المستشار الدبلوماسي سامح المشد يكتب شهادتي كدبلوماسي دولي بلقاءات الرئيس المصري في أمريكا
فرض الرئيس السيسي، في جولته الأممية، حضوره، في كافة اللقاءات، منها حضور غداء العمل، الذي نظمه (مجلس الأعمال للتفاهم الدولي)، أوضح الرئيس على هذه المائدة، أن حكومته، بصدد تعديل قانون الإستثمار، وفقاً لجميع النقاط، والملاحظات التى ذكرها المستثمرون، ممايؤكد على الجدية المصرية، فى تذليل كافة العقبات أمامهم، فأعقبت تصريحات الرئيس، إلى تأكيد السيد الزميل، (السفير ديفيد ثورن)، المستشار الإقتصادي، لوزير الخارجية الأمريكي، أن أمريكا سوف ترسل وفداً كبيرا، من رجال الأعمال إلى مصر، خلال شهر أكتوبر الحالي، 2016، وذلك للتعرف عن قرب، على فرص الإستثمار الجادة، الكبيرة، والمتاحة. وإستعرض الرئيس، ما تم تنفيذه فعليا، من نتائج إيجابية، من أجل إستعادة الإستقرار الأمني، والسياسى، في البلاد، وأكد القائد الأعلى للقوات المسلحة، على أن مصر إستكملت فعليا، جميع مؤسساتها الديمقراطية المنتخبة، مع ضرورة تصحيح الصورة المغلوطة، التى يتناولها الإعلام الدولي، حول الوضع فى مصر.
كشاهد عيان أثناء حضوري، كدبلوماسي مصري، قبل أن أكون دبلوماسي دولي، لعدد من اللقاءات الهامة، بصحبة الوفد الرئاسي المصري، لابد من الحديث عن هذه المؤتمرات، بصورة تفصيلية، ولقاء الرئيس مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة، بالمجتمع الأمريكي، التى تضم عددا من المسؤولين، والدبلوماسيين، والعسكريين، وكذلك لقاءات مع مدراء مراكز الأبحاث، ودوائر الثقافة والفكر، بأمريكا. بدأ السيسي لقاءنا الكبير، بالترحيب بكوكبة كبيرة، وشخصيات مختارة، ونخبة منتقاة، من الرموز الأمريكية، التي أسهمت، وتسهم فعليا، فى تشكيل توجُّه الدوائر المختلفة، لصناعة القرار الأمريكي، إزاء مختلف القضايا، التي تمس الأمن القومي الأمريكي، ومصالح أمريكا في الوطن العربي، وختم (السيسى) هذا اللقاء قائلا: نحرص على الإنخراط الجاد، وإقامة دولة مدنية، ديمقراطية، مزدهرة إقتصاديا، لن تتأتى دون إستعادة أمن وإستقرار البلاد، مع ضرورة مواجهة الإرهاب فى ليبيا.
ضمن سلسلة من اللقاءات الخاصة، بمقر إقامته، إستقبل السيسي، (دونالد ترامب)، المرشح الرئاسى عن الحزب الجمهورى، وتناولا في لقائهما، الحديث عن العلاقات الثنائية الإستراتيجية، بين مصر وأمريكا، على جميع المستويات، وعلى رأسها، المستويات السياسية، والدبلوماسية، والإقتصادية، والعسكرية، وأعرب المرشح الرئاسي، عن حبه، وإحترامه، وتقديره للسيسي، والشعب المصري، على ما قدموه دفاعا عن بلادهم، مما أدى إلى تحقيق المصلحة العامة، للعالم بأسره، وأكد (ترامب)، على مايكنه لتاريخ مصر الحضاري، من إحترام، وتقدير، كبيرين، متفاخرا بالدور الريادي الذي يقوم به السيسي في المنطقة، معبرا عن دعمه لجهود مصر، فى مكافحة الإرهاب، مشددا على أن أمريكا ستكون تحت إدارته الكاملة، حين فوزه في الإنتخابات الرئاسية، وسوف يكون (دونالد) صديقا، وحليفا قويا، يمكن للقيادة المصرية، أن تعتمد عليه، خلال فترة رئاسته، مشيدا بعلاقات الشراكة القوية، والممتدة، التي جمعت بين البلدين، خلال العقود الماضية، وحيوية هذه الشراكة، بالنسبة إلى أمن وإستقرار الشرق الأوسط، وأن البلدين، لديهما عدو واحد مشترك، يجب العمل سويا، لأهمية التغلب على الإرهاب والتطرّف.
إستقبل الرئيس، المرشحة الإنتخابية، (هيلارى كلينتون) عن الحزب الديمقراطى، وأكد السيسي خلال اللقاء بمقر إقامته بنيويورك، إلى أن العلاقات التاريخية، والإستراتيجية، التى تجمع بين الدولتين المصرية، والأمريكية، وضرورة العمل على إعطاء دفعة جديدة، للعلاقات بين البلدين، بما يهم، ويخدم، مصالح الشعبين المصري، والأمريكي. إستعرض (الرئيس) معظم التطورات السياسية، والإقتصادية، التي تشهدها مصر، وأشار إلى ضرورة إتمام إستحقاقات خارطة الطريق بنجاح، وكذلك إرساء المبادئ الواردة بالدستور، بشأن الفصل بين السلطات، وتبنى (رؤية 2030)، من أجل تحقيق التنمية المستدامة، كما تناول السيسي، جهود مصر، لضمان وحماية حقوق الإنسان، والحفاظ على الأمن والإستقرار، وإعلاء سيادة القانون، ودولة المؤسسات، وإحتضان جميع الأجندات، التي تتبنى عددا من الإصلاحات السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية.
