هل ستتحقق المصالحة؟!.. خبراء يكشفون سر تدخل قطر وتركيا في عرض "الإخوان"
لا تزال المصالحة بين الإخوان وبين الدولة المصرية، في طور المناقشات، والحوارات المختلفة الكثيرة، فبين الحين والآخر، يخرج قياديا من جماعة الإخوان المسلمين، ويعرض التصالح بين الجماعة وبين الدولة المصرية، وسرعان ما تكتسح الساحة الكثير من التكهنات، حول هذه المصالحة وماهيتها، كما هو الحاصل الآن في أخر مبادرة للمصالحة، وهي التي طرحت بواسطة نائب مرشد الإخوان، إبراهيم منير.
الإخوان في عنق الزجاجة
كان هذا ما أشارت إليه صحيفة العرب اللندنية، التي أكدت أن نجاح دونالد ترامب، يعد من النكسات الكبيرة على جماعة الإخوان المسلمين، والتي أكدتها كل من تصريحات ترامب، وكذلك الكثير من مستشاريه، يأتي على رأسهم وليد فارس، الذي أكد أن ترامب ستختلف نظرته للإخوان عن أوباما، وأنه يعتبر هؤلاء إرهابيون، وبالتالي فإن هذا يفقد الإخوان الجانب الأمريكي ومساندته.
تركيا وقطر تتدخلان
الصحيفة أبرزت أيضا أن الإخوان وانطلاقا من فقدان الدور الأمريكي، في دعمهم، قامت كل من تركيا وقطر، بالتفكير في إيجاد حل ومخرج، فأوعزوا إلى نائب المرشد إبراهيم منير أن يطرح أمر المصالحة مع الدولة المصرية مرة أخرى، حسب المصادر التي أكدتها الصحيفة في تقريرها.
فيما أكدت الصحيفة أيضا أن هذه المبادرة التصالحية، بين الإخوان وبين الدولة المصرية، جاءت بضغوطات تركية قطرية، وذلك لإيجاد مدخل تتسلل منه كلا من أنقرة والدوحة، إلى القاهرة.
سر تدخل قطر وتركيا
وأفصحت الصحيفة، أن هذا الموقف المفاجئ لقطر وتركيا، جاء بسبب نجاح ترامب كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يدفع كلا الدولتين، أن تأخذ حذرها في إعادة تموضعهما مرة أخرى، مواكبة مع المواقف الجديدة للإدارة الأمريكية بزعامة ترامب، التي ستتخلى فيها عن حليفهم الإخوان.
تركيا وقطر يريدان فتح ثغرات جديدة هربا من ترامب
وفي سياق ما سبق أكدت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، والمتخصصة في الشأن الدولي، أن انتخاب دونالد ترامب كرئيس جديد للولايات المتحدة، قلب جميع الموازين في المنطقة إلى حد كبير، موضحة أن ترامب شديد التطرف، وإدارته ستكون مغايرة تماما لما قد سبقها.
بكر أضافت في تصريحات خاصة لـ"الفجر، أن المصالحة التي يطرحها الإخوان مع الدولة المصرية، موقفها الأساسي نابعا من تركيا وقطر، اللذين يريدا استباق الأحداث، وتحريك المياه الراكدة، بحيث يتجنبوا الكثير من ويلات الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث أنها بالتأكيد ستتخذ موقفا شديد السوء مع الإخوان المسلمين ومن يعاونهم كتركيا وقطر بالطبع.
ولفتت بكر، إلى أن الإخوان المسلمين يعيشون في أحلك ظروفهم تماما، وهو ما يجعل تركيا وقطر تحركان المصالحة بين الإخوان وبين الجانب المصري، مبينة أن الإدارة الأمريكية السابقة الممثلة في كلينتون، وباراك اوباما كانت تدعم الإخوان المسلمين بقوة، وهو ما سيتغير في المستقبل القريب.
