بعد وصوله لحكم أمريكا.. هل يستمر"ترامب" على نهج أوباما أم سيتخلى عن دعم الإخوان ؟
عقب حسم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، العملية الانتخابية لصالحه، أكدت قيادت منشقة عن جماعة الإخوان المسلمين أن فوز"ترامب" هزيمة للجماعة، وأنه لن يدعمهم بل سينشيء سياسة جديدة تصب لصالح العرب، بالرغم من دعم المخابرات الأمريكية لهم باعتبارهما الورقة الرابحة لأمريكا لنقلهم تفاصيل خطوات الجماعات المتطرفة.
واستعرضت"الفجر"، فيما يلي تباين آراء الإسلاميون المنشقون عن جماعة الإخوان المسلمين حول تعامل أمريكا مع ملف الإخوان، وهل سيستكمل "ترامب" مسيرة أوباما في دعمهم أم لا؟.
موقف غير واضح
قال الدكتور نبيل نعيم، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن موقف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، من الجماعة سيكون غير واضح حيث أنه سيرفض دعم الإخوان سياسيًا ليسير عكس نهج الرئيس السابق بارك أوباما، خاصة وأنه يعترض منذ البداية أن يكون لأمريكا علاقة بأي جماعات إرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.
أما عن الناحية الأمنية فأوضح "نعيم"، في تصريح لـ"الفجر"، أن من الصعب أن تقطع أمريكا علاقتها مع الإخوان، بعد فوز ترامب، لأن هذا الملف له سياسته الخاصة التي لا يستطيع أحد تغييرها، مشيرًا إلى وجود تواصل بين المخابرات الأمريكية (CIA) والإخوان، ليساعدونهم بمدهم بمعلومات هامة عن سائر الجماعات المتطرفة في العالم، ومضيفًا أن الإخوان يعدون ورقة رابحة تستغلها المخابرات الأمريكية في حربها ضد العرب.
الإنسحاب عن دعم الإخوان
وأوضح الدكتور ثروت الخرباوي، المفكر الإسلامي والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، أن السياسة الأمريكية تعتمد على أن تظل أمريكا حاكمًا للعالم، وأن يكون اقتصادها أقوى اقتصاد فيه، وبالتالي استطاعت السيطرة على قارة أفريقيا والشرق الأوسط استطاعت بخضوعهما للنفوذ الأمريكي، وذلك عن طريق الاتفاق أو عن طريق العملاء(الجماعات المتطرف).
وأضاف"الخرباوي"، أن الحزب الديمقراطي في ظل "أوباما"، أدار المنطقة بشكل سيء جدًا، من خلال العملاء على رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، بل كان له دورًا مباشرًا في نمو الجماعات المتطرفة، لأنه اعتبرها وسيلة مساعدة للربح، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد"ترامب"، له نفس التوجهات الكلية في أن تظل أمريكا إمبراطورية عظمى في العالم، ولكن ليس عن طريق الإخوان، بل سينسحب من دعم أمريكا للجماعات المتطرفة(الإخوان)، وسوف يتغير موقف أمريكا من كل من "سوريا، ومصر، وليبيا، من الحرب الدائرة في اليمن".
خسارة "هيلاري"هزيمة للإخوان
ولفت"الخرباوي"، إلى أن سياسة ترامب المقبلة تجاه المنطقة ستكون إيجابية، وتصب لمصلحة العرب، مؤكدًا أن هزيمة "هيلاري"، هي هزيمة لجماعات التطرف"داعش، والإخوان"، لأنها كانت تقول إنها سوف تستمر في مشروع أوباما بدعم الإخوان، خاصة أن حملتها كانت تحتوي على بعض عناصر جماعة الإخوان لدعمها ومساندتها.
أمريكا أصبح لها رئيس إخواني
من جانبه علق القيادي الإخواني محمد الجوادي، على فوز الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، قائلاً: "أمريكا تستحق ترامب حتى لو قال بعضهم أنه لا يستحقها".
وأضاف "الجوادي"، عبر حسابه الشخصي على فيس بوك، "ترامب بالنسبة للأمريكيين هو الإخوان، سواء كان هو يعرف ذلك أم لا، وسواء كان المسلمون يعرفون هذا أم لا، وقد أصبحت أمريكا برئيس إخواني".
وتابع القيادي الإخواني، "الفكر السياسي ليس بالأسماء وليس بالدعايات ولا بالتصويرات وإنما له مقياس سياسي كالمتر والجلفانومتر والكالوريمتر والميزان".
يصعد من حدة التوتر العالمي
فيما قال القيادي الإخواني جمال حشمت، في بيان له، "ما نحن فيه يحتاج من الجميع حسن التوجه إلى الله لإعادة الحسابات بعيداً عن الفرقة والخلاف الذي يسود كل بلاد العرب والمسلمين ويتحقق دعائنا الدائم أن يرشدنا الله ويوحدنا ويستخدمنا ولا يستبدلنا".
وتابع حشمت، أن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية سيعني ازدياد حدة ما وصفه بـ" التطرف اليميني" في أمريكا وأوروبا، الذي يرفض التعايش مع من يخالفه و يكرهه، ما يجعل المعادلة فى الصراع "ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حيي عن بينة"، وتمايز الألوان والاتجاهات يُصعد حدة التوتر العالمي، لكنه في النهاية متناغم مع إعادة تشكيل العالم كله، لا منطقة الشرق الآوسط فقط، كما يظن اللاعبون الأساسيون.