بعد رحيل فيديل كاسترو.. هل ستعود العلاقات الكوبية الأمريكية إلى الصفر على يد "ترامب"؟

عربي ودولي

كاسترو - أرشيفية
كاسترو - أرشيفية


اندلعت موجة من التصريحات اليوم، إثر الإعلان عن رحيل الزعيم الكوبي "فيدل كاسترو"، الذي يعد من أهم رجال الدولة الكوبية، وزعيم ثورتها، وجاءت هذه التصريحات معظمها من باب نعي كاسترو، حيث عبّر العديد من زعماء دول العالم على هذا النحو، لكن وكالعادة لم يستطع رئيس الولايات المتحدة الجديد، دونالد ترامب، أن يضع لسانه في فمه، بل بادر هو الآخر بتصريح وصف بالغريب، الغير ملائم.

ترامب " فيدل كاسترو مات"
كان هذا ما عبّر به "دونالد ترامب" بعد سماعه نبأ رحيل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، حيث قال اليوم السبت معلقاً على وفاة كاسترو بقوله "فيدل كاسترو مات"

هذا التعبير الذي وصف بأنه واقع في "الأوفسياد" ربما يرجع إلى تهديد ترامب الذي أبرزه خلال حملته الانتخابي،ة والذي يفصح كثيرا عن مواقفه المستقبلية تجاه العديد من القضايا، ومنها القضية الكوبية الأمريكية، التي أكد بشأنها أنها سيوقف توجهاتها التي قام بها باراك اوباما على مدار الفترات السابقة، والتي شهدت تحسنا في العلاقات بين الجانبين بعد مشكلات تاريخية قوية.

جذور الخلافات بين أمريكا وكوبا
وتعد العلاقات الكوبية الأمريكية من أكثر العلاقات المتوترة تماما، حيث لعبت كوبا دورا إيجابيا كبيرا ضد الولايات المتحدة، لصالح الاتحاد السوفيتي ائنذاك، وذلك عن طريق فيدل كاسترو الذي سبب رعبا للولايات المتحدة الأمريكية، بعد نقله الصواريخ السوفيتية النووية إلى كوبا، وسرعان ما اكتشفت الولايات المتحدة ذلك، والذي كان بمثابة تهديد كبير لها، إلا أنها استطاعت أن تتحاشاه، وانتهت الأمور برضوخ الاتحاد السوفيتي بإزالة هذه الصواريخ، شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا، والتخلص من الصواريخ البالستية الأمريكية في تركيا.

جهود باراك اوباما في التصالح
واستطاع باراك أوباما أن يذيب الكثير من جبال الجليد بين أمريكا وكوبا بعد مشكلات كثيرة امتدت عبر فترات التاريخ، حيث استطاع أن يجري زيارة  تاريخية إلى كوبا في شهر مارس الماضي، وأراد أن يقنع الكونجرس الأمريكي أن يرفع الحظر نهائيا، إلا أنه فشل بسبب السيطرة الجارفة من قبل أعضاء الحزب الجمهوري.

تساؤلات
وتبرز العديد من التساؤلات خاصة بعد تعليق ترامب اليوم، الذي أعقب وفاة الزعيم الكوبي، حول نيته في عرقلة التقدم الذي أحرزه أوباما مع كوبا في العلاقات، وهل ستدخل العلاقات حربا باردة في الأيام المقبلة؟

من المستبعد أن تتدهور العلاقات
الدكتور "محمد حسين" أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشأن الدولي، أكد أنه من المستبعد أن يكون هناك تراجعا في الخطوات التي اتخذها أوباما في العلاقات مع كوبا.
 
وأضاف حسين في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الدول اللاتينية تمارس ضغوطات كبيرة للغاية للعمل على رفع الحظر عن كوبا، وأن هذا لعب دورا كبيرا في تقدم العلاقات بين كوبا وأمريكا، مبينا أن المصالحة هذه لم تكن من قبل أوباما وإنما جاءت بضغوطات من الدول اللاتينية.

وعن تصريحات ترامب العدائية ضد كوبا، أوضح أستاذ العلوم السياسية ، أنه لن يكون هناك تراجعا أيضا في العلاقات، باستثناء إذا حدثت بالفعل تحركات عدائية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة ليست في مصلحتها بالأساس أن يكون لها خصام مع كوبا والدول اللاتينية.

من المبكر الحكم على شكل هذه العلاقات
من جانبه أكد الدكتور "أشرف بيومي" الكاتب والمحلل السياسي، انه من الممكن أن تشهد بعض الاحتكاكات فيما بين الطرفين في الأيام المقبلة، إلا أنه من المبكر أن يكون هناك حكما على شكل هذه العلاقات التي سترسم ملامحها الجديدة في المستقبل، بعد تولي ترامب الرئاسة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن اوباما لا يزال يحكم وليس لترامب إلا التصريحات فقط في تلك الآونة، موضحا أن مدار هذه العلاقات يأتي على المؤسسات الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يتحكم بها رئيس الدولة بمفرده.

وذكر أن شخص الرئيس لا يؤثر كثيرا أمام قرارات المؤسسات الداخلية الأمريكية، حيث أن الرئيس يعد جزءا صغيرا، ولا يستطيع أن يتحدى هذه القرارات المؤسسية.

تصريح ترامب عنتري وليس له قيمة
كما أكد "جمال أسعد" المفكر السياسي، أن العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة شهدت توترات كبيرة على مدار فترات كبيرة، لافتا إلى أن فيديل كاسترو، وهو الزعيم الكوبي الذي رحل اليوم كانت له صولات وجولات ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وحقق حينها انتصارا كبيرا في مواجهة أمريكا.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن أمريكا عادت لتمديد علاقاتها مع كوبا وهي تريد ذلك، انطلاقا من مصالحها في تلك المنطقة، قائلا هذه التغييرات جاءت نتيجة تغيير السياسات الدولية والحرب الدولية التي تحدث بين القوى الدولية خاصة روسيا والولايات المتحدة.

وشدد أسعد، أن تصريحات ترامب بالعمل على عرقلة العلاقات مع كوبا والرجوع إلى الوراء، ليس لها علاقة بالواقع على الإطلاق وأن هذه التغييرت لا يمتلكها، واصفا تصريحاته بالعنترية الجوفاء