح بأي مجال وهى "الالتزام والانضباط".
وأضاف جلال –وهو خريج كلية التجارة جامعة القاهرة-: "كنت أشعر بالخوف قبل الدخول إلى مركز التدريب، فقبل الانضمام إلى الخدمة في القوات المسلحة كنت أسمع العديد من الشائعات التي تجعلك تخشي الانضمام، ولكنني غيرت وجهة نظري نهائيا بعد الأسبوع الأول، لأنني وجدت عكس ما سمعت، فوجدت معاملة جيدة، واهتمام بالرياضة والتأهيل البدني، والجسماني، والاهتمام أيضا بتزويد المجندين بالمعرفة، والثقافة".
وأعرب عن أمله في تحقيق الازدهار والتقدم إلى مصر، وأن يتمكن الجيش المصري الذي أصبح الآن هو أحد أفراده في القضاء على إرهاب نهائيا.
أما الجندي المقاتل عمرو موسى محمد –خريج هندسة شبرا– فيؤكد أن حماية الوطن شرف للجميع، مشيرًا إلى أنه تعلم خلال فترة تواجده بمركز تدريب الدفاع الجوى الانتقال من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية.
وأضاف أن الانضباط والالتزام، هي الصفات التي يجب أن يتخلى بها الجندي المقاتل، خاصة أن هذه هي صفات القادة الذين يتعامل معهم، مشيرا إلى أنهم قدوة في الالتزام وتنفيذ الأوامر.
وأشار إلى أن التعامل يتم باحترام مع المجندين الجدد، ولا يوجد أي معاملة سيئة، فاتباع الأوامر وتنفيذ التعليمات خطوة هامة فى جميع المجالات.
ويستقبل مركز تدريب الدفاع الجوى الشباب المقبلين على التجنيد، حيث يبدأ الفرد المقاتل الجديد في معرفة حقوقه ووجباته فور دخوله مركز التدريب عن طريق "التلقين الأمني"، ثم بعد ذلك يتم صرف وجبات خفيفة للقادمين من مسافات بعيدة، ثم الخضوع للكشف الطبي، واستلام المهام الخاصة به، ثم يتحرك إلى الكتيبة التابع لها.
ويتم تطعيم الفرد المقاتل المستجد من أمراض الكوليرا و الالتهاب السحائي، والأمراض الجلدية.
ويتم العمل على رفع الروح المعنوية للفرد المقاتل المستجد ، لأنها تعتبر النواة الرئيسية لتشجعه على التعلم وتنفيذ كافة المهام .
ويبدأ يوم الفرد المقاتل في مركز تدريب قوات الدفاع الجوى من الساعة الرابعة والنصف صباحا، حيث يشارك في الطابور اللياقة من الساعة السادسة وحتى الثامنة صباحا، ثم بعد ذلك يذهب إلى الاستحمام والفطار وارتداء الزى العسكري.
ويخضع الفرد المقاتل إلى العديد من البرامج التعليمية، حيث يتم تنظيم ندوات علمية وتثقيفية للتوعية، مثل التوعية من مخاطر المخدرات، حيث يتم دعوة العلماء والمثقفين مثل الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق والشيخ أسامة الأزهري للتوعية الفرد المقاتل الجديد، ولا تعتبر التوعية من الناحية الدينية فقط، بل يتم دعوة أطباء ومتخصصين لشرح إخطار المخدرات.
ويعتبر شعار " قيمة الإنسان في عمله" هو شعار يعتمد عليه مركز تدريب قوات الدفاع الجوى، في توعية الفرد المقاتل الجديد، وتأهيله ليكون مستعدا دائما لحماية ترب الوطن.
وتعتبر مدة التدريب هي 45 يوما، فبعد تلك الفترة وإنهاء يتم تنظيم حفل نهاية التدريب، وتقديم عرضا عسكريا ورياضيا يظهر المهارة فى الميدان.
وبقول مساعد أول سعيد حسن محمود إن وظيفته هي استقبال نماذج المستجدين، موضحا أن أي مشكلة تواجه الفرد المقاتل المستجد مثل رغبته في استكمال الدراسات العليا التقدم في اختبارات لأي جامعة، يتم التقدم بها وتقديمها إلى قائد مركز التدريب، ويتم الموافقة على حل مشكلة الفرد المقاتل.
وأوضح أنه يتم تنظيم أجازات وزيارات لأهالي الأفراد المقاتلين الجدد، كما يوجد أمكانية الاتصال بالأهالي يوميا.
وفى سياق متصل يقول خالد محمود منصور -خريج خدمة اجتماعية- إنه تعلم خلال فترة 35 يوما قضاها بمركز تدريب قوات الدفاع الجوى حتى الآن أهمية القوة البدنية والذهنية والشجاعة، مشيرا إلى أنه هناك لقاءات مع القادة للنقاش في المخاطر التي تهدد الأمن القومي المصري.
وأوضح أن هناك فترة ترفيه، حيث يتم فتح صالات الألعاب، فضلًا عن شاشة عرض يبلغ حجمها 200 بوصة لمشاهدة مباريات كرة القدم والأفلام الوثائقية والمسابقات التي يتم تنظيمها.
وأشار إلى أنه يوجد "كبائن" لإجراء المكالمات الهاتفية والاتصال بالأهالي للاطمئنان عليهم، كما يوجد اهتمام بالنواحي الصحية للفرد المقاتل.
وأوضح أن يفضل لعب البلياردو، ولعبة الدومينو في وقت الراحة، مع زملائه في مركز التدريب.
ويضم مركز تدريب قوات الدفاع الجوى مجمعا ترفيها كبيرا يشمل كافتيريات، وصالات للبلياردو، والبينج بونج، والموسيقى، والرسم، ومركزا للتصوير، والألعاب الرياضية.
ويقول زياد طارق فراج -خريج تجارة إنجليزي جامعة القاهرة- إنه تعلم الانضباط والالتزام، بداية من الاستيقاظ من النوم مبكرا وحتى إنهاء يومه.
وأوضح أنه لا يوجد أي مشكلة في التواصل بالأهالى فهناك كبائن لإجراء المكالمات بكروت، وتليفونات أخرى بنظام المدة ، موضحا أن المعاملة جيدة داخل مركز التدريب.
وأضاف أن أصعب ما تعرض له منذ وصوله مركز تدريب القوات المسلحة هو الانتقال من الحياة المدنية إلى العسكرية، ولكن هذا سرعان ما تم التعود عليه بعد الأسبوع الأول له بمركز التدريب.
وأشار إلى أن الالتزام هو الصفة المهمة التي يجب أن يتمتع بها الفرد المقاتل، فعندما تلتزم تصبح جميع الأمور فى غاية السهولة.
وتمتلك مصر منظومة حديثة للدفاع الجوي تتميز بالتسليح متنوع المصادر والذي ينقسم ما بين الصواريخ المضادة للطائرات بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى والمدفعية المضادة للطائرات ومنظومات الإنذار المبكر والرادارات.
وتحتفل قوات الدفاع الجوي بعيدها في يوم 30 يونيو من كل عام، وهو اليوم الذي سطر فيه رجال الدفاع الجوي المصري واحدة من أعرق المعارك العسكرية المصرية عام 1970، حين قاموا بإنشاء حائط الصواريخ الحصين.
