بعد فوزه بالانتخابات.. خبراء يكشفون رؤية ترامب الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في أمريكا والشرق الأوسط
برغم فوزه الكبير واقتناصه لكرسي الرئاسة الأمريكي، يعتبر دونالد ترامب للكثيرين، كالصدمة الكبرى، لا سيما العديد من السياسيين الأمريكيين، الأمر الذي أعتبروه مغيرا كبيرا لملامح السياسة الأمريكية حسب وصفهم، انطلاقا من آرائه التي يصفها البعض بالشاذة، ورؤيته التي يستغربها البعض.
برنامج ترامب الانتخابي
وتظهر رؤية ترامب التي يصفها البعض بالشاذة، من خلال العديد من نقاط برنامجه الانتخابي، الذي أطلقه في ولاية بنسلفانيا عن خطوات التغيير التي سيلتزم بها خلال أول 100 يوم له في الرئاسة، يأتي هذا فيما أكدت صحيفة "لوبسرفاتور" الفرنسية أن تنفيذ برنامج دونالد ترامب الانتخابي سيمثل مفاجأة كبرى، مثل فوزه بالانتخابات.
اجراءات قوية لمنع تدفق المهاجرين
كان هذا ضمن أهم البنود التي تبناها ترامب في برنامجه الانتخابي ، والتي أثارات جدلا واسعا وكبيرا، إذ أكد اعتزامه بناء جدار بطول 1600 كليومتر على طول الحدود المكسيكية، لوقف تدفق المهاجرين، فضلا عن تعهده بطرد أكثر من 2 مليون مهاجر، وإلغاء تأشيرات الدول الأجنبية التي تستردهم، وكذلك طرد 11 مليون مهاجر غير شرعي وإنهاء برنامج استقبال اللاجئين السوريين، مما أثار تخوفات كبيرة للغاية.
المؤسسات الأمريكية لها اليد الطولى
وعن إجراءات ترامب السياسة، أكد الدكتور اكرام بدر الدين، المتخصص في الشأن الخارجي، والسياسة الدولية، أن ترامب لا يمتلك وحده تنفيذ هذه الأمور على الإطلاق، حيث أن القرار أو البنود الانتخابية التي يراها، تأتي أكثرها ضمن الأمور الواقعة في الدعاية الانتخابية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن مدار هذه السياسات لا يتوقف على شخص ترامب فحسب، وإنما سيكون المؤسسات الأمريكية الأخرى، لها الكلمة، في هذه القرارات، قائلا أنه من المعروف أن سياسة الولايات المتحدة لا تنفذ عبر أشخاص وإنما عبر مؤسسات.
رؤيته الاقتصادية الانعزالية
وبالنسبة للاقتصاد يعتزم دونالد ترامب، الانسحاب من اتفاق أمريكا الشمالية للتجارة الحرة، وانسحاب الولايات المتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادئ.
رؤية ترامب لن تنفذ وتحددها المؤسسات
وفي ذات السياق أكد الدكتور محمد النجار، أستاذ الاقتصاد بجامعة بنها وعضو لجنة الاقتصاد بالمجلس الأعلى للثقافة، أن هذا الرؤى الاقتصادية التي يرددها ترامب، ليست داخلة على الإطلاق في السياسة الأمريكية، التي لا يختلفون عليها على الإطلاق.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن ترامب ما هو إلا صورة فقط، ولكن لا يؤثر على الإطلاق في السياسات الأمريكية، مبينا أن أية سياسات اقتصادية تتخذ أو سياسية وعسكرية ، لا يمكن أن يتحكم بها ترامب وإنما تحددها، المؤسسات الكبرى في الولايات المتحدة.
وأكد أن العرب يفهمون الأمور بالخطأ تماما، حيث أن سياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط محددة، وهي حماية إسرائيل فقط، ولن يكون هناك تغييرات كثيرة في السياسات الأمريكية.
السياسة الخارجية
وبالنظر إلى السياسة الخارجية، أكد ترامب أنه سيعمل، على إشعال حرب بجميع أنواعها تشمل الحروب تقليدية وإلكترونية ومالية وإيديولوجية، للتخلص من الجماعات الإرهابية لا سيما تنظيم داعش، فضلا عن القضاء على الاتفاق النووي الإيراني الذي وصفه بالكارثي.
وفي مفارقة عجيبة اقترح ترامب أيضا لمعالجة قضايا الإرهاب، السماح بالتعذيب من أجل مكافحة الإرهاب، بل طالب بقتل أسر الإرهابيين بهدف ردع الجهاديين المحتملين.
ترامب أفضل للقضاء على الإرهاب
وعن نظرته لمعالجة القضايا الإرهابية، أكد منير أديب، المتخصص في شأن الجماعات الجهادية، أن هناك تفاؤل كبير يأتي مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، بشأن القضاء على الإرهاب.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن ترامب يتضح من خلال أحاديثه عزمه الصادق على التخلص من الجماعات الإرهابية، موضحا أنه على العكس تماما من هيلاري كلينتون، وباراك اوباما اللذين تورطا في دعم الجماعات الإرهابية في الكثير من البلدان العربية.
وعن تهديدات ترامب بقتل أسر الجهاديين، أوضح أديب، أن هذه الأمور لا يمكن حدوثها على الإطلاق، حيث أن هذا يعد أمرا مخالفا للقوانين الدولية، وبالتالي سيمنع ترامب من فعل ذلك في حال التفكير فيه فقط.
كما أكد اللواء جمال مظلوم ، الخبير العسكري، أن الحالة العسكرية في المنطقة مع ترامب ستكون أفضل مما كانت عليه، لافتا إلى أن ترامب لديه العديد من التصريحات المؤكدة على أهمية معالجة قضايا الإرهاب، في المنطقة.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تنظر بجدية إلى الأوضاع في الدول العربية، خاص مع تفاقم الأوضاع المتواجدة والتي تسبب مشكلات كبرى في تأزم المنطقة .