اليمن: سجون الحوثيين في إب.. 8 حالات وفاة تحت التعذيب
تتكشف الكارثة على اليمن وأبناءه منذ أن سيطرت المليشيا على أجزاء منه ومحاولتهم تقسيمه.
ويظهر حجم الكارثة الطبيعي مع توالي الأيام وتتضح الصورة المغطاة، من خلال جرائم كثيرة تمارسها مليشيات الحوثي وقوات صالح الانقلابية بحق أبناء الشعب اليمني عامة ومحافظة إب خاصة.
وهنا سنركز على جريمة "تعذيب المختطفين حتى الموت"، التي بدأت تظهر للعلن وتتبدى تفاصيلها كل يوم بشكل أوضح.
وسجلت بعض التقارير الحقوقية ما يقارب الـ "70 " حالة تعذيب حتى الموت لمختطفين في سجون مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية منذ انقلابها على النظام في سبتمبر 2014م، بحسب مركز الإعلام للمقاومة.
تعذيب حتى الموت
في محافظة إب برزت ظاهرة تعذيب المختطفين حتى الموت في وقت متقدم ،لكن الظاهرة لم تحظى بتغطية إعلامية تتوافق وحجم الظاهرة والجريمة ففي 31 أغسطس من العام 2015م ،عثر مواطنون من أبناء مديرية الرضمة جثثاً للمواطن (عبدالكريم محسن القحف) ونجله الشاب(المقداد عبدالكريم القحف)مرمية على قارعة الطريق في جبل "شيزر" بعزلة الصبار،وعليها آثار تعذيب.
وأشارت المعلومات يومها بأن "القحف ونجله" تعرضوا لعمليات تعذيب وصلت حد الموت داخل سجون مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بمدينة يريم وسط اليمن.
وكانت مليشيات الحوثي قد اختطفت المواطن "القحف" ونجله من منزلهما عقب اجتياحهما المديرية في أغسطس 2015م وأودعتهما في سجن خاص بهم في مدينة يريم ومارست بحقهما عمليات تعذيب كبيرة حتى الموت قبل أن تقوم برمي جثتيهما على قارعة الطريق في جبل "شيزر".
وفي 7 فبراير 2016م وصل نبأ وفاة الشاب(مجاهد محمد حمد الزيدي)من أبناء مديرية بعدان في سجن الأمن السياسي بعد (47)يوم من اختطافه هو وشقيقيه من قبل مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وإيداعهم سجن الأمن السياسي الذي اتخذته مليشيات الانقلاب سجناُ لمعارضيها.
وقالت أسرة"الزيدي" بأن الشهيد تعرض لعمليات تعذيب واسعة أدت إلى وفاته في ثالث أيام اختطافه،وان المليشيات ظلت متسترة على نبأ وفاته قرابة الشهر ونصف الشهر،قبل أن تفاجأ الأسرة بنبأ وفاته متعذرة بإصابته بنوبة قلبية،وهو الأمر الذي كذبه شقيقيه اللذان اختطفا معه ،حيث أكدا تعرض شقيقهما لعمليات تعذيب واسعة أدت إلى وافته.
وفي 24 فبراير 2016م ،توفي الشيخ (محمد زيد السبل)تحت التعذيب بعد يوم من اختطافه من مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مديرية القفر شمال غرب محافظة إب.
وظهرت على "السبل" عمليات تعذيب بشعة بعد استلام جثته التي بقيت محتجزة لدى المليشيات لأيام قبل أن تسلمه إلى ذويه جثة هامدة وعليها آثار تعذيب بالغة.
وفي شهادة قيدتها منظمة رصد قال أحد أقارب الشيخ "السبل" :"أن مليشيا الحوثي عندما خطفت ابن عمي محمد زيد السبل في مديرية القفر قامت بتقيده وسحله حيا ووصلت بهم بشاعة التعذيب إلى قطع عضوه التناسلي (ذكره) ونحن أولاد عمومته نعرف المجرمين وقادتهم ".
وفيات في المستشفيات تعرضوا للتعذيب
ووفق مصادر حقوقيه ،فإن مليشيات الانقلاب مارست عمليات تعذيب واسعة بحق مدنيين تم اختطافهم وتعذيبهم حتى استياء حالتهم ونقلهم بعد ذلك إلى المستشفى حيث يفارقون الموت هناك.
