سفن تدر ملايين الريالات وتقلقها أمواج كورونا
تستعد اللجنة السعودية للهجن المستحدثة أخيراً العودة بسباقات الهجن إلى واجهة اهتمامات المجتمع الرياضية، خصوصاً أنها متعلقة بالفرد العربي، إلى درجة أنه في المخيلة القديمة لا يُكاد يتخيل أن ترى عربياً من دون ناقته، إلا أن العصر الحديث حمل لـ"سفن الصحراء" فايروساً أراد لمُلاكها الابتعاد منها.
وتحاول اللجنة اليوم أن تستقطب الجمهور لهذه الرياضة، وأكد رئيس اللجنة الأمير عبد العزيز بن جلوي أن «الهجن» في المملكة تسير بخطوات ثابتة نحو الأمام لتطوير اللعبة، وإيجاد المنافسين لها، لافتاً إلى أهمية قرار «إنشاء اللجنة السعودية للهجن لتكون المرجعية الأولى للهجن في المملكة التي نتطلع إلى تحولها قريباً إلى اتحاد للهجن، يتبنى هذه الرياضة على مستوى العالم، ويُساهم في نشرها، والاهتمام بها واحدة من أقدم الرياضات التي تتقاطع فيها الرياضة والسياحة والثقافة والتراث الأصيل والتاريخ».
ومن شدة تعلق أبناء الجزيرة العربية بـ«الهجن» بلغ الأمر مع بعضهم أن هجروا وظائفهم للتفرغ لتلك الهواية الأصيلة التي قد تتحول إلى مصدر دخل يدر الملايين، فمن أجل «الهجن» هجر السعودي سليمان الجهني وظيفته العسكرية بعدما تأكد أن هوايته ستدر عليه عائداً مالياً يحقق له الاستقرار، وبالفعل صدقت رؤيته إثر بلوغ حجم أرباحه المالية من مشاركاته في سباقات الهجن أكثر من 12 مليون ريال.
وعمل الجهني بعد تفرغه لـ«الهجن» على إنتاج الإبل وشراء أنواع مختلفة منها، حتى أصبح يتابع من مقر إقامته في المدينة المنورة نتائج قطيعه في سباقات الهجن في مختلف ميادين المملكة ودول الخليج.
وفي حوار سابق أجرته «الحياة» مع الجهني قال إنه «بعد فترة وجيزة من احتراف هذا المجال، وبمدة زمنية أقل من ثلاث سنوات، حققت أرباحاً وصلت إلى 12 مليون ريال كان يستحيل علي تحقيقها في أي وظيفة»، موضحاً أنه كسب أكثر من 100 سيارة من خلال مشاركاته في ميادين الهجن.
وأجرى الجهني أغلى عملية بيع لـ«بكار» بمبلغ وصل إلى 2.5 مليون ريال، موضحاً أنه رفض بيع «بكره» بمبلغ يصل إلى 3.5 مليون ريال رغبة منه في استغلال إنتاجها، والحصول على إنجازات جديدة بواسطتها».
وفي هذا الإطار، نظم مهرجان «سفاري بقيق» الشهر الجاري فاعليات مضارب البادية التي نفذها الهجانة، بمشاركة 250 رأسا من الهجن المدربة، قدموا فيها عدداً من العروض والمسابقات المختلفة، وتمكن الزوار من المشاركة بركوب الهجن والخيل، إضافة للتعرف إلى فصائلها وأسعارها وأنوعها المختلفة.
ونظمت محافظة الطائف أواخر شهر تموز (يوليو) الماضي، منافسات سباق الهجن الـ26 للمصيف في ميدان السباق في العرفاء، استمرت ثلاثة أسابيع بواقع تسعة أشواط في كل أسبوع، وكانت فئات الهجن المخصصة للسباق هي: قعدان جذعان، وبكار جذعات، وقعدان ثنيان، وبكار ثنوات، وزمول، وسودانيات وحيل.
يذكر أنه في العام 2014 سرت إشاعات عن تضرر بعض مالكي الهجن في المملكة جراء إصابتها بفيروس «كورونا»، الأمر الذي نفاه رسمياً رئيس نادي الهجن في محافظة ينبع آنذاك مسعود الجباري، لافتاً إلى أن «ملاك الهجن الأصايل في ينبع غير مهتمين بالإشاعات التي تروج عن نقل الإبل للمرض، كونها غير رسمية ولم تصدر من جهة حكومية موثوقة».