ماهى الدول التى تخشى ترامب ؟
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم السبت، في تقرير لها الضوء على فوز ترامب بمنصب رئيس الولايات المتحدة، مشيرة إلى تخوفات 10 دول ومناطق في العالم عقب هذا الفور، وهى:
1- أفغانستان
قالت الصحيفة، إن أفغانستان لم تحظ باهتمام ملحوظ خلال الحملة الانتخابية، لكن مع تولية ترامب مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، لم يعد بمقدوره تجاهل أطول حرب في التاريخ الأمريكي، إذ يستمر الوضع الأمني في التدهور مع مهاجمة حركة طالبان المدن الأفغانية وتعزيز سيطرتها على المناطق الريفية وانضمام تنظيم داعش للحرب هناك.
ورغم عدم تنفيذ القوات الأمريكية في أفغانستان أي مهام قتالية، فقد قُتل 11 جنديا أمريكيا خلال العام الحالي، ما يجعل مهمة الجيش الأمريكي هناك أكثر خطورة مقارنة بالعراق أو سوريا.
وكان رد فعل طالبان تجاه نتائج الانتخابات الأمريكية هو مطالبة الإدارة الجديدة بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكن العديد من الخبراء سيحذرون ترامب من أن غياب القوات الجوية الأجنبية والخبراء العسكريين سيجعل البلد فريسة سهلة لطالبان.
ويبدو من مواقف ترامب الحازمة تجاه تنظيم داعش والإرهاب الإسلامي بشكل عام، أنه لن يُسلم بسهولة مقاليد البلاد، التي قتل بها آلاف الجنود الأمريكيين، إلى فصيل إرهابي أقل تشددًا، في إشارة إلى حركة طالبان.
2- دول البلطيق
تشعر دول بحر البلطيق بالقلق تجاه موقف إدارة ترامب بشأن الدفاع عنها ضد أي غزو روسي محتمل. ففي يوليو الماضي، قال ترامب لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه لن يتدخل بالضرورة لنجدة ليتوانيا ولاتفيا وإستوانيا ما لم يدفعوا أموالًا كافية لخزائن حلف الناتو.
وكثف حلف الناتو من وتيرة تدريباته العسكرية في بحر البلطيق مؤخرًا كرد فعل على تنامي نفوذ الكرملين في المنطقة. وفي ديسمبر الماضي، ستبدأ حاملة الطائرات الأمريكية 173rd تدريباً مع قوات لاتفيا في قاعدة عسكرية كانت تتبع الاتحاد السوفييتي سابقًا. ولم يعد واضحًا ما إذا كانت واشنطن ستستمر في هذا التدريب، فهناك غموض يكتنف سياسات ترامب تجاه روسيا، وتتزايد المخاوف بشأن احتمال تنازل ترامب عن شرق أوروبا لروسيا.
3- كندا
تتخوف كندا من مصير تجارتها مع الولايات المتحدة بعد فوز ترامب بالرئاسة، حيث تصدر كندا حوالي 72% من سلعها وخدماتها إلى الولايات المتحدة، مما يشكل 23% من ناتجها المحلي الإجمالي ويوفر حوالي 2.5 مليون وظيفة.
وكان ترامب قد تعهد بإعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة بأمريكا الشمالية "NAFTA" التي وصفها بـ"أسوأ اتفاق تجاري وُقّع في أي مكان على الإطلاق"، ما أثار قلق الحكومة الكندية في العاصمة أوتاوا.
وتمتد مخاوف الكنديين إلى آراء ترامب حول التغير المناخي، الذي وصفه بكونه خدعة ألّفها الصينيون، ولا تقتصر تداعيات موقف ترامب على تهديد اتفاق الأمم المتحدة المناخي في باريس، بل يمتد إلى تهديد الاتفاقات الثنائية المبرمة بين باراك أوباما ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو التي تهدف إلى الحد من انبعاثات غاز الميثان في صناعة الغاز والنفط.
4- فرنسا
قال فلوريان فيلبوت، نائب رئيس الجبهة الوطنية والذراع اليمنى للسياسية اليمينية مارين لوبان، في تغريدة له على موقع "تويتر" معلقاً على فوز ترامب بقوله: "عالمهم ينهار، وعالمنا يبنى".
وباتت حظوظ لوبان للفوز بالرئاسة الفرنسية أكثر واقعية بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وعلى مدار العامين الماضيين، توقع أكثر من 40 استطلاع للرأي حلول لوبان في المرتبة الثانية أو فوزها بالرئاسة من الجولة الأولى خلال الانتخابات المزمع إجراؤها في 23 أبريل2017.
