طبيب يعطي جرعة مخدر زائدة لمريض بالمستشفي الجامعي بالمنوفية.. والأب: ابني في غيبوبة كاملة من 10 أيام (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


تعددت حالات الأخطاء الطبية داخل أشهر الصروح الطبية بمحافظة المنوفية، المستشفى التعليمي بشبين الكوم أو "القصر" كما يطلق عليه الأهالي، فلم تعد شكاويهم تقتصر على انتشار الصراصير أو سوء الخدمة بالمستشفى أو نقص الأدوية وشرائها من الخارج، فالأمر أصبح وثيق الصلة بأخطاء كارثية فى التشخيص وإعطاء أدوية خاطئة تُفضى للموت.

حالة جديدة من الإهمال الطبى طالت شاب لم يبلغ من العمر الـ 16 عام (يحيي على محمد سليم - مقيم بقرية زوير بشبين الكوم)، ساقه حظه العسر الى المستشفى التعليمى بشبين الكوم، على أمل اسعافه من كسر فى عظمتى الساعد الأيمن، تعرض لها أثناء عمله فى ورشة خراطة بشبين الكوم، وأشار الأطباء الى ضرورة إجراءه عملية جراحية لعمل "مشبك" لربط العظام ببعضها وسيخرج بعدها بوقتٍ ليس بالكثير.

 أسرة الشاب فى حالة رعب.. والممرض "معلش يا جماعة بنفوق فى الحالة"
 
في هذه الأثناء، كانت أسرة الشاب الصغير تهرول الى المستشفى عقب علمهم بإصابته، وتابعوا وقت دخوله للعمليات، بل والتقطوا له صورة قبل دخوله بدقائق، جل ذلك جرت أحداثه فى يوم الأحد الموافق 13 نوفمبر من الشهر الجارى.

يقول شقيقه الأكبر (محمد على محمد سليم)، أنه تم الكشف على الحالة من قبل اطباء نبطشية يوم الاحد، أعقبها عمل الاشاعات اللازمة، وإتضح ان عظمتى الساعد مكسورتان وتم تجهيزه لدخوله العمليات فى ذات اليوم، وبالفعل دخل "يحيى" لغرفة العمليات الساعة الثانية عشر منتصف الليل، وكان معه اثنان آخران وخرجا خلال ساعتين لا اكثر.

يتابع "محمد" حديثه.. (اندهشنا من تأخير اخويا فى غرفة العمليات، ونظراتنا لبعض برا اوضة العمليات فيها قلق، فسألنا الممرضين عن السبب، قالولنا "معلش يا جماعة بنفوق فى الحالة" فضلنا كمان ساعتين واقفين على نار ومفيش جديد، فسألنا تانى الممرضين، قالولنا "هاتو بطانية عشان نخرج الحالة").

 "بعد الخطأ الفادح للأطباء أثناء اجراء العملية".. طالبوا أسرته بالتوقيع على ورقة تخلى مسؤوليتهم!
 
خرج الممرض من غرفة العمليات مرة ثانية - وكأنة تلقى امرًا من طبيب بتنفيذ شيئًا ما - وطلب من والد "يحيى" التوقيع على ورقة قائلًا "لوسمحت ياحج الدكتور بيقولك إمضى على الاقرار دا لانك كان المفروض تمضى عليه قبل العملية"، ولم يكن هناك مفرًا للاب المسكين غير التوقيع على الإقرار، فولده الصغير داخل العمليات وجسده فى أيادى الأطباء، بعدها أخذ الممرض الورقة ودخل بها الى الأطباء القائمين على العملية.

 طبيبة العناية "أنا غير مسؤولة والحالة جايلنا حرجة جدًا"
 
يوضح الأب "يحيى محمد سليم" تفاصيل ما حدث، ويؤكد أنه كان يتعامل بـ "صفو نية"، فساعات التوتر والخوف كانت المتحكمة فى تصرفاتهم، واستكمل.. (وبقينا مجددًا فى ساعات انتظار لا تنتهى على أبواب العناية، وفى الثامنة صباح اليوم التالى، تفاجئنا بطبيبة العناية تخبرنا "ياجماعة انا غير مسئولة عن اللى حصل فى العملية وغير مسئولة عن اللى ممكن يحصل بعد كدا انا بحاول انقذ الحالة لان الحالة بتاعتكو جايلنا حرجة جدًا جدًا.. فادعولها").

بالطبع صُعقنا مما تقوله الطبيبة، وذهبنا لجميع الجهات المختصة بالمستشفى كى نعرف ما يحدث حولنا من مفاجئات، فكشف لهم نائب المدير عن مفاجئة لأول مرة تسبب فيها طبيب التخدير، عقب اعطاءة المريض جرعة مخدر زائدة ادت لنقص غاز الاكسجين فى المخ، واحدثت تسرب وتبخير مياه على المخ، ودخلت بعدها الحالة فى غيبوبة كاملة إثر حدوث دمور فى خلايا المخ وعدم توافق غازات فى الدم وتشنجات قاصية.

رئيس الجامعة يؤكد متابعته للحالة.. وادارة المستشفى "وقعنا عقوبة 3 شهور عالطبيب ودى اقصى حاجة"
 
من جانبه، صرح رئيس جامعة المنوفية معوض الخولى، أنه يتابع حالة "يحيي" يوم بيوم، ووجه بتوفير أخصائى ليتابع حالته، خلال الساعات القادمة، مؤكدًا على توفير اللازم لانقاذ الحالة، وأشار الى أن المستشفى الجامعة يتوفر به أشعة الرنين المغناطيسى، وكل ما تردد عن عدم توفرة غير صحيح.

وأضاف نائب مدير المستشفى أنه قرر توقيع عقوبة 3 أشهر على الطبيب الخاص بالتخدير "مصطفى ذكي طاحون"، منوهاً الى أن ما اتخذه هو أقصى عقوبة متاحة، ومن حق الأسرة تقديم شكاوى آخرى.

وناشد أهالي المريض كل مسؤول يستطيع المساعدة فى انقاذ الحالة بالتدخل، حيث لا يزال "يحيي" قابع على جهاز التنفس الصناعى بين الحياة والموت "حتى ساعة كتابة هذا التقرير".