ففي 14 سبتمبر 2015م توفي المواطن(محمد دحان الجماعي) في مستشفى الثورة العام بالمحافظة وتم إيداع جثته في ثلاجة المستشفى بعد حوالي شهر من اختطافه،حيث تفاجأ أهله بخبر وفاته ووجوده في ثلاجة المستشفى بعد 27 يوم من اختطافه.
وبحسب أسرة "الجماعي" فإن المليشيات الانقلابية عذبت والدهم حتى استاءت حالته وتم نقله إلى المستشفى لكن بعد أن وصلت حالته إلى مرحلة الميؤوس منها وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة ما اضطر المليشيات إلى إيداعه في ثلاجة الموتى.
المصادر أفادت بأن الأهالي استلموا جثة "الجماعي" وشاهدوا عليها آثار تعذيب بالغة.
وفي الـ 2 من أغسطس الماضي توفي الأستاذ (عادل عبد الملك الحسني) في أحد المستشفيات بعد شهر من المعاناة مع المرض الذي تفاقم أثناء تواجده في سجون مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
حيث أكدت مصادر من أسرة "الحسني" بأنه تعرض لعمليات تعذيب شديدة أدت إلى إصابته بعدد هائل من الأمراض من بينها فشل في القلب وفشل في وظائف الكبد والسكر والضغط ،أدت جميعها إلى وفاته.
شهود عيان نقلوا عن "الحسني" تعرضه لعمليات تعذيب كبيرة أثناء فترة اختطافه حيث ذكر"م.ع" بأن الحسني تعرض للتعذيب قائلاً"تم تعذيبه بكل أنواع العذاب كانوا يعذبوه و يغمى عليه ثم يعاودوا بعد أن يفيق وهكذا كل يوم، بعد خروجه من السجون الخاصة تعرض لكل الأمراض بسبب التعذيب فشل في القلب وتعطيل وظائف الكبد . السكر. الضغط ـ ضيق في التنفس حتى توفي.
وأضاف"م.ع" بأن الشهيد تعرض للتهديد بالقتل فور خروجه حال إفصاحه عن عمليات التعذيب التي تعرض لها،مؤكداً بأنه شاهد آثار التعذيب على جسد "الحسني" بعد خروجه من سجون المليشيات قائلاً"طلبت من الشيخ عادل الحسني رحمة الله عليه عند خروجه من السجن تصوير آثار التعذيب على جسمه رفض أن أصوره كان ظهره كامل اسود وكذلك صدره وبطنه كلها اسود من التعذيب هذا الذي رايته بعيني ويكاد جسمه كامل تعرض لتعذيب".
وقبل أيام وبالتحديد في 7 من الشهر الجاري توفي المواطن (عادل محمد عبده مصلح سلام) ـ 39 سنة ـ من أبناء منطقة وراف بجبلة في أحد مستشفيات المدينة بعد يوم من خروجه من سجون مليشيات الحوثي وصالح بمنطقة الحوبان بتعز ،حيث اختطف ومكث في السجن لمدة خمسة أيام تعرض فيها لأبشع أنواع التعذيب كما روى ذلك أفراد من أسرته.
مواد سمية تودي بحياة المختطفين
في ال 5 من نوفمبر الجاري توفي قياديان في منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بالمناطق الوسطى بمحافظة إب ـ وسط اليمن ـ في ظروف غامضة، بعد أيام من الإفراج عنهما من معتقلات مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وقالت مصادر محلية بمديرية الرضمة ـ شرق إب ـ يومذاك أن القيادي في منظمة الاشتراكي في المناطق الوسطى ،وعضو اللجنة المركزية "مسعد أحمد الحدي"توفي في ظروف غامضة قبل أن يلحق به بعد ساعة رفيقه "حسن الأزنم".
المصادر أكدت بأن القيادي الاشتراكي ورفيقه توفيا في وقت متقارب ما يرجح إصابتهما بمادة سامة في وقت واحد.
مصادر حزبية في منظمة الاشتراكي رجحت إصابة القياديان بمواد خطرة او مسممة وضعت لهما في وجبة الطعام،فيما تتحفظ أسر الضحايا بإبداء أي معلومات.
وتأتي وفاة القيادي الاشتراكي ورفيقه بعد أيام من إطلاق سراحهما،حيث كانا يبقعان في سجون مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تعرضا داخلها لصنوف من أنواع التعذيب من بينها عملية التسميم المشار لها أعلاه.