إيمان كمال تكتب: على هذه الأرض.. «زعيم»
لماذا «عادل إمام» تحديدا تم تكريمه بهذه الحفاوة فى مهرجان قرطاج بتونس، وسؤال آخر يطرح نفسه.. لماذا نال الوسام الوطنى الرفيع فى قطاع الثقافة من الصف الأول من الرئيس التونسى قائد السبسى؟ والإجابة بكل بساطة أعماله سينما ودراما ومسرح.. ودراما مصرية.. سنوات طويلة منذ أواخر الستينيات وعادل إمام سواء اختلفنا أو اتفقنا مع أعماله يثرى الفن فى مصر بأعمال كثيرة. أعمال ببصمة مصرية وصناعة مصرية خالصة..خلطة وروح مصرية.. فكيف إذا صرح إمام على مسرح قرطاج بأن السينما المصرية هى أم السينما العربية! هل أخطأ هل كذب؟ هل نسب فضل لمصر غير موجود؟ هل من المفترض بعد كل إنجازاته فى مصر أن يرجع الفضل فى تكريمه للسينما التونسية التى نقدرها ونحترمها؟ الفنان المصرى الأصيل لم ينكر فضل الشعب التونسى الذى شكره وأشار إلى أنه ذواق للفن والثقافة فما الذى جناه ليستحق كل هذا اللوم؟ على اعتبار أنه كان من الأولى أن يهدى تكريمه للسينما التونسية؟
إذا لم تنجب السينما المصرية مثل عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف وغيرهم كثيرون هل كانت المهرجانات العربية ستسعى لتكريمهم؟
من قال بأن السينما حكر على مصر؟ أعمال مغربية ولبنانية وأردنية وحتى فى الإمارات وفى إفريقيا باتت فى الصدارة بفضل صناعها ولكن هل تمحى هذه الأعمال مهما علا شأنها تاريخ مصر السينمائى؟
عنصريون فى حب مصر وفى حب السينما المصرية الحاضنة للعرب منذ بداياتها ولكننا لا نكذب ولا نتجمل بل نتحدث بالحقائق.. فأى سينما عربية سبقت مصر؟! أى سينما عربية استطاعت أن تحقق ما قدمته مصر عبر كل هذه السنوات الطويلة؟ تاريخ تونس السينمائى لن ينمحى حينما يذكر ممثل مصرى كبير قيمة بلده ولن يقلل منهم..
لن تنضر مصر إذا أصبحت السينما التونسية «أب» السينما العربية، كما صرح الفنان التونسى لطفى بوعبيد ساخرا من عادل إمام..
لن ينمحى تاريخ مصر إذا أصبحت السينما العربية اكثر زخما ونجاحا، فوجود عادل إمام فى تونس لا يمحى كونه مصريا، بل اضاف لاسم مصر وزينها فى المهرجانات العربية جعلنا نشعر بالفخر لتكريمه تماما مثلما نشعر تجاه علم مصر وهو مرفوع فى الخارج مع مبدع جديد فى مجالات مختلفة.
وإن كنت لا أحب الألقاب ولا أجيد استخدامها فعادل إمام زعيم الفن وحريفه الذى تربع على القمة وحافظ عليها بتاريخ ونجاحات تحسب له حتى إن أخفق أحيانا.. ببساطة عادل إمام فنان مصرى جدا.. قدم سينما مصرية.. كرمه قرطاج كفنان مصرى.. ببساطة السينما المصرية هى «روح السينما العربية» إن لم تكن أمها.
