خبراء يجيبون: لهذه الأسباب عاقبت السعودية مصر بوقف إمدادات أرامكو البترولية

أمتنعت شركة "أرامكو" السعودية للنفط، عن توريد الشحنات البترولية المقررة لمصر للشهر الثاني على التوالي، وقال مسئول فى الهيئة المصرية العامة للبترول اليوم الاثنين، إن أرامكو السعودية أبلغت الهيئة منذ أكتوبر بالتوقف عن إمدادها بالمواد البترولية "لحين إشعار آخر".
وقالت وزارة البترول المصرية، إن شركة أرامكو لم ترسل الشحنة الخاصة بشهر نوفمبر، ما دفع الوزارة لتعويض هذا الأمر بطرح مناقصات جديدة كما حدث بشهر أكتوبر الماضي.
وأرجع عدد من الخبراء، امتناع أرامكوا عن توريد شحنتها إلى معاقبة السعودية لمصر، ردًا على تصويت الأخيرة لصالح مشروع القرار الروسي حول سوريا في مجلس الأمن، وهو ماتسبب في غضب لدى للملكة، حيث وصف مندوبها لدى الأمم المتحدة تصويت مصر وقتها بـ"الأمر المؤلم" .
بشار الأسد كلمة السر
وفي سياق متصل قال الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن العلاقات مابين الدول تتضمن ملفات كثيرة للتعاون وأخرى للخلاف، ومشكلة السعودية أنها لا ترى حلاً إلا من خلال رحيل بشار الأسد، رغم أنه من خلال تجارب آخرى مرت بما تعاني منه سوريا ثبت أن الأزمة ليست في بشار، ولكن ماذا بعد بشار؟ فالمفترض أن يكون هناك رجلًا له شعبية ومُسيطر على الأرض، يتولى الحكم من بعده ويضمن الاستقرار، حتى لا تترك للميليشيات كما حدث في ليبيا.
وأضاف شبانة في تصريح لـ"الفجر"، إن السعودية ترى أنه لابد وأن تسير مصر في فلكها كما تريد، وتتعامل وكأن مساعدتها لها مشروطة وهذا لن يحدث لأن مصر دولة بكل ما تعنيه الكلمة منذ 7000 ألاف سنة، وعلى الرغم من أن اتفاق أرامكوا اتفاقية مبرمة، إلا أنها فضلت تحمل الشروط الجزائية على الالتزام والتعاون معنا.
ولفت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن ماتقوم به السعودية الآن هو نفس ماحدث في السابق مع قطر في أزمة الغاز، وبعدها اتجه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الجزائر لأنها أكبر دولة أفريقية منتجة للغاز، وبالتالي لابد لمصر من تنويع مصادر الغاز، سواء كان من إيران أو العراق أو غيرها لأنه يضمن سيطرة القوة المصرية بغض النظر عن وجود أزمات.
وأشار شبانة إلى أن تجميد الاتفاق بين مصر وأرامكو لا يعني قطع العلاقات، مضيفاً: "سحابة صيف وستمر".
خلافات
ومن جهته قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن امتناع أرامكوا ليس بجديد، وهو مايشير إلى توتر العلاقات بين مصر والسعودية، لافتًا إلى أن أحد مظاهرها تصويت مصر لصالح القرار الروسي في مجلس الأمن.
وأضاف نافعة في تصريح لـ"الفجر"، أن هناك خلافات بين مصر والسعودية أعمق بكثير من تصويت الأولى لصالح القرار الروسي في مجلس الأمن، ومنها خلافهم في وجهات النظر بين الأزمة في سوريا واليمن.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن السعودية كانت تتوقع أن استمرارها في تقديم المساعدات لمصر، سيجعل الأخيرة تتخذ موقفًا مُطابقًا لها في كافة القرارات الدولية وخاصة العربية وهو بالطبع أمر غير مقبول لدى الدولة المصرية.
أزمة واضحة
بينما قال الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك أزمة واضحة بين مصر والسعودية وهي التي أدت إلى امتناع أرامكو لتوريد البترول لمصر للشهر التالي على التوالي.
وأضاف حسين في تصريح لـ"الفجر"، أن أهم أسباب الخلاف بين البلدين هو تصويت مصر لصالح القرار الروسي بشأن حل الأزمة السورية.