وعن قبول الشعب المصري هذه المصالحة، أكدت أستاذ العلوم السياسية، أنه سيكون هناك صعوبة شديدة للغاية في قبول هذه المصالحة، حيث أن الشعب المصري هو ذاته يلفظ الإخوان المسلمين، وهو ما سيسبب مشكلات لتركيا وقطر والإخوان في عدم تمرير هذه المصالحة.
أردوغان يتلاعب بالإخوان ونهايتهم قريبا
من جانبه أكد الدكتور تورغوت اوغلو، مدير مكتب صحيفة الزمان التركية في مصر، أن الإدارة الأمريكية، تنظر لأردوغان نظرات سيئة للغاية، حيث أنه المتسبب الأساسي في دعم الإرهاب في المنطقة، مؤكدا أن أردوغان ساعد كثيرا في إنماء تنظيم داعش.
وأضاف أوغلو في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن أردوغان يستشعر خطرا كبيرا، بسبب هذه النظرة السيئة إليه من قبل الإدارة الأمريكية، وهو ما جعله يلجأ لتحريك ملف المصالحة بين الحكومة المصرية وبين الاخوان، كي يفتح ثغرة جديدة يحسن به وجهه القبيح أمام الإدارة الأمريكية، بحيث لا تسأله عن ملف دعم الإرهاب.
وأوضح أوغلو، أن القضاء على تنظيم داعش في نظر الإدارة الأمريكية، يتطلب البدء من محاسبة أردوغان، على دعمه تلك الجماعات الإرهابية وبالتالي قام أردوغان بالعودة إلى المصالحة، موضحا أن الإخوان أصبحوا الآن في تعداد المجهولين، حيث أن ارتباطهم بأردوغان من الأساس من أكثر الأسباب التي ستنهي عليهم.
وعن العلاقة بين الإخوان وأردوغان، ذكر أوغلو أن العلاقة ما هي إلا مصالح فقط وستكتب نهايتها قريبا، خاصة أن أردوغان يتخذ الإخوان كمحطة له في تنفيذ ما يريد.
ترامب يسبب قلق شديد لقطر وتركيا
كما أكد الدكتور محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، أن اردوغان يرى في ترامب أنه معاديا لحركات الإسلام السياسي، فضلا عن عدم إيمانه بتسليم عبدالله جولن، الذي يريد أردوغان القبض عليه، حيث أنه يتسبب لأردوغان في العديد من المشكلات كان آخرها الانقلاب الذي حدث.
وأضاف حامد في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن أردوغان يتعامل الآن انطلاقا من مصلحة تركيا وليس انطلاقا من مصلحة الإخوان المسلمين، أو التعاون معهم، مبينا أن موقف قطر يأتي عدوانيا للغاية ضد ترامب، حيث يعتبرون موقف ترامب بأنه معاديا للربيع العربي، وكذلك عداوته الشديدة ضد الإسلام السياسي، وهم الإخوان بالأساس، الذين يعدوا عماد قطر وتركيا الأول.
مشروع تركيا وقطر ينهار
وأوضح حامد أن موقف المصالحة يأتي بسبب ضرب المشروع الذي تقوم كلا من قطر وتركيا دعمه في المنطقة، وبالتالي يريدون فتح جبهة جديدة مع مصر من خلال هذه المصالحة، مبينا أن دونالد ترامب يدعم استقرار المنطقة من خلال مكافحة الإرهاب، هذا الأمر الذي يلقى إعجاب مصر ودول الخليج، وهو السبب في تحريك الموقف من قبل قطر وتركيا، نتيجة لضرب موقفهم ومشروعهم في المنطقة.
ولفت حامد أن دونالد ترامب يدعم من يتواجدون الان في السلطات العربية، والأنظمة الحالية، ومنها الاعتراف بثورة 30 يونيو، وكذلك يرى أيضا في حفتر أنه الرجل الليبي الأقوى، حيث أنه يدعم بالأساس هذه الأنظمة للحفاظ على الأمن والقضاء على الإرهاب.