وإستقبل الرئيس عددا من (نواب الكونجرس)، للتأكيد على أن (العلاقات المصرية – الأمريكية)، قوية، وواسعة، ومتشعبة، وتشمل الكثير من مجالات التعاون، وأكد الرئيس خلال لقائه بأعضاء الكونجرس، أن مكافحة الإرهاب، تتطلب تبنى منهج شامل، لا يقتصر فقط على التدابير الأمنية، ولكن أيضا تبنى خطاب، يعمل على دحض الحجج والبراهين، للجماعات الإرهابية، كذلك أهمية تصويب الخطاب الدينى، مؤكدا لأعضاء الكونجرس، الجهود التى تقوم بها مصر فى هذا المجال، والنتائج التي حققتها. وإختتم الرئيس هذا اللقاء، بالتأكيد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يمكنهما من مواجهة كثير من التحديات، والتأكيد على الدور الهام، الذي يمكن أن تقوم به مصر، وأمريكا، على إعتبار أنهما ركيزة أساسية، للإستقرار، والسلام المنطقة.
كما إستقبل (السيسي)، النائب الجمهوري، (دانا رورباخر)، رئيس مجموعة أصدقاء مصر، بالكونجرس الأمريكى، ومعه النائب الجمهوري، (فرنش هيل)، عضو لجنة الخدمات المالية، فرحب الرئيس بالنائبين، وأعرب عن تقديره لما يقوما به النائبان الجمهوريان، من جهود حثيثة، سعيا منهما لتطوير، وتنمية العلاقات الإستراتيجية، التى تجمع بين القاهرة وواشنطن، وأكد الرئيس للنائبين، على تعزيز التعاون الثنائي، مع أمريكا فى شتى المجالات، من أجل التمكن من مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها ملف الإرهاب، وكذلك التعاون العسكري بين البلدين، كأحد أهم محاور تلك العلاقات، فضلاً عن الإتفاق الذي تم التوصل إليه، مع صندوق النقد الدولي لدعم إستكمال البرنامج، كما أكد النائبان للرئيس السيسي، إستمرارهما فى مساندة القاهرة، والوقوف إلى جانب مصر فى حربها ضد الإرهاب. أرجو الإطلاع على تفاصيل بعثتي الدبلوماسية، بنيويورك، هيئة الأمم المتحدة، من خلال هذه المقالات، تحت عنوان: (رحلتي مع الرئيس السيسي في نيويورك بالأمم المتحدة)، – (عن بعثتي الدبلوماسية بهيئة الأمم المتحدة)، – (شهادتي كدبلوماسي دولي بلقاءات الرئيس المصري في أمريكا)، – (على هامش حضوري بالجمعية العامة للأمم المتحدة)، – (النادي الدبلوماسي الدولي بنيويورك شاهد على الرئيس السيسي).
وكما ذكرت في بداية مقالتي في الحلقة الأولى من حلقات (رحلتي مع الرئيس في نيويورك بالأمم المتحدة)، أن رئيس الوفد المصري، الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان قد ترأس قمة (مجلس السلم والأمن الإفريقي)، التي تم إنعاقدها على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى نيويورك، وذلك فى ضوء تولى مصر رئاسة المجلس، خلال شهر سبتمبر 2016، حيث ناقشت القمة، تطورات الوضع فى جنوب السودان، عندما أكد الرئيس السيسي، على أهمية التوصل إلى آلية فعالة، ومساندة جميع الأطراف بالجنوب، والتمسك بخيار السلام، والمساهمة فى تنفيذ بنود إتفاق السلام، وإرساء أسس الأمن والإستقرار، والعمل الجاد على إيجاد الحلول العاجلة، للأزمة الإنسانية، فى جنوب السودان، والإصرار على النهوض بالوضع الإقتصادي المتدني، من أجل تحقيق ما يتطلع إليه أبناء السودان، من آمال في العيش الكريم، بأمن وآمان، وسلم وسلام، وتقدم وإزدهار. كما أكد السيسي، دعم مصر، لجهود الإتحاد الإفريقي، ومنظمة الإيجاد، من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم، في جنوب السودان، وأكد على ترحيب مصر، بقبول حكومة جنوب السودان، بنشر قوة الحماية الإقليمية، مع ضرورة إستمرار مصر، فى دعمها لجميع الجهود الرامية، من أجل دعم، تنفيذ إتفاق التسوية السلمية فى جنوب السودان، وأن مصر الزعامة، على إستعداد تام، للقيام بإستضافة جميع المؤتمرات، للأطراف المعنية بالأزمة، لدعم الجهود الإقليمية، فى هذه المجالات، وكذلك إستعداد مصر، لدعم بعثة الأمم المتحدة، فى جنوب السودان، وذلك من منطلق مسئوليات مصر الإفريقية، وإلتزامها الدائم، كأحد أكبر الدول، التي تساهم بجيشها، فى عمليات حفظ السلام، وأن مصر على إستعداد تام، للمساهمة في إنشاء مستشفى ميداني، ضمن قوات البعثة الأممية، فى جنوب السودان، وكذلك إستعداد مصر، في المشاركة فى قوة الحماية الإقليمية، وإختتم الرئيس إجتماعه، بعرض مختصر شديد، لما دار في القمة من مناقشات، وإستعراض مشروع البيان الختامي، الذي تم إقراره من قبل الحضور.