شاب غزّي يعكس معاناة الفلسطينيين بأعواد الكبريت (صور)
واقع مرير يعيشه سكان قطاع غزة، لكن هذا الواقع كان دافعاً لكثير من الشباب لكي يبدعوا رغم المعاناة، قاهرين كل الصعاب التي تواجههم من بطالةٍ وحصار وأحوال اقتصادية واجتماعية صعبة.
ويسكن قطاع غزة أكثر من 2 مليون نسمة، وسط حصار إسرائيلي تجاوز سنواته العشر، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية بشكل كبير، إضافة إلى التدهور الكبير في البنية الأساسية للقطاع.
محمد سلام، أحد هؤلاء المبدعين الذين قرروا أن يحولوا المعاناة إلى فنٍ يسلط الضوء على ما يقاسونه من مرارة عيشٍ، فجمع بين الفن التشكيلي والتصوير واستخدام أعواد الثقاب ليبتكر فنه الخاص، لافتاً الأنظار إلى حجم الإبداع المدفون في غزة.
في غرفته البسيطة التي حولها إلى مكان للرسم واستديو فوتوغرافي، ترى العديد من اللوحات المصنوعة بأعواد الثقاب، التي جمع محمد عدداً كبيراً منها، ليصور الحياة في غزة بفنٍ جديد.
ويقول محمد سلام إن فكرة استخدام أعواد الثقاب جاءت بمحض الصدفة، حيث أنه رأى أخاه الأصغر يلعب بها أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وحينها لمعت الفكرة في رأسه لاستخدامها في لوحات فنية.
ويعاني قطاع غزة من أزمة انقطاع التيار الكهربائي منذ سنوات، حيث أن شركة تزويد الكهرباء لا تستطيع توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات، مما أدى إلى انقطاع التيار بشكل مستمر يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من اثنتي عشر ساعة في اليوم.
وأضاف سلام "تخرجت من الجامعة بشهادة البكالوريوس في العلاقات العامة والإعلام، ولكن لسوء الحظ لم أستطع الحصول على وظيفة، وكانت موهبتي الأساسية هي التصوير، ونظراً للكم الكبير من الشباب العاطلين عن العمل في غزة، قررت أن أصنع شيئا خاصا بي من خلال الفن التشكيلي والتصوير".
وعن طريقة صناعة لوحاته، أشار سلام إلى أنه يقوم برسم لوحته التي يستنبطها من الواقع الفلسطيني، ثم يقوم بقص أعواد الثقاب بأدوات بسيطة لكي تتناسب مع لوحته، بعد ذلك يقوم بإلصاق هذه الأعواد بشكل فني، ويستخدم كاميرا فوتوغرافية لتصوير أعماله بطريقة جذابة، قبل أن يقوم بعرضها.
ونوّه سلام إلى أن جميع اللوحات التي يقدم على صناعتها تعبر عن المشاكل والأزمات التي تمر بها غزة، من بطالة، وانقسام داخلي، وأزمات معيشية وصحية، وصراع الفقراء في سبيل نيل لقمة العيش، مضيفاً، "أطمح من خلال فني إلى المشاركة في معارض فنية وعالمية لإيصال صوت الشباب الغزي المقهور وابداعه في ذات الوقت".
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد العاطلين عن العمل في فلسطين بلغ 384.9 ألف فرد، بواقع 218 ألفاً في قطاع غزة و166.9 ألفاً في الضفة الغربية.