علماء النفس عن واقع المصريين بعد ارتفاع الأسعار: اكتئاب وتوتر يؤديان لـ"الانتحار"
فرويز: قرارات الحكومة ستؤدي إلى انتحار الشباب
هاني: المصريون أصابهم التوتر بسبب التفكير في أعباء الحياة
فايد: جيل الشباب سيتعرض إلى نوبات اكتئاب حاد
تباينت آراء علماء النفس حول الحالة النفسية للمواطن المصري عقب قرارات الحكومة الأخيرة، والتي جاءت بشكل تحذيري من تأثيرها على نفسية الشعب، مشددين على ضرورة تخفيض أسعار السلع الغذائية كوسيلة لإمتصاص غضب الشعب؛ وإلا سنرى الدولة تدخل في حالة عدم استقرار صعب السيطرة عليه.
وأعلن البنك المركزي المصري، يوم الخميس الماضي، تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، وتحديد سعر الصرف وفقًا لآليات العرض والطلب، حيث قرر تخفيض قيمة الجنيه بنسبة 48% ليسجل الدولار 13 جنيهًا في السوق الرسمية بالبنوك مع السماح بتحركه في هامش بنسبة 10 في المائة ارتفاعًا وانخفاضًا، فضلا عن قرارات الحكومة برفع الدعم عن المحروقات.
ورصدت"الفجر"، فيما يلي آراء بعض المختصين في علم النفس، حول هذه القضية الشائكة، للخروج منها.
اكتئاب يؤدي إلى الانتحار
قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة، إن القرارات الحكومة في الآونة الأخيرة لها تابعيات سلبية على العامل النفسي لدى المواطن المصري، فكانت عبارة عن فعل ضاغط تقبلها الشعب بصدمة انتابت جميع الطبقات .
وأوضح" فرويز"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن آثارهذه الصدمة عدم الإتزان، فتقبلها البعض بشكل ساخروآخرين رفضوا القرارات بشكل شديد، والبعض بدأ يفكر في كيفية تدبير ظروفه التي سوف يعجز على تدبيرها في الفترة المقبلة في ظل ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن المواطن بدأ يدخل في حالة اكتئاب تفاعلي نتيجة الضغوط.
ونوه إلى أن آثار هذا الاكتئاب الجانبية سالبية من الممكن تؤدي إلى الانتحار عند بعض الفئات العمرية خاصة الشباب لعدم قدرتهم على مسايرة الظروف الاقتصادية.
وأشار" فرويز"، إلى أن قرار ارتفاع الأسعار بنسبة 50% على رب الأسرة كفيل بأن يؤدي إلى تدهور أسرة كاملة، مؤكدًا أن المواطن المصري اليوم يعيش حالة عدم اتزان من السهل جدًا تؤدي لكوارث أخرى نحن في غنى عنها.
تفكير تشاؤمي وفوضى
وفي سياق متصل أكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أن عدم الاستقرار المادي له أثار سلبية على الحالة النفسية للمواطن، فهو يؤدي إلى عدم استقرار أسري، وبالتالي يعيش الفرد داخل دوامة التفكير والعجز في إيجاد حلول تتناسب مع دخله المادي مما يؤؤدي إلى اصابته باكتئاب مُزمن ووقوع فوضى في المجتمع نتيجة التفكير التشاؤمي.
وأوضح " هاني"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن عدم الاستقرار الأسري سيؤثر على الاستقرار الوظيفي؛ نتيجة حالة الإحباط والتوتر المستمر والتفكير في أعباء الحياة التي أصبحت شىء روتيني وفرض على الجميع، مما يؤدي إلى عطلة عجلة الإنتاج.
وبسؤاله عن الآليات التي لابد أن تتخذها الحكومة لامتصاص غضب المواطنين والخروج من الأزمة، قال "هاني"، إن الحل الوحيد حاليًا للسيطرة على الموقف هو تخفيف العبء عن المواطن بخفض أسعار السلع، لأن ما يشغل المواطن يوميًا هو قوت يومه لأنها غريزة لابد من اشباعها، معلقًا: " الأكل حاجة بسيطة وهترضي الناس.. بدلا من الضغط اللي بيعيشه مع كل واجبة".
الشباب الفئة المتضررة
على صعيد آخر أكدت الدكتورة سوسن الفايد، أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن القرارات الأخيرة للحكومة جاءت كنوع من الاستقرار النفسي، مشيرة إلى أن الإعلان عن الخطوات له تأثير إيجابيي، إنما ما قبل القرارات كان هناك شىء من الضبابية في الأمور أدى إلى عدم استقرار واستغلال البعض لها لحدوث فوضى في البلاد.
وأضافت" الفايد"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن حتى لو كانت هذه القرارات مؤلمة فإن توضيح اتجاهات البوصلة تعطي إشارات ضوئية للمواطن أن يرتب حياته على هذا الوضع، فضلا عن أن مصر تاريخيًا مرت بظروف اقتصادية أسوأ من ذلك، فدائمًا ما تعاني من الفقر ونقص الموارد وعدم الاشباع، وكان المواطن المصري قادر على التحمل ومواجهة الأزمات واجتازها بسهولة.
وأشارت، إلى أن الأزمة النفسية ستتولد لدى الشباب الناشيء، نظرًا لعدم قدرته على تحمل هذه القرارات التي يعتبرها فرض من الحكومة عليه دون مراعاة ظروفه، نظرًا لأن ثقافته الاجتماعية لا تعي سوى أنه يرى كل شىء سهل وبسيط، مقارنة بالدول الغربية، مؤكدة أن هذا الجيل سوف يتعرض لأزمات اكتئاب حاد، من الممكن يؤدي إلى الانتحار إن استلم لهذه الثقافة ولم يخرج من عبائتها بالاجتهاد والعمل والتحدي لظروف.