في ذكرى "مذبحة كوبري عباس".. حكاية نضال طلاب مصر
"لم يشهد العالم دورًا لعبه الطلاب في الحركة الوطنية مثل الدور الذي لعبه الطلاب في مصر".. هكذا قال المفكر الفرنسي "والتر لاكير" مشيدًا بالحركة الطلابية المصرية التي كانت في مقدمة صفوف المقاومة ضد المستعمر الأجنبي خلال اندلاع تظاهرة كوبري عباس الأولى في عام 1935.
وتحل اليوم الموافق الثالث عشر من نوفمبر، من كل عام ذكرى يوم اندلاع مظاهرة كوبري عباس، التي أشعلها تصريح "صمويل هور" وزير الخارجية البريطاني الأسبق، بعدما صرح بأن دستور 1923ميلادية غير صالح للعمل به، في مصر وأن دستور 1930 ضد رغبة الأمة بالإجماع، فالتهبت المشاعر بسبب هذا التصريح الذي تزامن مع الاحتفال بعيد الجهاد وتحول الاحتفال بهذا العيد إلى مظاهرات عارمة.
البداية
كانت البداية عندما تولت وزارة نسيم في 14 نوفمبر 1934ميلادية استصدرت أمرًا ملكيًا بإبطال العمل بدستور 1930، إلى أن يوضع نظام دستوري جديد يحل محل دستوري 1923 و1930، وفي 9 نوفمبر 1935 وفي قاعة "الجولدن هول" بلندن، ألقى السير صمويل هور، وزير الخارجية البريطاني، تصريحا أثار الشارع المصري ومثل الفتيل الأول في اندلاع مظاهرات كوبري عباس الأولى في مثل هذا اليوم 13 نوفمبر 1935ميلادية.
خروج الطلبة للتظاهر
حيث صرح هور بأن دستور١٩٢٣ غير صالح للعمل وهو الدستور الذي كان يلقى قبولا شعبيًا كبيرا، ودستور١٩٣٠ لاينطبق على رغبات الأمة، وما إن أدلى "صمويل هور" بهذا التصريح إلا وكان له وقع الصدمة في نفوس المصريين فاندلعت المظاهرات في القاهرة، وخرج طلاب الجامعة وانضم إليهم طلاب المدارس في مظاهرة تهتف ضد التصريح البريطاني وضد الاحتلال، ونادت بسقوط الوزارة، وعندما اندفعت حشود الطلاب لتجتاز كوبري عباس لتصل لقلب العاصمة.
إطلاق الرصاص على المتظاهرين
وسقط أول شهيد برصاص البوليس الإنجليزي وهو "إسماعيل محمد العبد"، وفي اليوم التالي 14 نوفمبر تجددت المظاهرات وتجمع الطلبة في ساحة الجامعة واتجهوا إلى القاهرة فقابلهم البوليس الإنجليزي والمصري باطلاق النار وقتل من طلبة الجامعة "محمد عبدالمجيد مرسي" من كلية الزراعة و"محمد عبدالحكم الجراحي" طالب الآداب و"علي طه عفيفي" طالب دار العلوم وقتل الخامس في مظاهرة في طنطا وهو "عبدالحليم عبدالمقصود شبكة" طالب بالمعهد الديني.
أقيم للشهداء نصب تذكاري كان صاحب فكرته النقراشي باشا نفسه لأنه كان يعمل أصلاً بالتدريس وكان قريباً من الطلاب والتلاميذ وكان رئيساً لفرق كشافة الوفد المعروفة بفرق القمصان الزرقاء وزعيماً لهم وأزاح معهم الستار عن النصب التذكاري في 7 ديسمبر وقام الطلبة يومها بمظاهرة هائلة تصدرها كل الزعماء الوطنيين وكان تصرف الطلبة سبباً في حدوث الائتلاف الوطني بين الزعماء وعودة الدستور بعد غياب خمس سنوات.