خبراء طرق لـ"وزير النقل" بعد كارثة السيول: "شكلك نايم في زحل"
الحكيم: المخرات المصرية بحاجة لتمويل للنهوض بها.. ووزير النقل" نايم في زحل"
صالح: مخرات السيول في مصر متهالكة
عبد العظيم: مصر في خطر إذا لم يتم صيانة هذه المخرات
أثارت تصريحات الدكتور جلال سعيد، وزير النقل، بأن الطرق المصرية منشأة وفقا للمواصفات القياسية، وبها مخرات للسيول، استياء بعض خبراء الطرق والكباري، مؤكدين أن "المخرات" متهالكة ولابد من صيانتها بشكل فوري وإلا سيكون الأمر خطير على مصر.
وأكد وزير النقل، أن الطرق المصرية منشأة وفقا للمواصفات القياسية، وبها مخرات للسيول، بالإضافة إلى أن الطرق الجديدة التي يجري إنشاؤها بها مخرات السيول، مضيفًا أن كافة الطرق بالعالم تتعرض للسيول، وأنه ليس صحيحًا ما يتردد أن المسؤولين لم يراعوا مخرات السيول.
وترصد"الفجر"، في السطور التالية تباين آراء المختصين حول هذه القضية الشائكة.
"الوزير نايم في زُحل "
في ضوء ما سبق أكد المهندس أحمد الحكيم، خبير الطرق والكباري، أن الطرق المصرية ليس بها مخرات للسيول صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى أن الطرق غير منشأة وفقًا للمواصفات القياسية، مدللاً على ذلك بالتلفيات التي خلفتها السيول التي اجتاحت محافظات البحر الأحمر وصعيد مصر وجنوب سيناء، الخميس الماضي، وكشفت الإهمال والقصور تجاه مخرات السيول، مشيرًا لو بالفعل كان هناك مجرات للسيول لما غرقت هذه المدن.
وأعرب " الحكيم"، في تصريحات لـ"الفجر"، عن استيائه من تصريحات وزير النقل جلال سعيد، متسائلًا: "هو نايم في زحل.. لما الطرق كويسة أمال البلد اللي غرقت دي غرقت ازاي"، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات وعدم الاعتراف والعمل على حل المشكلة الأساسية ستؤدي إلى نتائج عكسية نحن في غنى عنها مع قدوم فصل الشتاء.
وأوضح"الحكيم"، أن الأزمة في توافر مخرات للسيول في مصر تكمن في قلة التمويل والإدارة الجيدة، مشيرًا إلى أن الطرق في الوقت الحالي بحاجة لتمويل لعمل أعمال صناعية عن طريق تحويل لمخارج السيل لإبعاده عن الطريق، أو عمل ثقل "هيدوجيني"، لتحصين الطرق ضد السيول.
مخرات مصر متهالكة
ومن جانبه قال الدكتور مظهر صالح، أستاذ الطرق والكباري بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، إن مخرات السيول في مصر متهالكة بل مغلقة بأكوام القمامة والحيوانات النافقة والسيارات الخردة، دون رقابة من المسئولين، خاصة المخرات في محافظتي القاهرة وحلوان.
وأضاف "صالح"، في تصريحات لـ"الفجر"، أنه إذا تساقطت أمطار غزيرة مثلما حدث العام الماضي والأيام الماضية في إحدى المدن الساحلية سوف تغمر المياه أحياء سكنية كاملة، فضلا عن كونها بؤر تلوث بيئي ومرضي يثير مخاوف وقلق الناس.
ونوه"صالح"، بأنه لابد من عمل صيانة فورية على هذه المخرات، قبل قدوم فصل الشتاء، والإستعانة بالمختصين في هذا الشأن، مؤكدًا أنهم لم يسمعوا ذات مرة أن هناك مسئول حاول استشارتهم كمختصين في كيفية النهوض بهذه المخرات، مستنكرًا تصريح وزير النقل بأن هناك طرق مؤهلة لتفادي أضرار السيول في فصل الشتاء، مضيفاً أنها تصريحات براقة لا تفيد في الوقت الراهن.
خطر قادم
بينما قال الدكتور عماد عبد العظيم، استشاري الطرق والكباري في جامعة عين شمس، إن مصر لم تتعرض للسيول بشكل دائم، ولكن عقب السيول التي شهدتها مدينة البحر الأحمر قبل أيام وغرق مدينة الإسكندرية العام الماضي، نستطيع أن نقول أن مصر في خطر إذا لم يتم صيانة هذه المخرات.
وأضاف"عبد العظيم"، في تصريحات لـ"الفجر"، إلى أنه كان يمكن الاستفادة من أموال التعويضات للمتضررين من السيول في العمل على تجديد الطرق، والمخرات، وتفادي الخسائر في الأرواح.
وأشار"عبد العظيم"، إلى أنه جاء الوقت لأن تستفيد مصر من مياه الأمطار عن طريق عمل سدود لمياه السيول والاستفادة منها، بدل التفكير دائمًا في حل الكارثة، قائلاً: "أن الأوان نفكر في العواقب قبل حدوثها ونتصدى لها".
وبسؤاله عن حال الطرق في مصر ومدى الاستعدادات للفصل الشتاء، أكد "عبد العظيم"، أن الطرق في حالة يرث لها الجبين، والواقع أقوى دليل، وهذه نتيجة طبيعية لفشل الإدارة القائمة على المنظومة بأكملها.