ولكن بعد خروج بريطانيا من منطقة اليورو وفوز ترامب، أدركنا أن استطلاعات الرأي قد تكون خاطئة، لكن حدوث خطأ نسبته تصل إلى أكثر من 30% سيكون أمرًا نادرًا أو استثنائيًا. وتتوافر نفس الظروف التي أدت إلى فوز ترامب في فرنسا، لذا لا يمكننا استبعاد احتمال فوزها، خاصة إذا لم يصمد منافسها ألان جوبيه حتى الجولة الثانية من الانتخابات.
5- إيران
تتجه الأنظار تجاه الرئيس ترامب ويترقب كثيرون موقفه تجاه الاتفاق النووي الإيراني المبرم العام الماضي، الذي اعتبر انتصاراً للدبلوماسية الأمريكية حال دون اندلاع حرب أخرى في الشرق الأوسط.
وخلال اجتماعه بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" في مارس الماضي، قال ترامب: "إن التخلص من الاتفاق الكارثي مع إيران" على رأس أولوياته، لكن لم يتضح حتى الآن المسار الذي سيتبعه ترامب بعد فوزه. لقد صرح سابقاً بآراء متناقضة حول الصفقة، عندما قال إنه من الصعب إبطال هذا الاتفاق دون دعم أوروبي.
ويثير التقارب بين إسرائيل والإدارة الأمريكية الجديدة مخاوف إيران بشأن الحرب، لكن علاقة ترامب الجيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطمئنهم، إلى حد ما.
6- العراق وسوريا
وتعهد ترامب من قبل بهزيمة داعش، وقال إنه من بين أولوياته الاجتماع بالقادة العسكريين لمناقشة تنفيذ عمليات جديدة ضد المجموعة الجهادية، فيما طغت مشاعر اليأس على المعارضة السورية بعد نبأ فوز ترامب الذي أبدى انفتاحه لتشكيل تحالف مع روسيا، فيما استقبل نظام الأسد خبر فوزه بالفرح.
وكان قد ألمح ترامب أيضًا إلى عدم التزامه بأي تخفيض لعدد القوات الأمريكية في العراق أو سوريا، لكنه قد يواجه تحديًا إذا ما استمرت معركة الموصل، التي تعتبر آخر أقوى معاقل تنظيم داعش، عند تسلمه مقاليد الأمور في البيت الأبيض.
ويتوقع أن تدافع بغداد بقوة ضد محاولات ترامب تنفيذ وعوده بالاستيلاء على النفط العراقي لتعويض الولايات المتحدة عن النفقات التي تكبدتها منذ غزو العراق في عام 2003.
7- إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة
لا تبشر رئاسة ترامب بالخير لعملية السلام في الشرق الأوسط التي انهارت في عام 2014. منذ ذلك الحين، تنامى الصراع في غزة وتبعته موجة عنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وستعمق سياسات ترامب، التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية، حدة التوترات في المنطقة، حيث تعهّد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وستتزامن هذه السياسات - في حالة تنفيذها عندما يتسلم ترامب الحكم في يناير القادم مع الذكرى الخمسين لاحتلال الأراضي الفلسطينية في وقت ضعفت فيه آمال الفلسطينيين في عملية السلام.
8- اليابان وكوريا الجنوبية
شعرت طوكيو بالخوف، عندما أعلن ترامب نيته بشأن إجراء تغيير جذري في العلاقات الأمنية التي تجمع اليابان بالولايات المتحدة لأكثر من 60 عامًا، حيث كان انتصار كلينتون سيطمئن اليابان بشأن مستقبل العلاقات الأمنية بين البلدين في وقت تتزايد فيه مخاوف طوكيو بسبب الأنشطة الصينية العسكرية في بحر الصين الجنوبي، وامتلاك كوريا الشمالية لقوى ردع نووية.
وقال ترامب إن من بين أولوياته سحب القوات الأمريكية الموجودة في اليابان البالغ عددها 47 ألف جندي واستدعاء 28500 جندي آخر، منتشرين على طول الحدود الجنوبية التي تفصل بين كوريا الشمالية والجنوبية.
ويثير إضعاف الوجود العسكري الأمريكي بالمنطقة مخاوف طوكيو التي تلقت وعودًا سابقة من واشنطن بمساعدتها إذا ما حاولت الصين استعادة جزر سينكاكو المتنازع عليها بالقوة.
وربما كانت أكثر الاقتراحات المقلقة لترامب مطالبته اليابان وكوريا الجنوبية بالتوقف عن الاعتماد على المظلة النووية الأمريكية لحمايتهم ومحاولة تطوير قوة ردع نووية خاصة بهم.
9- المكسيك
وقد تراجعت العملة المحلية المكسيكية “البيزو" بنحو 13% بعد فوز ترامب. ويتخوّف الجيران الجنوبيون للولايات المتحدة من مواجهة رئيس تعهد بتمزيق الاتفاقات التجارية معهم وترحيل 5 ملايين مهاجر لا يحمل وثائق والذين وصفهم بـ"المغتصبين والمجرمين"، وبناء حائط على الحدود على مسافة 2000 ميل.