مرصد الإسلاموفوبيا: الرغبة في التغيير دفعت الغرب إلى تأييد اليمين المتطرف
حذر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية،
من صعود تيار اليمين المتطرف في الدول الغربية، وذلك عبر ترويج خطاب معادٍ للإسلام
والمسلمين في تلك الدول، مما يعود بآثار سلبية على التواجد الإسلامي هناك، مشيرًا إلى
أن اليمين المتطرف يرى في معاداة الأجانب والمسلمين نقطة قوة تضاف لصالحه في منافساته
للوصول إلى سدة الحكم.
وأوضح المرصد أن انتشار ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين
في الدول الغربية، والتأييد الواسع لليمين المتطرف يعود إلى الرغبة الجامحة لدى الرأي
العام الغربي في تغيير الأوضاع الراهنة واحتجاج الغربيين على السياسات السابقة والأحزاب
التقليدية التي تسببت في الأزمات الاقتصادية والسياسة، كل هذه الأمور تدفع شعوب تلك
الدول إلى تأييد التيار اليميني المتطرف الذي ربما يحقق التغيير المنشود علي حد زعمهم.
ولفت مرصد الإسلاموفوبيا إلى أن هذه الظاهرة برزت
من خلال تصويت البريطانيين على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وفوز المرشح الجمهوري
دونالد ترامب بتأييد من اليمين الأمريكي، كما يتوقع المحللون كذلك صعود الأحزاب اليمينية
المتطرفة التي تحمل أجندات معادية للمهاجرين في عدد من الدول الأوروبية.
وأكد المرصد أن ظاهرة صعود اليمين المتطرف ربما
استحوذت على الساحة السياسية مؤثرة على التوجه العام للشارع خاصة في أوروبا والولايات
المتحدة، ما أدى إلى وجود اعتداءات كثيرة على المسلمين والمساجد وانتشارها على نطاق
واسع.
وعلى الرغم
من أن الإسلام – يتابع المرصد – أصبح جزءًا من المشهد السياسي والمجتمعي في
العديد من الدول الغربية، إلا أن صعود اليمين المتطرف يمكن أن يعود بالضرر على العرب
والمسلمين بصورة كبيرة، وربما يتم تقديم الجاليات المسلمة هناك ككبش فداء أو ذريعة
لتبرير بعض السياسات المتطرفة والسلوكيات المنحرفة، أو صعود بعض القوى المناهضة لوجود
الأقليات غير الغربية.
ودعا مرصد الإسلاموفوبيا الدول الغربية إلى تطوير
برامج وقائية لمكافحة هذه التيارات المتطرفة، والعمل على صياغة استراتيجيات توعوية
مناهضة للتطرف والجنوح نحو العنف الذي تدعو إليه تلك التيارات، فضلاً عن نزع الاحتقان
بين عناصر المجتمع، ذلك أن التطرف لا يؤدي إلا إلى زعزعة الاستقرار، وانفراط العقد
الاجتماعي في تلك الدول.
شدد المرصد أن مسلمي الدول الغربية جزء لا يتجزأ
من النسيج الوطني لتلك الدول مؤكدا علي قدرتهم في تحقيق الاندماج الإيجابي في المجتمعات
الغربية، الذي يجمع بين الحفاظ على الشخصية الإسلامية من جانب، وممارسة المواطنة الصالحة
من جانب آخر، خدمةً للصالح العام، وتحقيقًا لمبادئ الأمن والانسجام والازدهار.